الرئيس الجزائري غير راضٍ عن "الزردة"
ماذا يقصد الرئيس الجزائري بـ"الزردة"؟ ومَن المعنيون في كلامه؟
انتقد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، البروتوكول المعمول به في المواكب الرسمية، واصفا إياه بـ"الزردة".
والزردة هو مصطلح في اللهجة الجزائرية يعني "حفلا من الأغاني الفلكلورية والولائم الجماعية".
كلام الرئيس الجزائري جاء خلال افتتاحه للاجتماع الأول بين الحكومة والولاة، الذي انطلق اليوم، ويستمر على مدار يومين متتاليين.
وفي كلمته التي تضمنت انتقادات كبيرة للنظام السابق وأوضاع التنمية والتسيير في بلاده، شدد تبون على أن المواكب الرسمية "تبذير للمال العام".
كما طالب الوزراء والولاة بخفض مواكب الزيارات إلى 4 سيارات على الأكثر، داعيا إلى محاربة التبذير.
وتسمى "الزردة" في كثير من المناطق الجزائرية بـ"الوعدة" أيضا، وهي عادة مرتبطة بالموروث الشعبي، تكون في الأفراح والمناسبات الدينية.
غير أن مصطلح "الزردة" ارتبط بشكل كبير بـ"سوء التسيير في الجزائر"، ولعل أول من أدخل هذا المصطلح إلى عالم السياسة هو الفنان الكوميدي الجزائري "عثمان عريوات" في فيلمه "كرنفال في دشرة" (قرية) في تسعينيات القرن الماضي.
وتسبب الفيلم في منع "عملاق الكوميديا الجزائرية" كما يسمى، من العمل من قبل نظام الرئيس السابق، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
واعتمد سيناريو الفيلم على "جلد واقع التسيير المحلي لبلديات الجزائر"، مبرزاً "سطوة الانتهازيين وأصحاب المستويات التعليمية المتدنية على تسيير البلديات".
فيما اعتبره النقاد السينمائيون "صورة مختصرة عن واقع تسيير نظام الحكم في الجزائر خلال تلك الفترة".
ومع مجيئ الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم سنة 1999، اعتمد بروتوكولاً جديداً وخاصاً في زياراته إلى محافظات البلاد، ومعها "تجذر مصطلح الزردة" فيما يسميه الجزائريون "الاستقبال الخرافي" لبوتفليقة.
وفي كل محافظة وبلدية كان يزورها بوتفليقة إلا وتعتمد السلطات المحلية على استقبال "شبيه باستقبال العروس في بيت زوجها يوم زفافهما في عادات وتقاليد الجزائريين".
وكان يُستقبل الرئيس بزغاريد النسوة والفرق الفلكورية والبارود والرقص والأهازيج، وجمع غفير من المواطنين.
وتسببت تلك المظاهر في انتقاد الرئيس السابق، واتهامه من بعض النشطاء الحقوقيين والسياسيين بـ"تبذير المال العام وتضخيم الأنا من خلال ذلك الاستقبال الكبير".
وانتقلت "عدوى الزردة" كما يسميها الجزائريون إلى الحملات الانتخابية، خاصة المتعلقة بالانتخابات البرلمانية والمحلية، حيث يقوم بعض المرشحين بتخصيص ولائم جماعية في تجمعاتهم الانتخابية بهدف "شراء أصوات المواطنين"، وهو ما يراه المحللون "سياسة شعبوية.
aXA6IDE4LjIxNi41My43IA==
جزيرة ام اند امز