الروائي الجزائري رفيق طيبي: النقد العربي "معطل" ولا يساعد الشباب
الشاعر والروائي الجزائري رفيق طيبي يؤكد أن الشعر تقدم ولم يتراجع، مشيرا إلى أن القارئ لم يستطع مواكبة تطورات الشعر الحقيقي
أكد الروائي والشاعر الجزائري رفيق طيبي أن النقد العربي لا يساعد الكتاب الشباب، مشيرا إلى أنهم لا يستفيدون منه شيئا لأنه "معطل"، بحسب وصفه.
ورفيق طيبي هو كاتب وشاعر تخرج في كلية الحقوق والعلوم السياسية، ومتوج بجائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب في مجال الرواية عام 2015، ومقيم بولاية برج بوعريريج، وأصدر مجموعة شعرية واحدة بعنوان "أعراس الغبار" وروايتين هما "الموت في زمن هش" و"257" وكتاب "عاصفة العاطفة".
وفي حواره مع "العين الإخبارية"، قال طيبي إن الشعر تقدم ولم يتراجع، مشيرا إلى أن القارئ لم يستطع مواكبة تطورات الشعر الحقيقي، ما أدى إلى انتشار ورواج نصوص مائعة تتلاءم مع الوضع العربي المقلق ثقافيا.. وإلى نص الحوار:
تنتمي إلى الجيل الجديد من الروائيين في الجزائر.. كيف دخلت عالم الكتابة؟
لم أدخل عالم الكتابة متعمّدا أو مصرّا، أظنني وجدت نفسي فيه فجأة، بعدما ظننت ولزمن طويل أنني مفلح في التعبير الكتابي وكتابة الخواطر والرسائل في مرحلة مراهقة.
كانت الكتابة في تلك المرحلة هي فرض للذات وبحث عنها وسط الغموض والصدمات الاجتماعية والثقافية المتنوّعة، كانت وسيلة تعبير عن خيبات وجودية يشعر بها الشباب عادة في مراحل من العمر، ثم نتآلف معها وتصير جزءا من العادي.
صدرت لك حديثا رواية "257".. حدثنا عنها وعن ظروف كتابتها
جاءت الرواية بشكل مفاجئ وغير متوقّع، كنت أشاهد التلفاز حين ورد خبر عاجل يفيد بأن طائرة عسكرية جزائرية سقطت بمدينة بوفاريك، وبدأت النتائج تتوالى وتتضارب الأرقام والتصريحات، حتى استقرّت على 257 شهيدا، فقدتهم الجزائر بشكل تراجيدي وغير واضح.
خرجت من البيت لأجد تشنجا في الحي الذي أقيم فيه، وتذكرت جارنا العسكري، وفهمت أن أخبارا قد وصلت إلى عائلته وقد عرفوا أنه من ركاب الطائرة المنكوبة. غمر الحزن المدينة، فتعمّقت الصدمة، وبدأت تتبلور فكرة كتابة رواية تخلّد الحدث الذي هزّ الجزائر ككل، وشرعت في جمع المعطيات والشهادات، استغرق الأمر زمنا، ثم بدأ التحرير.
لماذا اخترت تلك الفترة تحديدا وهذا الرقم الذي أعلنت عنه وزارة الدفاع الجزائرية؟
نُشرت الرواية قبل سنة تقريبا، وتاريخ صدورها كان قريبا نسبيا من تاريخ الحادث، والنص يحاكي حادثة سقوط الطائرة ويطرح مجموعة من الأسئلة حول نفسية الإنسان حين يشرف على الموت، في حيثيات سقوط الطائرة يقول القائد للركاب عليكم بتلفظ الشهادتين، سنسقط.
في هذه اللحظة الحرجة جدا إنسانيا تشتغل الخلفية الدينية والثقافية.. يتحرك المسافرون داخل مساحة الطائرة عشوائيا وينزف الوعي باللحظة، كل يعبر بطريقته عن هلع رهيب.
صدر لك من قبل مجموعة شعرية واحدة بعنوان "أعراس الغبار" ورواية "الموت في زمن هش".. حدثنا عنهما
تجارب أولى، تعادل درسا في الكتابة، من خلالهما تعلّمت الكثير، الكتابان مقدمات لكتب أخرى تجسّد تطورا ما على صعيد الرؤية والتقنية.
أين أنت من الشعر حاليا؟ وهل يقلقك تراجع الشعر عن حضوره في المشهد؟
أنا عاطل شعريا، حاولت الكتابة مؤخرا ولم أفلح، شغلتني رواية "ليل الغواية" وهي عمل جديد سيصدر قريبا عن دار خيال للنشر والترجمة بالجزائر، وأقول إجمالا إن الشعر لم يتراجع، بتعبير دقيق القارئ هو من تراجع ولم يستطع مواكبة الشعر الحقيقي، فانتشرت وراجت نصوص مائعة تتلاءم مع الوضع العربي الراهن المقلق ثقافيا وسياسيا.
ومن جهة أخرى الإعلام الثقافي واللوبيات السياسية المعادية لكل ما هو جمالي، أخّرت وقزّمت تجارب الشعراء الحقيقيين الذين اجتهدوا، لكن الضوء لا ينير ما يستحق الإنارة دوما.
ما قراءتك للمشهد الثقافي والحركة الأدبية اليوم في الجزائر؟
المشهد مقلق، لأن الفردية قضت على المبادرات الكبيرة.
هل نالت تجربتك في الكتابة حظها من المتابعة النقدية؟
هناك عطل نقدي عام وشامل، لا يستفيد الكتاب الشباب من أي نقد، أي لا وجود له.
كيف ترى واقع الرواية الجزائرية؟
الرواية الجزائرية تتقدّم رغم كل العثرات، وهناك مشاريع شبابية قوية وواعدة، كما أن هناك أسماء مكرسة تصنع الحدث عربيا وحتى عالميا وهذا مهم.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMS43NSA= جزيرة ام اند امز