وسط توقعات حذرة بالتعافي.. انطلاقة بطيئة لرحلات الطيران الأوروبية
اتحاد النقل الجوي الدولي "أياتا" يعتقد أن الانتعاش في السفر الجوي لا يرتبط بوتيرة رفع القيود فقط بل بحجم المخاوف الصحية أيضا
قال برايان بيرس، كبير الخبراء الاقتصاديين لدى الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إن انخفاض حجوزات الطيران في النصف الثاني من يونيو /حزيران الماضي يعطي سببا للحذر بشأن آفاق القطاع في الشهور المقبلة.
وتابع: وهذا الحذر يعود لمعاودة حالات الإصابة بفيروس كورونا الارتفاع مجددا في بعض الدول.
وأضاف، بيرس، أنه على الرغم من أن يونيو/حزيران الماضي أفضل في المتوسط من مايو/أيار الماضي، فإن النصف الثاني من الشهر شهد انخفاضا في الحجوزات.
- تأثير استمرار القيود
وتابع: أن استمرار قيود على السفر إلى الولايات المتحدة أو أمريكا اللاتينية قد يؤثر على توقعات الاتحاد بالنسبة للعام.
وأوضح أنه "حدث انخفاض في الحجوزات في النصف الثاني من يونيو/حزيران الماضي، مع زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا".
وتابع:" هذا يدفعنا لأن نتوخى الحذر نوعا ما بشأن الآفاق في الشهور القليلة المقبلة".
وفي سياق متصل، تستأنف الملاحة الجوية ببطء في أوروبا مع إعادة فتح الحدود لكن عشرات آلاف الوظائف لا يزال مصيرها مجهول، وذلك بعد الإغلاق الذي أوقف بالكامل تقريبا حركة الطيران المدني،
- صحوة بطيئة
وأدت إجراءات الإغلاق إلى انخفاض كبير في السفر الجوي بنسبة 94.3% في أبريل/نيسان الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، عند احتسابها بالكيلومترات التي قطعها الركاب.
ويعتقد اتحاد النقل الجوي الدولي "أياتا" التجمع التجاري الرائد لصناعة الطيران، أن الانتعاش في السفر الجوي قد لا يرتبط بوتيرة رفع القيود المفروضة بل بحجم المخاوف الصحية أيضا التي تمنع الناس من السفر.
ويتوقع الاتحاد أن يبدأ الانتعاش في السفر الجوي الداخلي، ثم يمتد إلى السفر عبر القارات، وأخيرا، في نهاية العام، إلى الرحلات الطويلة بين القارات.
كما يتوقع الاتحاد أنّ يعود السفر الجوي إلى مستويات ما قبل انتشار فيروس كورونا المستجد في العام 2023.
وتم رفع معظم قيود السفر داخل أوروبا.. واعتبارًا من الأربعاء، بات يُسمح لمواطني 15 دولة بالدخول إلى الاتحاد الأوروبي.
وتم استبعاد الولايات المتحدة وروسيا والبرازيل، حيث لا يزال الفيروس القاتل ينتشر بسرعة، من القائمة.
وشهدت أوروبا 7706 رحلة طيران يوميا في المتوسط خلال الأسبوع الثالث من يونيو/حزيران الماضي، وهو انخفاض بنسبة 78% مقارنة بنفس الأسبوع من العام الماضي، حسب ما ذكرت هيئة "يورو كنترول" التي تدير المجال الجوي الأوروبي.
كانت الخطوط الجوية التي تشغل معظم الرحلات الجوية هي لوفتهانزا وويز إير والخطوط الجوية النرويجية الإقليمية واير فرانس.
أما المطارات الأكثر ازدحاما فكانت شارل ديجول في باريس وفرانكفورت وأمستردام شايبول ولندن هيثرو.
- الوجهات الأكثر شعبية في أوروبا
كانت لشبونة الوجهة الأولى للتذاكر المحجوزة في النصف الأول من يونيو/حزيران الماضي، متقدمة على باريس وأمستردام وأثينا وروما ومدريد وفرانكفورت وفيينا وبرشلونة ولندن، وفقا للبيانات الصادرة الاثنين عن "فورورد كيز"، وهي شركة تقدم استشارات في مجال السفر الجوي.
وخلال الفترة نفسها من العام الماضي، تصدرت لندن الحجوزات، ويعود انخفاضها راهنا إلى إجراءات الحجر الصحي، وفقًا للشركة.
وقال كبير الاقتصاديين في اتحاد النقل الجوي الدولي بريان بيرس إن الدول التي فرضت الحجر الصحي شهدت انخفاضًا في حركة المرور مماثلة لنتائج الحظر الكامل على الرحلات الجوية.
وعوضا عن ذلك، حثّ اتحاد النقل الجوي الدولي السلطات على تبني إجراءات صحية مثل مطالبة المسافرين بوضع كمامات وإجراء فحوصات لدرجة الحرارة وطلب شهادات صحية.
- الأسوأ لم يأت بعد؟
ومن جهته، قال رافائيل شفارتسمان النائب الإقليمي لرئيس اتحاد النقل الجوي الدولي لقارة أوروبا الشهر الماضي إن إجراءات الدعم الحكومية للصناعة "أنقذت الآلاف من الوظائف ومكنت شركات الطيران من مواصلة الرحلات".
وأضاف "لكنني أخشى أن الأسوأ لم يأت بعد"، بينما تعتمد شركات الطيران على موسم السفر في العطلة الصيفية لكسب الأرباح التي تمنحها الحياة خلال أشهر الشتاء العجاف.
وتابع "لن يكون هناك تخفيف صيفي" هذا العام.
ويتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي أن تتكبد شركات الطيران الأوروبية خسائر قدرها 21.5 مليار دولار هذا العام مقارنة بأرباح قدرها 6.5 مليارات دولار العام الماضي.
وهو يعتقد أن ما بين 6 و7 ملايين وظيفة مرتبطة بالطيران معرضة للخطر.
- خفض الوظائف
وبدأت شركات الطيران والشركات الأخرى في الصناعة بالفعل إلغاء آلاف الوظائف.
في الأيام الأخيرة وحدها، كشفت شركة إيرباص العملاقة لصناعة الطائرات عن إلغاء 15 ألف وظيفة، بما يعادل11% من قوتها العاملة، في سعيها للتكيف مع التراجع الكبير في مجال الطيران التجاري فيما تتطلع شركات الطيران إلى تأجيل استلام الطائرات الجديدة.
وقالت شركة "إس إس بي"، المالك البريطاني لمنافذ الطعام في محطات السكك الحديدية والمطارات حول العالم بما في ذلك سلسلة ساندويتش أبر كرست والوجبات الجاهزة الإيطالية كافيه ريتازا، إنها قد تلغي ما يصل إلى 5 آلاف وظيفة في المملكة المتحدة لأن جائحة كوفيد-19 ابعدت العملاء.
وأعلنت مجموعة خدمات المطارات "سويس سبورت" التي توفر خدمات متنوعة لشركات الطيران أنها ستلغي 4 آلاف وظيفة في بريطانيا.
وقالت شركة دوفري السويسرية المشغلة للأسواق الحرة، التي لديها أكثر من 2400 متجر و 31 ألف موظف في جميع أنحاء العالم، إنها تخطط لخفض إنفاقها على الموظفين بنسبة تصل إلى 35%.
aXA6IDMuMTI4LjIyNi4xMjgg
جزيرة ام اند امز