تشاد حليفة الغرب.. تاريخ من الاضطرابات
سلط مقتل الرئيس التشادي، إدريس ديبي اتنو، الأنظار على الدولة الشاسعة الفقيرة في منطقة الساحل الأفريقي.
وتوفي الرئيس التشادي الذي يحكم منذ 30 عاما، الثلاثاء، متأثرا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين، شمال البلاد، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفق ما أعلن المتحدث باسم الجيش للتلفزيون الرسمي.
في قلب القارة
هذا البلد الواقع في قلب منطقة الساحل تبلغ مساحته نحو 1,2 مليون كلم مربع ويقع على الحدود مع الكاميرون ونيجيريا والنيجر وليبيا والسودان وأفريقيا الوسطى.يصل عدد سكانه إلى نحو 16 مليون نسمة (البنك الدولي 2019) بينهم 53% من المسلمين و35% من المسيحيين والبقية أرواحيين.
تستقبل البلاد أكثر من 450 ألف لاجئ.
مكافحة الإرهاب
وتواجه تشاد تحديات عسكرية على كل حدودها، ففي منطقة بحيرة تشاد (غرب) يحارب الجيش منذ العام 2015 ضد فصيل من بوكو حرام بايع تنظيم داعش الإرهابي.
نجامينا تضم مقر العملية الفرنسية لمكافحة الإرهاب "برخان" التي أطلقت في 2014. وفرنسا متواجدة بشكل شبه دائم في مستعمرتها السابقة منذ الاستقلال.
وتشاد هي أيضا ضمن قوة الدول الخمس لمنطقة الساحل (مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا) وقوة متعددة الجنسيات مشتركة مدعومة من الغربيين تضم نيجيريا والنيجر والكاميرون.
وتشهد أيضا نزاعا بين مختلف المجموعات من المزارعين ومربي المواشي في أقاليم وداي وسيلا (شرق).
في جبل تيبستي (شمال) وعلى الحدود مع ليبيا يواجه الجيش متمردين وعمالًا في مناجم الذهب.
تاريخ مضطرب
شهدت البلاد حالة كبيرة من عدم الاستقرار بعد الاستقلال عام 1960 مع تمرد في الشمال اعتبارا من العام 1965.
في 1980، اندلعت حرب أهلية بين أنصار غوكوني وداي رئيس حكومة الاتحاد الوطني الانتقالي (بدعم من ليبيا) ووزير دفاعه حسين حبري الذي تولى السلطة عام 1982.
في عام 1990، أطاح إدريس ديبي بحسين حبري. وبحسب لجنة تحقيق تشادية فان القمع خلف في ظل نظامه 40 ألف قتيل.
وحكم على حسين حبري بالسجن المؤبد لارتكابه جرائم ضد الإنسانية من قبل محكمة أفريقية خاصة عام 2017.
في شباط/فبراير 2008، تم بفضل الدعم الفرنسي صد هجوم للمتمردين وصل إلى أبواب القصر الرئاسي.
في 2018، أنشأ دستور جديد نظاما رئاسيا بدون رئيس وزراء أو نائب رئيس.
وتنتظر البلاد منذ عام 2015 اجراء انتخابات تشريعية تم تأجيلها عدة مرات، وحاليا مقررة في أكتوبر 2021.
في مطلع 2019، ساعدت فرنسا الرئيس الراحل ديبي عبر قصف رتل من المتمردين التشاديين الذين دخلوا من ليبيا إلى شمال شرق البلاد.
انتخب إدريس ديبي في 1996 ثم أعيد انتخابه بدون توقف، ونجح في ولاية سادسة، الأحد، بدون أي منافس فعلي في وجهه. والسلطة متهمة بقمع كل معارضة.
دولة نفطية لكن فقيرة
في عام 2020، انكمش إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 0,6% بعد نمو بلغ 3% في 2019 بحسب البنك الأفريقي للتنمية متأثرا بتوقف إنتاج النفط وإغلاق الحدود في مواجهة فيروس كورونا.يؤمن النفط الذي تنتجه تشاد منذ عام 2003 ما يقارب 40% من إجمالي الناتج الداخلي وأكثر من 60% من عائدات الدولة.
بين عامي 2014 و 2016، تسبب تراجع سعر النفط بأزمة ديون. والحصة التي تملكها المجموعة السويسرية غلينكور تمت إعادة هيكلتها في 2018.
وتشاد مصنفة في المرتبة 187 من بين 189 دولة في مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
في 2018 كان حوالى 42% من السكان يعيشون تحت عتبة الفقر وفق البنك الدولي.
وتسجل تشاد أحد أعلى معدلات وفيات الأمهات في وسط إفريقيا، كما يموت فيها طفل من كل خمسة قبل عامه الخامس بحسب البنك الدولي.