الرئيس التنفيذي لـ«Open AI»: جاهزية الإمارات تؤهلها لقيادة نقاشات حول حوكمة الذكاء الاصطناعي
قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ«Open AI»، ومطوّر «شات جي بي تي»، إن الذكاء الاصطناعي يحمل أهمية قصوى للإنسانية.
وأكد أن جاهزية دولة الإمارات تؤهلها لقيادة نقاشات عالمية حول كيفية الاستفادة من أنظمة الذكاء الاصطناعي في ظل تطبيقها تدابير آمنة، لافتاً إلى أن "شات جي بي تي 5" سيكون الأكثر ذكاء وتشويقاً مقارنة مع النماذج السابقة.
وأوضح أن "وفرة الذكاء الاصطناعي ستسهم في صنع مستقبل لا ندرك مداه"، مشيداً بجهود دولة الإمارات الرائدة في هذا المجال، في ظل ما تتسم به من جهوزية وبنية تحتية واستعداد جيد له.
كما أكد أن "قادة العالم بحاجة لتجمع لحوكمة الذكاء الاصطناعي ودولة الإمارات هي الدولة القادرة والجاهزة على استضافة مثل هذه النقاشات والتجمعات العالمية".
وأضاف، خلال جلسة حاوره فيها عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، نائب رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، ضمن فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات 2024: أمامنا شوط طويل، وإذا ما تمكنّا من إنهاء مهمتنا، فإن أهمية الذكاء الاصطناعي للإنسانية ستصبح مدهشة، فلو تخيلنا عالمًا يتوفر به كل شيء من العلوم والمعارف، فهذا الأمر سيخدم البشرية بصورة كبيرة.
وبسؤاله عما إذا كان "شات جي بي تي" سيصل إلى إمكانية اكتشاف عقاقير لمرض السرطان في وقت قريب؛ أجاب: "لا نعرف الوقت بالتحديد ولكن نسب التغيير عالية وسريعة، فمن الصعب معرفة كم أمامنا من الوقت، لكن دائماً ما نسمع من العلماء عن أثر (شات جي بي تي) الكبير، لذلك نسعى لتحقيق إنجازات كبيرة في المستقبل".
تحولات في التعليم
وفي رده على سؤال بشأن دور "شات جي بي تي" في مجال التعليم واستخدامه بصورة صحيحة، قال: حينما برز شات جي بي تي لأول مرة كان على العالم أن يتكيّف، وفي الولايات المتحدة اعتبر الكثير أنه يمثل تهديداً وجودياً للتعليم، لكن المدارس احتضنت التقنية باعتبارها جزءًا من المستقبل، بما يساعد طلبتنا على التعلُّم بشكل أفضل، ولديّ إيمان بأنه من أفضل الأدوات التي تساهم في إحداث التحولات في الوقت المعاصر.
وأوضح مطوّر "شات جي بي تي" أن الحكومات التي تحتضن التكنولوجيا قادرة على تقديم الخدمات بشكل أفضل لمواطنيها؛ الأمر الذي ينعكس على توفير تعليم ورعاية صحية وخدمات بصورة ناجحة.
مهام متعددة
وحول السبب وراء الاستمرار بتطوير تقنيات "شات جي بي تي" وصولاً إلى العمل على "شات جي بي تي 5"؛ قال ألتمان إن البعض يستخدمون الخدمات الأكثر تطوراً ويستفيدون منها، ففي السابق كان لدينا شاشات الهاتف بالأبيض والأسود فقط وحينها كانت رائعة، لكن الأمر استغرق عقودا وصولاً إلى هواتف آيفون 15 الرائعة والتي لم يكن لأي شخص أن يتخيله، ونفس الأمر بالنسبة لـ"شات جي بي تي".
وأضاف: بالمقارنة بين "شات جي بي تي 4 و5، نجد أن 5 سيكون أكثر ذكاءً وأفضل في كل شيء، ابتداء من كونه متعدد المهام وأسرع، لكن الأمر الأهم أنه سيكون أكثر ذكاءً وتشويقاً.
اختبارات أولية
وسأل عمر سلطان العلماء، سام ألتمان: لنفترض اليوم أنك أصبحت وزيراً للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات.. لو اتخذت قراراً تشريعياً واحداً ماذا ستفعل؟"، فأجاب ألتمان: "أعتقد أن ما سأفعله هو محاولة اكتشاف طريقة لابتكار المزيد من القرارات التنظيمية لتجربتها بصورة أولية وتخيُّل كيف سيبدو شكل العالم وما هو المنطقي وغير المنطقي".
وتابع ألتمان: "شيء واحد كنت أفكر فيه، وهو أن العالم سيجرّب كل هذه التجارب التنظيمية والاختبارات الأولية، لكن سنكون بحاجة لنظام عالمي مثل ما قدمته في السابق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وما الإجراءات التي سنتخذها لحماية البيانات والوقاية من المخاطر".
وحول ما يجب أن نفعله لنصبح أفضل، قال ألتمان: "أعتقد أننا مازلنا في مرحلة النقاشات الكثيرة بشأن تحقيق رؤية الذكاء الاصطناعي؛ فالكل يعقد مؤتمرات ويطرح أفكاراً، وبعد ذلك سننتقل إلى خطة عمل مع مشاركة دولية حقيقية، أما فيما يخص مسألة التصدي للمخاطر المحتملة؛ فالقرار ليس بيد AI، ولكن لدينا رؤية طموحة وكذلك الأمر يتطلب من قادة العالم الاجتماع لبحثه".
وبسؤاله عن أكثر ما يقلقه من الذكاء الاصطناعي، أجاب سام ألتمان قائلاً: "كل ما كان يكتبه أصحاب الخيال العلمي في عدة عقود عن الذكاء الاصطناعي بطرق إبداعية وقدرته على حل المشاكل بات يتحقق، فلا يقلقني الروبوتات القاتلة في الشوارع، لكن مهتم بشكل أكبر بكيف يفيد المجتمعات حينما تستخدمه، والأمر الذي يوقظني في كل صباح ويملؤني بالطاقة هو كيف نعمل على الاستفادة من تلك التقنيات لإفادة العالم بشكل آمن بما يضمن العيش بصورة أفضل مما هي عليه الآن".
جيل محظوظ
وعن نصيحته للشباب، قال ألتمان: "أول ما أقوله هو أنكم محظوظون للغاية فأنتم جئتم في أفضل عصر في تاريخ الإنسانية، فالشباب أول مَنْ يتبنى التكنولوجيا وسوف تستخدمون أدوات لم يتخيلها الذين كانوا قبلكم، وسيكون أمامكم فرص كبيرة وستطلقون شركات لها أثر ونجاح أكبر ممن سبقوكم".
يُذكر أن القمة العالمية للحكومات 2024 تشهد في نسختها الحالية؛ حضور أكثر من 4000 متخصص من 140 حكومة و85 منظمة دولية و700 شركة عالمية، لبحث التوجهات المستقبلية العالمية الكبرى، خلال أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها 200 شخصية عالمية، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.