علاج ثوري للسكري.. الهندسة الوراثية تتكفل بالأنسولين
فريق بحثي أمريكي قطع خطوة مهمة نحو علاج جديد يوقف الاستجابة المناعية المدمرة التي تؤدي إلى تطور مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال
طوال معظم العقد الماضي، حلم الدكتور ديفيد رولينجز، مدير مركز المناعة والعلاجات المناعية في معهد سياتل لأبحاث الأطفال، بتطوير علاج للأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول لا يتضمن حقن الأنسولين، ولكنه يستخدم الخلايا المناعية للشخص لاستهداف وعلاج المرض.
الآن، يقترب رولينجز من بدء تجربة سريرية لأول مرة في العلاج بسياتل بالتعاون مع شريك البحث بمعهد بينارويا للأبحاث في فيرجينيا.
ويقول رولينجز، في تقرير نشره معهد سياتل للأطفال: "ما بدأ كحلم أصبح الآن في متناول اليد.. آمل أن تؤدي أبحاثنا إلى علاج جديد يوقف الاستجابة المناعية المدمرة التي تؤدي إلى تطور مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال".
وفي مرض السكري من النوع 1 ، تهاجم أنواع معينة من الخلايا المناعية تسمى (خلايا تي المساعدة) عن طريق الخطأ خلايا جزرية منتجة للأنسولين في البنكرياس، ووظيفة هذه الخلايا الجزرية هي الشعور عندما ترتفع مستويات الجلوكوز في مجرى الدم والاستجابة عن طريق إطلاق الأنسولين، ويستمر الهجوم لأن المكونات الأخرى للجهاز المناعي، الخلايا التائية التنظيمية (Treg) ، لا تعمل بشكل طبيعي.
ويقول رولينجز "إن نظام المناعة الصحي يتطلب خلايا تائية تنظيمية لموازنة هجوم الخلايا التائية المساعدة، حيث تخبر الخلايا التائية التنظيمية الخلايا التائية المساعدة بالهدوء وتحد من تلف الأنسجة مثل البنكرياس".
وبمجرد تدمير الخلايا التائية المساعدة للخلايا الجزرية المنتجة للأنسولين، ترتفع مستويات الجلوكوز في مجرى الدم بلا هوادة ، مما يتسبب في ظهور الأعراض المبكرة لمرض السكري مثل التبول المتكرر والعطش غير المبرر والجوع الذي لا يشبع والإرهاق الشديد.
ولوقف هذا الهجوم ، ابتكر مختبر رولينجز طريقة هندسية وراثية لخلايا تائية خاصة بالمرضى، بحيث تعمل مثل الخلايا التنظيمية، والأمل هو أنه عندما يتم نقلها مرة أخرى إلى المريض ، فإن هذه الخلايا التائية تدخل البنكرياس ، حيث يمكنها المساعدة في قمع الاستجابة المناعية المفرطة، والحفاظ على وظيفة خلايا الجزرية وحمايتها.
وتظهر ورقة نشرت الأربعاء في دورية "ساينس ترانسليشن ميدسين"، كيف استخدم فريق البحث تقنيات تحرير الجينات لاستهداف الجين ( FOXP3 )في الخلايا التائية البشرية، ومن خلال تشغيل FOXP3 ، قاموا بتزويد الخلايا التائية بالتعليمات اللازمة لتعمل كخلايا تائية تنظيمية.
وبدت خلايا التائية التنظيمية الناتجة مشابهة جدًا للطبيعية، عند اختبارها في كل من النماذج الحيوانية والأنسجة في المعمل.