الكويتي حمود الشايجي لـ"العين الإخبارية": الشعر أثرى تجربتي الروائية
الكاتب الكويتي حمود الشايجي يؤكد أن خروجه عن الشكل الكلاسيكي للقصيدة جعله أكثر تحرراً في عمله الروائي وفي صياغة لغته الخاصة.
قال الكاتب الكويتي حمود الشايجي إنه لم يكتب الرواية بحثا عن الشهرة أو الانتشار وإنما استجابة لدوافع فنية.
وقبل الاتجاه للرواية كتب الشايجي 3 دواوين شعرية هي "هيولى" و"عشق" و"العزف الثامن"، ثم اتجه إلى الرواية، حيث صدر له عملان بارزان في هذا السياق هما "شيخ الخطاطين" ثم "جليلة".
في حواره لـ"العين الإخبارية"، أكد الشايجي أن خروجه عن الشكل الكلاسيكي للقصيدة جعله أكثر تحرراً في عمله الروائي وفي صياغة لغته الروائية الخاصة.. فإلى نص الحوار..
- بعد 3 دواوين، جاء تحولك للرواية.. هل قررت خيانة القصيدة والارتماء في أحضان فن آخر يجلب لممارسيه الشهرة والانتشار؟
- لا أعتقد أني كنت أبحث عن الانتشار أو الشهرة عندما كنت أكتب الرواية، كنت أبحث عن فن أشمل، فأنا بدأت في كتابة القصة القصيرة ومن بعدها المسرح، ومن ثم كتبت الرواية.
كل ما حدث رغبتي في اكتشاف عوالم أكثر في الكتابة، حتى الآن أنا أكتب وأبحث عن عوالم كتابية عندي. لكن لو سمحت لي بتحوير السؤال قليلاً، وقلنا "ما الذي أضافه لي الشعر في الكتابة الروائية؟"، لكان جوابي: تجربتي في كتابة قصيدة النثر أثرت تجربتي الروائية، وخروجي عن الشكل الكلاسيكي للقصيدة، جعلني أكثر تحرراً في عملي الروائي وفي صياغة لغته الروائية الخاصة. فكتابة الشعر وقصيدة النثر تحديداً هي التي جعلتني أبتعد عمّا هو جاهز ومُقولب ونموذجي في الكتابة الروائية.
- بماذا تفسر إذن "الهرولة الجماعية" للشعراء باتجاه الرواية؟
- لكلٍ غايته.
- روايتك الأخيرة جليلة ترصد تحولات المجتمع الكويتي عبر أكثر من قرن من الزمان.. ما خلاصة تلك التحولات برأيك؟
- رواية جليلة ترصد التغيرات التي رافقت مرحلة تأسيس دولة الكويت الحديثة، كاتفاقية الحماية البريطانية مع المغفور له الشيخ مبارك الصباح، وتشييد مقام الخضر في جزيرة فيلكا، والسنة التي سماها الكويتيون (سنة الهدامة) لشدة مطرها الذي هدم البيوت وأزهق النفوس، إضافة إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية، وتستمر هذه الأحداث إلى ليلة استقلال الكويت في 19 يونيو/حزيران 1961.
- لماذا يبدو العمل مزدحما بالشخصيات؟
بالفعل، تتمتع الرواية بشخصيات كثيرة، وتوزعت قيادة أحداث الرواية على شخصيات أسرة الشيخ مراد التي كانت ترمز للتنوع والتعدد الطبقي في المجتمع الكويتي، وذلك بتعاقب 3 أجيال على هذه الأسرة التي استقرت في جزيرة فيلكا، وكانت سبباً في بناء مقام الخضر، الذي أصبح مزاراً يأتي إليه الناس من أماكن عدة.
- ماذا عن طبقة العبيد والمرأة في هذا السياق؟
رغم هامشية دور طبقة العبيد اجتماعياً، لكنها في رواية جليلة كان لها دور رئيسي ببساطتها وفطرتها بتحريك جميع الأحداث، بالإضافة إلى دورها الرئيس في الحفاظ على الموروث الموسيقي في المنطقة، ما يعد نوعا من الإنصاف.
أما دور المرأة فغلب على دور الرجل في الرواية أكثر من مرة، واتضح ذلك عن طريق البطلات الرئيسيات أو حتى عن طريق نساء الجزيرة اللاتي اتخذن مواقف خالفن فيها مواقف أزواجهن المحافظة.
- عادة ما تفوح كتابات أدباء الخليج بحالة من الحنين لمجتمعاتهم في مرحلة ما قبل النفط.. بماذا تفسر ذلك؟
يعتقد البعض أن لجوء الكاتب الخليجي إلى الكتابة لمرحلة ما قبل النفط هو مجرد حنين للماضي، وأنا أعتقد أن هذه النظرة نظرة قاصرة، لأن الكتابة عن تلك المرحلة لها أسباب عدة أكبر من مجرد حنين، ومن هذه الأسباب كشف تاريخنا لمن يجهله، فنحن كدول يعتقد البعض أننا دول طارئة على التاريخ، دول خدمتنا الثروة النفطية أكثر من تاريخنا، لكن لو تأملوا تاريخنا جيداً لعرفوا أن أجدادنا بنوا دولنا بتعب وجهد يصعب تخيله.
aXA6IDMuMTQyLjU0LjEzNiA= جزيرة ام اند امز