البركان في تشاد والحمم بليبيا.. أزمة وارتدادات ومخاوف
بركان ينذر بالانفجار في تشاد وسط مخاوف من أن تطال حممه الجارة الشمالية ليبيا وتحذيرات من استنزاف الجيش الليبي في الصحراء.
خبراء ليبيون أجمعوا، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، على أن مناطق الجنوب الليبي لن تكون بمعزل عن الاقتتال الداخلي التشادي، محذرين من تحويل الصراع التشادي من محلي إلى إقليمي تصل تداعياته إلى الداخل الليبي.
تصعيد محتمل
وتنذر الأوضاع في تشاد بعد مقتل رئيسها إدريس ديبي، بتصعيد محتمل يثير قلق ومخاوف دول الجوار، بحسب بيان لقادة ليبيا والسودان والنيجر، الخميس، أكدوا فيه أنهم يتابعون باهتمام بالغ تطورات الأحداث هناك.
اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، قال إن الجيش الليبي يرصد الأوضاع جنوبي البلاد عن كثب، مؤكدًا تسيير دوريات مقاتلة بهدف تأمين مدن وقرى الجنوب.
وأشار المحجوب إلى أن القيادة العامة للجيش الليبي تدرك كامل الأخطار المحدقة بالبلاد، مطالبًا بضرورة تضافر الجهود المحلية والدولية لحلحلة الأزمة التشادية، كونها تنعكس سلبًا على أمن ليبيا واستقرارها.
خطر محدق
وقال الخبير السياسي الليبي، أمبارك سعد الحاسي، إن موقع ليبيا، التي تشكل جزءا من منظومة دول الساحل والصحراء، وسط هذه الأحداث يجعلها في خطر محدق، كاشفا عن سعي قوى دولية لتقليص نفوذ أخرى في الصحراء الأفريقية، ما قد يحول الصراع التشادي من محلي إلى إقليمي تصل تداعياته إلى الداخل الليبي.
وأكد الحاسي أن بعض الأطراف قد تستغل الموقف لإشعال حرب في الجنوب الليبي، لاستنزاف الجيش الوطني الليبي في الصحراء وإدخاله في خضم مواجهات قد تطول، بعد تنامي قدرات الأخير البشرية والدفاعية، ما مثل مصدر قلق للمليشيات وداعميها، وهؤلاء قد يدعمون المعارضة التشادية لشن هجوم مباغت على الموانئ والحقول النفطية الليبية.
وأشار إلى أن الخط الصحراوي يمثل امتدادا لمهربي البشر والسلع والممنوعات وعصابات الحرابة التي ليس من مصلحتها أن تضبط القوات الشرعية في ليبيا وتشاد والنيجر الوضع جيدا، ما يحرمها من مصادر ثرائها.
دور تركي ونزوح
المحلل السياسي الليبي، ناصر الزياني، كانت له رؤية مغايرة بعض الشيء، كاشفًا عن دور تركي داعم للمليشيات على الحدود الليبية – التشادية، لاستنزاف الجيش الوطني الليبي هناك، بهدف الحفاظ على "مواقع أنقرة المتقدمة في ليبيا"، بحسب تصريح سابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
المنفي يطالب الجيش الليبي بحماية الحدود مع تشاد
وتوقع المحلل الليبي إعادة نشاط الجماعات الإرهابية في الجنوب الليبي، بالأيام القادمة، ما يدخل القارة الأفريقية برمتها في صراعات طويلة الأمد، تتحول فيها إلى تربة خصبة لانتقال الإرهابيين الموجودين في الشرق الأوسط لاتخادها وكرا آمنا لهم.
من جانبه، أكد الخبير العسكري محمد الترهوني أن مناطق أم الأرانب وتجرهي والقطرون في الجنوب الليبي ستكون الأكثر تأثرا من الصراعات في الصحراء، متوقعًا أن تشهد الفترة المقبلة موجة نزوح من قبل التشاديين المدنيين الفارين من وطيس المعارك.
وطالب الترهوني بضرورة رفع درجة الاستعداد القصوى وحصر اللاجئين، وتخصيص مخيمات خاصة بهم لترحيلهم عقب انتهاء القتال، محذرًا من أن تجاهل الخطوات السابقة سيؤدي إلى تغيير ديموغرافي واضح في الجنوب الليبي.
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg جزيرة ام اند امز