بثينة العيسى لـ"العين الإخبارية": وظيفة الأدب استنطاق المسكوت عنه
الروائية الكويتية بثينة العيسى تقول إن مشكلة الرواية العربية تكمن في ندرة المترجمين الذين ينقلون من العربية إلى لغات أجنبية أخرى.
قالت الروائية الكويتية بثينة العيسى إن روايتها الجديدة "حارس سطح العالم" تكشف تناقضات الذات التي تستطيع التصالح مع نظام رقابي يجرم التخيل الإبداعي، لكنها تستطيع في الوقت نفسه أن ترضي النزعة الأنانية داخل الرقيب الساعي لقطف ثمار الإبداع المحرمة.
وأوضحت العيسى لـ"العين الإخبارية" أن الرواية تنطلق من فرضية فانتازية ومن سؤال: "ماذا لو أحب الرقيب الروايات التي يمنعها، كيف سيتصرف ويتجاوز مأزقه الجمالي والأخلاقي؟
وأشارت الروائية الكويتية إلى أن الكتابة تبدأ من حيث ينتهي الكلام؛ لأن ما يستطاع قوله يختلف عما يجدر كتابته، معتبرة أن وظيفة الأدب أصلا هي استنطاق المسكوت عنه وقول ما لا يقال.
ووقعت العيسى في أمسية قاهرية، السبت، طبعة مصرية من روايتها الجديدة، صدرت بالتعاون بين مكتبة "تنمية ومنشورات تكوين" و"الدار العربية للعلوم"، وكانت هذه الزيارة الأولى للكاتبة الكويتية التي تحظى بجماهيرية كبيرة في مصر.
وشهد حفل التوقيع الذي أداره الروائي السوداني حمور زيادة ازدحاما لافتا من الجمهور الذي كان في غالبيته من الشباب.
وعبرت العيسي عن سعادتها بزيارة القاهرة للمرة الأولى، وقالت: "ظروفي لم تسمح لي من قبل بزيارة القاهرة لكن مكتبة تنمية حققت لي هذا الحلم، لأنها رواية (كل الأشياء) فتحت جسرا بيني والقارئ المصري".
وتابعت: "تجولت في شوارع القاهرة خلال اليومين الماضيين واكتشفت كم هي رائعة وساحرة وتفاصليها نابضة وهي أكبر من مدينة، كأنها عالم تحكمه قوانين ليس لها أي علاقة بأي تجربة سفر خضتها من قبل"، ووصفت زيارتها للقاهرة بـ"التجربة الإيجابية" وتمنت لو تكررت كثيرا.
وبسؤالها عن المسافة التي قطعتها من روايتها الأولى "ارتطام" وصولا لعملها الجديد "حارس سطح العالم" قالت: "أعتقد أن تجربتي تنقسم إلى قسمين: الأول مع (ارتطام) و(كبرت ونسيت أن أنسى)، وحتى هذه اللحظة كنت أكتب عن أشياء أعرفها وعن بطلة تشبهني وعن عالم داخل البيت الكويتي بكل مشكلات هذه العوالم".
وتوضح: "بعد ذلك قررت الكتابة عما لا أعرف وبدأت مع رواية (كل الأشياء) و(حارس سطح العالم)، وحاليا أنحاز لهويتي الأدبية الجديدة التي بدأتها مع كتاب (كبرت ونسيت أن أنسى) حيث تحولت الكتابة إلى حالة اكتشاف وإنصات للعالم والذات أكثر من كونها حالة بوح وفضفضة، خاصة أنني أدركت معنى الخلق الإبداعي، وعموما أحاول أن أكون كاتبة جديدة مع كل كتاب".
وردا على سؤال بشأن قدرتها على تجاوز الخطوط الحمراء خلال الكتابة، قالت العيسى: "تبدأ الكتابة من حيث ينتهي الكلام، وما أستطيع قوله يختلف عما يجدر قوله كتابة"، معتبرة أن وظيفة الأدب أصلا هي استنطاق المسكوت عنه وقول ما لا يقال".
وأوضحت: "لو طالبنا الكاتب بتدجين نصه الأدبي ليتوافق مع اشتراطات السلطة أو مواصفات الرقابة فنحن بذلك نطلب منه ببساطة أن يفرغ الأدب من معناه".
وتابعت: "لست خائفة من الخوض في أي موضوع على الورق، لكن في الوقت نفسه أفكر دائما في المبررات الفنية، فأنا ضد أن أكتب بطريقة استفزازية أو رسالية زائدة عن الحد؛ لأن هدفي الأول والأخير إمتاع القارئ من خلال عمل فني".
وعما ينقص الرواية العربية لتصل إلى العالمية وتحقق الانتشار المطلوب، قالت العيسي: "أعتقد أن الرواية العربية منافس عالمي قوي، وربما المشكلة وجود ندرة في المترجمين الذين ينقلون من العربية إلى لغات أجنبية أخرى".
بثينة العيسى كاتبة كويتية حاصلة على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، وصدر لها روايات "ارتطام"، "سعار"، "عروس المطر"، "تحت أقدام الأمهات"، "قيس وليلى والذئب"، "عائشة تنزل إلى العالم السفلي"، و"كل الأشياء".
والعيسى عضو في رابطة الأدباء الكويتية، وحصلت على عدد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية عن روايتها "سعار" 2005/2006، وحائزة على المركز الثالث في مسابقة الشيخة باسمة الصباح فرع القصة القصيرة.