في شهر التوعية النسائي.. هل يحدث سرطان عنق الرحم أثناء الحمل؟
يعتبر سرطان عنق الرحم أحد أكثر أنواع الأورام النسائية شيوعا التي يتم تشخيصها أثناء فترة الحمل، فماذا يجب أن تعرف السيدات عنه؟
خلال أكتوبر/تشرين الأول، شهر التوعية النسائية بسرطان الثدي مرورا بباقي أنواع الأورام النسائية، يُجدد الحديث عن علاقة الحمل بسرطان عنق الرحم وكيف يتم اكتشافه.
في حين أن من النادر أن تصاب النساء بسرطان عنق الرحم أثناء الحمل إلا أنه قد يحدث، وتظهر الأبحاث أن 3% من مريضات هذا السرطان يكن حوامل أو يكتشف إصابتهن عند التشخيص بعد الولادة بأسابيع وجيزة.
يؤثر سرطان عنق الرحم على آلاف النساء، ولكن يمكن الوقاية منه بالفحوصات المنتظمة ولقاح فيروس الورم الحليمي البشري.
أيضا من الضروري معرفة أن سرطان عنق الرحم يؤثر على الحمل وخصوبة المرأة في المستقبل، وأيضا رعاية ما بعد الولادة.
سرطان عنق الرحم خلال فترة الحمل
يعد سرطان عنق الرحم من أكثر الأورام الخبيثة شيوعًا أثناء الحمل، حيث يقدر معدل حدوثه من 0.8 إلى 1.5 حالة لكل 10000 ولادة.
ورغم أن هذا السرطان غير شائع أثناء الحمل، لكن الخبراء يتوقعون أن تزداد المعدلات مع تأجيل موعد الولادة.
وفقا لموقع المركز الأمريكي لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، فإن معدل حدوث الحمل المصحوب بسرطان عنق الرحم منخفض، ويقدر من 1 لـ3% من المصابات بهذا النوع من السرطان.
أيضا قد تُشخَّص الإصابة بسرطان عنق الرحم بعد الولادة، بالتحديد خلال الفترة من 6-12 شهرًا .
حتى الآن هناك جدل حول ما إذا كان الحمل يمكن أن يسرع من تطور السرطان أم لا، لكن بعض العلماء وجدوا أن مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون والغدد التناسلية المشيمية البشرية أثناء الحمل ترتبط ارتباطًا إيجابيًا بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) 16 وHPV 18، ما يشير بشكل غير مباشر إلى أن الحمل قد يعزز تطور سرطان عنق الرحم.
أيضا أظهرت أن الدورة الليمفاوية وتدفق الدم للأعضاء التناسلية للمرأة الحامل تزداد وتقل مناعة الجسم في المرحلة المبكرة من الحمل واتساع عنق الرحم بعد الولادة، إضافة إلى عوامل أخرى قد تسرع ورم خبيث للأورام.
فيما يتعلق بالخصوبة، فقد تؤثر العلاجات التي تتلقاها السيدة للتغلب على سرطان عنق الرحم على قدرتها على إنجاب طفل آخر.
أيضا عند اكتشاف هذا السرطان في مرحلة لاحقة تحتاج المريضة عادةً إلى استئصال الرحم، أي استبعاد إمكانية حمل طفل آخر.
سرطان عنق الرحم ليس وراثيا، إذ عادةً لا يؤدي وجود قريب مصاب به إلى زيادة خطر إصابتك بالمرض، ومع ذلك قد تكون العوامل الوراثية سببًا لأنواع نادرة.
أعراض ومخاطر سرطان عنق الرحم للحامل
إذا كانت السيدة تعاني من أي أعراض غير عادية أو مستمرة فيجب عليها إخبار مقدم الرعاية الصحية الخاص بها، بما في ذلك:
- نزيف مهبلي
- إفرازات قيحية
- ألم حاد
- ضيق في التنفس
- ألم أو تورم أو إيلام في إحدى ساقيك
- دم في البول أو مشاكل في المسالك البولية
إذا شُخِّصت إصابة السيدة بالسرطان أثناء الحمل فنادراً ما يؤثّر الورم نفسه على الجنين، لكن العلاج والأدوية التي تتلقاها الحامل قد تؤثر عليها وعلى طفلها.
ووفقا لموقع verywellhealth فإن الإجراءات والعلاجات المختلفة يمكن أن تشكل مخاطرا، مثل:
- إجهاض
- الولادة المبكرة
- عيوب خلقية
- نزيف
- عدوى
وإذا كان السرطان في مرحلة متقدمة ورفضت المصابة تلقي العلاج، فقد تكون هناك خطر متزايد للإصابة بورم خبيث.
علاج سرطان عنق الرحم أثناء الحمل
تعتمد خيارات علاج سرطان عنق الرحم أثناء الحمل على عوامل عدة، بما في ذلك مدى تقدم السرطان ومتى يتم تشخيص الإصابة، وتتضمن:
- الجراحة
- العلاج الكيميائي
- العلاج الإشعاعي
- العلاج الموجه
- العلاج المناعي
عادة يقترح مقدمو الرعاية الصحية خيارات مختلفة حسب المرحلة الثالثة من الحمل:
1- الثلث الأول من الحمل
للحامل الأقل من 3 أشهر وترغب في الاستمرار في الحمل، فقد يوصي الأطباء بتأجيل العلاج حتى تمضي فترة أطول، كون بعضها تضر بالجنين مثل العلاج الكيميائي.
2- الثلث الثاني أو الثالث من الحمل
قد يفكر الأطباء في بعض العلاجات، مثل الكيميائي أو الجراحة، خلال الأشهر الثلاثة الثانية من الحمل.
وأظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون للعلاج الكيميائي أثناء الحمل لا يعانون من مشاكل صحية أكثر من أولئك الذين ليسوا كذلك، لكن لا يزال الباحثون يحاولون فهم الآثار طويلة المدى لعلاجات السرطان التي تُعطى أثناء الحمل.
عادةً ما تلد النساء الحوامل المصابات بسرطان عنق الرحم أطفالهن مبكرًا عن طريق الولادة القيصرية، ويحتاج البعض إلى استئصال الرحم في نفس الوقت.
3- اتخاذ قرار إنهاء الحمل
في حالات نادرة، قد يوصي الأطباء مريضات السرطان بإنهاء الحمل، وعادةً ما يُقترح هذا الخيار فقط إذا كان السرطان شديد العدوانية، أو إذا كانت المرأة الحامل معرضة لخطر حدوث مضاعفات خطيرة.