ترميم القصر الأثري "ألكسان باشا" في أسيوط بصعيد مصر
يعتبر قصر ألكسان باشا أهم وأقدم القصور الأثرية المتبقية على ضفاف نهر النيل بمحافظة أسيوط، حيث تم تشييده عام 1910.
تجري وزارة الآثار المصرية أعمال الترميم والبناء لقصر ألكسان الأثري بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، لدرء الخطورة عن بعض أجزاء القصر التي تعرضت للانهيار على مر الزمان، وتمهيدا ليكون متحفا قوميا للمحافظة.
وتدعم الوزارة فريق العمل بجميع الخامات الضرورية، كما ستعمل على زيادة عدد المتخصصين من جميع إدارات الترميم بمنطقة مصر الوسطى ليصل عدد الفريق إلى ٣٠ متخصصا، كخطوة للإسراع في الانتهاء من أعمال الترميم وتقليل مدة البرنامج الزمني.
ومن جانبه، قال غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للترميم والصيانة، إنه تم الانتهاء من أعمال درء الخطورة عن بعض أجزاء القصر التي تعرضت للانهيار على مر الزمان، ومنها السلالم والمدخل الشرقي للقصر، بالإضافة إلى البدء في تنظيف وترميم واجهات القصر الأربعة بتركيب الشدات المعدنية؛ لتمكين فريق العمل من الوصول إلى أعلى نقطة في واجهات القصر.
وأضاف أنه بالتعاون مع المحافظة، تم البدء في زرع الحديقة الخاصة بالقصر وتزويد واجهات القصر بالإضاءة اللازمة، ورفع كفاءة نظام الصرف الصحي به، وأكد سنبل أهمية التعاون مع المحافظة وجميع الجهات المعنية، بالإضافة إلى مشاركة المجتمع المدني في هذا المشروع لرفع الوعي الأثري لديهم، كأحد محاور الصيانة الوقائية للآثار بصفة عامة والقصر بصفة خاصة، بحيث يشارك في مشروع الترميم مهندسون استشاريون من قاطني المنطقة التي بها القصر.
تاريخ قصر ألكسان وقيمته الأثرية:
يعتبر قصر ألكسان باشا أهم وأقدم القصور الأثرية المتبقية على ضفاف نهر النيل بمحافظة أسيوط، حيث تم تشييده عام 1910، على الطراز الأوروبي من زخارف الركوكو والباروك على واجهاته، واستخدام عناصر زخرفية، تمثل فروع الأزهار والشعارات الرمزية السمة المميزة لطراز النهضة المبكرة في بريطانيا.
يشتهر القصر الذي بناه ألكسان باشا أحد أثرياء أسيوط بأنه استضاف الملك فاروق عام 1935، الذي أعجب بالتصميم المعماري للقصر وروعة الزخارف ونقوشه، مما جعل الملك يوعده بلقب الباشوية على صاحبه ألكسان تقديرا له، وبالفعل منح ألكسان لقب باشا بعد زيارة الملك.
بدأ العمل في إنشاء القصر عام 1902، واستمر لمدة 8 سنوات، وشارك في بنائه فنانون من إيطاليا وفرنسا وإنجلترا، مما جعله تحفة فنية أوروبية مميزة، وتم افتتاحه عام 1910، على مساحة 8.000 متر مربع، ويتكون من طابقين، بالإضافة إلى بدروم، ويضم القصر العديد من الحجرات للمعيشة والسفر والاستقبال، بالإضافة إلى بهو كبير، وتحتوي واجهة القصر على زخارف ورسومات من الفن الأوروبي، بالإضافة إلى أبواب وشبابيك القصدر التي تتميز بالكرانيش الرائعة.
كما يضم القصر العديد من التحف الأثرية التي تقدر بـ5000 قطعة فنية من الأخشاب والمعادن مثل الذهب والفضة والأحجار لمختلف العصور التاريخية، مثل المصرية القديمة والرومانية والمسيحية والإسلامية، كما يحتوي القصر على أثاث خشبي ثمين من التراث الملكي القديم.
عانى القصر فترات طويلة من الإهمال والفوضي والتعديات المختلفة، حتى صدر قرار المجلس الأعلى للآثار في ديسمبر 1995 بضم وتسجيل قصر ألكسان باشا إلى قائمة الآثار الإسلامية برقم 71 آثار، وفي عام 2007 تم نزع الملكية عن ورثة القصر للمنفعة العامة، وهم أحفاد ألكسان باشا الذين هاجروا لأوروبا، تمهيدا لتحويل القصر لمتحف قومي لمحافظة أسيوط، وقد تم جمع آثار المحافظة من مخازن الآثار في جميع أنحاء الجمهورية لضمها للمتحف، وفي أبريل عام 2013، تم افتتاح المتحف الجديد الذي يحكي قصة وتاريخ محافظة أسيوط وشعبها خلال العصور التاريخية القديمة المختلفة حتى إنشاء المتحف القومي.