القمة العالمية للحكومات 2024.. لا خوف من الذكاء الاصطناعي
يفتقد الإدراك والوعي البشري
أكد مشاركون في جلستين ضمن محور الحوكمة والخوارزميات، عقدتا ضمن فعاليات اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات التي تعقد تحت شعار "استشراف مستقبل الحكومات"، أن الذكاء الاصطناعي يمكنه القيام بالكثير من المهام.
لكن لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بكل شيء لافتقاده للإدراك والوعي البشري، مؤكدين أن الخوف من الذكاء الاصطناعي أمر طبيعي لكنه لا يدعو إلى القلق.
وناقشت الجلستان، عدداً من التساؤلات المطروحة حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وما يمكن أن تقوم به في المستقبل القريب والبعيد، خصوصاً وأنها تحظى باستمرار لتطوير متسارع، الأمر الذي صدّر مخاوف من أن يأتي اليوم الذي يسيطر فيه الذكاء الاصطناعي على الحياة، بعد أن يتفوق على العقل البشري.
لا داعي للخوف
واستهلّ إغناسيو غارسيا ألفيس، الرئيس التنفيذي لشركة آرثر دي ليتل، مشاركته في جلسة بعنوان " كيف نمكن العبقرية البشرية في عالم الخوارزميات؟"؛ بطمأنة الحضور بشأن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة، وأشهرها ChatgGPT، قائلاً: "من دون شك فإن "شات جي بي تي" يعرف الكثير من الأمور، لكنه لا يستطيع أن يفعل كل شيء، والخوف من الذكاء الاصطناعي خوف طبيعيّ، فهذه ليست المرة الأولى التي يخاف فيها الناس من الجديد الغريب، فعندما اخترعتْ الطباعة عبر الناس وقتها عن مخاوفهم من هذا الاختراع، والأمر نفسه حدث مع أجهزة الحاسوب الشخصية عندما ظهرت، وبعدها الإنترنت، وصولاً إلى العمل عن بعد، وحتى الشات جي بي تي، مؤكداً أن للذكاء الاصطناعي فوائد لا تنكر.
وتابع ألفيس: "الذكاء الاصطناعي قادر على تحليل كمية هائلة جداً من البيانات، بسرعة فائقة وبشكل منطقي، الأمر الذي يساعد على طرح حلول مستدامة، ما سيزيد من الإنتاجية، ويقلل من الوقت، ويحسن من أداء العمل، ما يعني في النهاية جني الكثير من المال".
وأشار إلى أن من المفاهيم الخاطئة هو الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي يمتلك نفس مستوى الذكاء والوعي البشري، لكنه في الحقيقة هو عبارة عن مجرد «محاكاة» تفتقر إلى مستوى الوعي والإدراك الكامل الذي يتميز به البشر.
- القمة العالمية للحكومات ومؤسسة فكر تطلقان تقريراً حول مستقبل «بريكس+»
- القمة العالمية للحكومات.. «النقد الدولي» يكشف موعد تراجع الفائدة عالمياً
مزيج رائع
وأكدت جلسة " كيف تتبنى الحكومات أساليب مبتكرة للحياة؟" أن تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي تعيد تشكيل مشهد التفاعل الإنساني مع العالم، لتقدم مزيجاً رائعاً من الابتكار والتفاعل، حيث تتناغم هذه التقنيات مع الألعاب لتفتح آفاقاً لإمكانيات رائدة يمكن أن ترتقي بالتجارب اليومية.
واستعرض كل من سيث جيرسون، الرئيس التنفيذي لشركة Survios، وهي شركة أمريكية مطورة لألعاب الواقع الافتراضي، ولورين سيليج، مؤسس شركة Shake And Bake Productions، المتخصصة في مجال التكنولوجيا والترفيه، آخر المستجدات التكنولوجية، حيث تناولا الآثار السياسية والإستراتيجية لهذه الثورة التكنولوجية، مما يجعلها محط اهتمام المسؤولين الحكوميين والخبراء في هذا المجال.
وأكد جيرسون أنه ورغم أن تقنيات الواقع المعزز تعيد تشكيل مشهد التفاعل الإنساني مع العالم، لتقدم مزيجاً رائعاً من الابتكار والتفاعل، إلا أن الأمر كله يعتمد على قدرة البشر على مزج التكنولوجيا الحديثة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بشكل ذكي وواعٍ، لإيجاد خبرة لم تكنْ موجودة لدينا، مشيراً إلى أنهم عندما ابتكروا لعبة عن الكائنات الفضائية، مزجوا كماً هائلاً من المعلومات والبيانات لنستطيع تحريك هذه الكائنات بأنماط معينة.
من جانبها، قالت لورين سيليج إن أهم ما يربط صناعة الترفيه وإنتاج ألعاب الفيديو؛ بالواقع الافتراضي أو بالواقع المعزز؛ هو احترام جميع الثقافات، حيث أشارت إلى أنه: "في عالم الألعاب يتطور الأمر بسرعة هائلة، وإذا لعبنا وحصل خطأ ما في اللعبة فلن نعود لها، لذلك لابد أن تكون اللعبة صديقةً للمستخدم، والأهم أن تكون قد استوفت الشروط التي تضعها الدول والحكومات".