صحيفة بريطانية: وحشية الشرطة صعّبت حل قضية كتالونيا
صحيفة بريطانية قالت إن التصرف الوحشي للشرطة الإسبانية عقّد الأمور فيما يتعلق باستفتاء كتالونيا
ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أنه خلال الأسبوعين الماضيين أصبح واضحا صعوبة حل الخلافات الدستورية في إسبانيا سلميا؛ فلم يظهر أي من الطرفين المتنازعين حول حق إقليم كتالونيا في إجراء استفتاء الاستقلال أي رغبة في التوصل إلى حل توافقي.
وأضافت "إندبندنت" البريطانية، خلال مقال افتتاحي لها، أن النتيجة كانت عنفا دمويا في شوارع برشلونة، ووقوع مئات الإصابات بين المدنيين خلال اشتباكات مع الشرطة الإسبانية.
وفقا للصحيفة، فإن هذه اللحظة كانت حتمية منذ فوز الأحزاب الانفصالية بانتخابات البرلمان في كتالونيا عام 2015، وبعد ذلك أصدرت إعلانا لبدء عملية رسمية نحو الاستقلال.
وأشارت "إندبندنت" البريطانية إلى أنه منذ البداية عارضت الحكومة المركزية الإسبانية هذه العملية بشدة؛ حيث إنها في الواقع تتعارض مع الدستور الإسباني، الذي يعلن البلاد غير قابلة للتقسيم.
وأوضح المقال، أن قرار البرلمان الكتالوني بسن قانون يدعو لإجراء الاستفتاء نهاية هذا الأسبوع يقلب الأمور رأسا على عقب.
وفقا لمقال الصحيفة البريطانية، تاريخ الاستياء الكتالوني مع باقي أنحاء إسبانيا له جذوره التي تعود لما قبل عام 2015، فبالنسبة لـ"الاستقلاليون" كانت الـ3 قرون الأخيرة بمثابة معركة لعكس استيلاء الملك فيليب الخامس على برشلونة، ومؤخرا لحل أمر خضوع المنطقة لحكم الجنرال فرانكو.
كما شهدت الـ4 عقود الماضية عودة إلى الحكم الذاتي على نطاق واسع، رغم أن البندول لم يخل من التأرجح في الاتجاهات الأخرى؛ فالركود الطويل في إسبانيا أدى إلى زيادة شعور الكثيرين بكتالونيا الثرية نسبيا أن المستقبل سيكون أكثر تفاؤلا إن لم تعيقهم المناطق الفقيرة في البلاد.
وأوضحت "إندبندنت" البريطانية، أنه سيكون من الخطأ الاستنتاج أن الكتالونيين مقتنعون بأغلبية ساحقة بالحجج المؤيدة للاستقلال؛ فمنذ 3 سنوات، وجد استطلاعا غير إلزامي، قضت المحكمة الدستورية الإسبانية بأنه غير قانوني، أن 81% من المصوتين يؤيدون الاستقلال، لكن كانت نسبة المشاركة 35% فقط، وفي وقت سابق هذا الصيف، أظهرت استطلاعات رأي انخفاض دعم الانفصال التام عن إسبانيا.
وفي ظل هذه الظروف، كان بإمكان رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، أن يستغل الفرصة والسماح للاستفتاء بالمضي قدما، معتمدا على إما تصويت الأغلبية ضد الاستقلال أو أن تكون المشاركة ضعيفة فلا تكون للنتيجة شرعية.
لكن الآن ومع اتخاذ المسار العدواني الذي تم خلال الأسابيع الماضية، على راخوي أن يصدق أنه في الكفة غير الفائزة.
وعلى المدى القريب، أثبتت الجهود العديدة التي قامت بها السلطات لمنع إجراء الاستفتاء أنها لم تنجح إلا جزئيا فقط، وبصرف النظر عن أي شيء آخر، فإن الحكومة الكتالونية ستكون قادرة على إحصاء عدد أصوات بعض سكانها على الأقل وإعلان النتيجة، غير أن النتيجة ستكون غير مرضية في أية ظروف عادية.
ويتجاوز ذلك، الذكرى الدائمة عن هذا الاستفتاء، الذي يبدو غير قانوني من وجهة نظر الحكومة الإسبانية وضروريا للكثير من الكتالونيين؛ حيث ستسيطر عليها مشاهد ضباط الشرطة من أجزاء أخرى في إسبانيا وهم يشهرون هراواتهم ضد الرجال والنساء غير المسلحين في برشلونة.