دراسة كندية تُبرّئ عدوّ "الأنسولين" من اتهام تاريخي باطل
اعتقاد ساد فترة طويلة بأن غرض هرمون "الجلوكاجون" يتمثّل في مواجهة تأثير "الأنسولين"، حتى تم تفنيد ذلك من قبل فريق بحثي كندي
عندما يتحدث الناس عن مرض السكري، عادة ما يتطرقون إلى هرمون "الأنسولين" الذي يساعد في السيطرة على الداء.
في السياق ذاته، ساد الاعتقاد فترة طويلة بأن غرض هرمون "الجلوكاجون" يتمثّل في مواجهة تأثير "الأنسولين"، حتى تم تفنيد ذلك من قبل فريق بحثي كندي في "معهد مونتريال للبحوث السريرية IRCM"و جامعة "مونتريال".
ونُشِرت دراسة جديدة، أمس الثلاثاء، في مجلة "Proceedings" للأكاديمية الوطنية للعلوم "PNAS"، كشف عبرها الفريق البحثي النقاب عن كون "الجلوكاجون" جزء من آلية تكيفية، تشارك في التحكم بِعمل "الأنسولين"، وبالتالي يمكن أن يكونا حليفيْن لا عدويّيْن.
أطباء يحذرون: مرضى السكري أكثر عرضة لفقدان البصر
وتقع الإصابة بالسكري عندما لا يستطيع الجسم تخزين "الجلوكوز"، ما يجعل مستويات السكر في الدم مرتفعة، و مع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة، إذ صُنّف الداء مميتا حتى سنة 1922 حين حدّد باحثون كنديون "الأنسولين" وبدأوا استخدامه كعلاج.
وأوضح الفريق البحثي، أنه بارتفاع السكر في الدم، يرسل "الأنسولين" إشارة إلى الجسم بغية تخزين فائض الأنسِجة كإمدادات للطاقة، وإشعار الكبد بالكفّ عن إنتاج السكر.
ومن ناحية أخرى، يأمر "الجلوكاجون" الكبد باستخدام هذه الاحتياطات عند الضرورة، وأن يصنع مزيدا من السكر، وبسبب آثارهما المعاكسة ، كان يُنظر إلى "الأنسولين" و"الجلوكاجون" منذ فترة طويلة على أنهما هرمونات تحارب بعضها البعض، بإرسال إشاراتهما المختلفة إلى الكبد.
كان كثير من العلماء يشتبهون في خطورة "الجلوكاجون" على مرض السكري، خصوصا مع نشاطه وكمية إفرازه الكبيرة.
وحاول الباحثون في الماضي تطوير علاجات لتثبيط تأثير "الجلوكاجون"، ولكن الفريق الكندي أثبت قلّة نجاعة هذا النهج، والدور الوقائي للهرمون المذكور.
وقالت د.جينيفر إستر ، من "معهد مونتريال للبحوث السريرية" والباحثة الرئيسة في الدراسة: "عندما تصوم لفترة معينة من الوقت، خلال النوم مثلا، ترتفع مستويات الجلوكاجون، وبهذه الطريقة يمكن لجسمك استخدام احتياطيات الطاقة، ومنع انخفاض نسبة السكر في الدم حتى لا تحدث الدوخة والارتباك، أو الغيبوبة".
وأوضحت: "لقد اكتشفنا أن الجلوكاجون لديه وظيفة إضافية، فحين تستيقظ وتأكل وجبة الإفطار، يساعد الكبد على الاستجابة لإشارة الأنسولين بشأن التوقف عن إنتاج السكر، لأن الجسم لن يحتاج إليه بعد الآن".
واستنادًا إلى ملاحظاتهم حول خلايا كبد الفأر ، اكتشف الباحثون أن "الجلوكاجون" يحتاج إلى بروتين يسمى"PGC1A" يساعد على التحكم في الاستجابة لـ "الأنسولين"، ولم يتسبّب تنشيط البروتين بارتفاع السكر في الدم، مثلما ساد الاعتقاد سابقا.
ويأمل الفريق في أن يساعد البحث المنجز على تحديد وسائل علاجية جديدة لداء السكري، وسائر أمراض الأيض.
aXA6IDMuMTI5LjQyLjE5OCA= جزيرة ام اند امز