خبير في «Meta»: قدرات الذكاء الاصطناعي حاليا أقل من المستوى الإدراكي للقطط والكلاب
قال يان ليكون، الحائز على جائزة “Turing”، ونائب الرئيس وكبير علماء الذكاء الاصطناعي في «Meta»، إن الذكاء الاصطناعي لن يتمكن قريبًا من أن يحل محل الإنسان في إدارة وتحليل وقيادة الأنشطة الاقتصادية والحياتية في قطاعات الأعمال المختلفة.
وأوضح، خلال جلسة حوارية ضمن أعمال اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات 2024، حاوره فيها نيت لانكسون محرر التكنولوجيا العالمية في “Bloomberg”، أن الخبراء والعلماء في مجال تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي يحتاجون الكثير من الوقت والجهد للعمل على إنشاء الإعدادات التقنية المطلوبة للانتقال بقدرات تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى مستوى منافس للإمكانيات البشرية.
وأضاف: أن مستوى القدرات الإدراكية لدى "عقل الذكاء الاصطناعي" في المرحلة الحالية يقل عن مستوى القدرات الإدراكية لدى القطط والكلاب، وهي بالتالي لا تزال بعيدة كثيراً عن مستوى الذكاء البشري وقدراته الإدراكية.
وأوضح ليكون أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تمتلك القدرات الإدارية أو التخطيطية التي يمتلكها العقل البشري، فضلاً عن السرعة والدقة في اختيار الإجراء المناسب في الوقت المناسب في تحليل وإدارة المسائل المعقدة، مضيفاً أن تلك القدرات مقومات جوهرية في صنع العقل العلمي والنقدي والتحليلي، وهي قدرات لا تزال محتكرة للعقل البشري.
- القمة العالمية للحكومات.. COP28 يناقش سبل تعزيز التمويل المناخي
- الإمارات والهند.. شراكة استراتيجية راسخة تدعم مسارات التقدم والازدهار
وأكد أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في كتابة النصوص والإجابة على الأسئلة المتعلقة بشتى مجالات العلوم والتي تتسبب حالياً في قلق وتخوف عند الإنسان بأنها ستحل مكانه وتجرده من امتيازاته ككائن مبدع وخلاق.. لا يمكنها أن تفعل ذلك، لأنها لا تستطيع أن تقوم بتوفير المعلومات وشرحها وصياغتها بالذكاء والإبداع والتحليل الذي يصنعه عقل الإنسان، وذلك لأنها ليست إلا أدوات صماء، ليست لها القدرة على الفهم والربط والخلق الإبداعي والفكري الذي يتمتع به العقل البشري.
وناقشت الجلسة التي حملت عنوان "هل سيقودنا الذكاء الاصطناعي إلى نهاية العالم"، إمكانات الثورة التكنولوجية الأخيرة كسلاح ذي حدين، وما إذا كان هناك تهديدات وجودية حقيقية قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على العالم ككل نتيجة التطور الفائق السرعة في الأنظمة التقنية والتكنولوجية والتي على رأسها أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وأوضح ليكون في رده على هذا التساؤل أن سبب التطوير المستمر لأنظمة الذكاء الاصطناعي لا يرجع للتسابق مع العقل البشري، بل يفرضه واقع التطور التكنولوجي والتقني في قطاعات الأعمال والاقتصاد المختلفة.
وأكد أن التفاعل مع العالم الرقمي والتقني خلال المرحلة المستقبلية متوسطة المدى ستكون من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، وهو ما يتطلب تطويرها لتتناسب مع احتياجات ووظائف وتخصصات الأنظمة العاملة في كل القطاعات، وبما يكفل انسجامها مع الثقافات والحاجات والنظم القيمية والمجتمعية المتعددة.
وتابع: "المرحلة المقبلة ستفرض أيضاً ضرورة تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لتكون أكثر أمانا وفعالية حيث انها ستكون جزءاً أساسياً في تكوين البنية التحتية لشبكات الاتصالات والإنترنت المستخدمة في إدارة حياة الإنسان والأعمال".
وأكد ليكون أن هناك حاجة كبيرة لكثير من العمل على إنتاج أنظمة ذكاء اصطناعي تمتلك أعلى مستويات الأمان والفعالية لأنها تدخل في تشغيل وتطوير وزيادة كفاءة كل الأجهزة المهمة والمحورية في حياة الإنسان، والتي من أهمها الهواتف والحواسيب وأجهزة الاتصالات ووسائل النقل مثل الطائرات والمركبات، فضلاً عن دورها في صنع الأجهزة المستخدمة في البحوث العلمية والتقدم التكنولوجي.