"المرتزقة التشاديون".. خنجر قطر وتركيا للعبث بجنوب ليبيا
قطر وتركيا تسهلان مشروع تبو تشاد الاستيطاني لضرب الاقتصاد الليبي وتحقيق مصالحهما الخاصة بالجنوب.
يعاني جنوب ليبيا منذ أحداث الـ17 فبراير/شباط 2011 من أزمة أمنية مزمنة في ظل انتشار ظواهر السطو والسرقة والقتل على الهوية والصراع القبلي والسياسي.
- "مرتزقة تشاد" يعترفون بدعم أردوغان مليشيات طرابلس
- الطيران الليبي يواصل دك"مرتزقة تشاد" أتباع "الجضران" عميل قطر
واستغلت الدولتان الداعمتان للإرهاب (تركيا وقطر) الفراغ السياسي والتدهور الأمني لنشر العصابات الإجرامية من المعارضة التشادية، وإرهابيين من بوكوحرام النيجيرية، وأخرى من مالي، إضافة إلى مهربي البشر والسلاح والمخدرات.
وفي الفترة الأخيرة مع إطلاق الجيش الوطني الليبي عملية طوفان الكرامة لتطهير العاصمة من العصابات، حاولت قوات مسلحة من المعارضة التشادية وبعض قبائل التبو زعزعة الأمن بالجنوب، خاصة في مدينة مرزق.
لكن مراقبين يرون أن استهداف مدينة مرزق على وجه التحديد وعدم مهاجمة المدن المحيطة، يؤكدان أن العملية العسكرية وراءها أغراض أخرى غير استهداف الخطوط الخلفية ومحاولة إرباك الجيش الليبي.
وتحاول "العين الإخبارية" رصد من يعبث بالجنوب الليبي.. ولماذا مرزق؟ وماذا يريد؟
المرتزقة التشاديون
وفي الجانب الآخر، تؤكد القوى السياسية الشرعية وعلى رأسها مجلس النواب والجيش الوطني أن من احتلوا مدينة مرزق تحت غطا قبائل "التبو" ليسوا ليبيين.
وبدأت الإشكالية منذ إعلان القذافي عام 1976 احتلال إقليم أوزو شمال تشاد، وضمه لمدينة مرزق، وبعد رفع قضية أمام محكمة العدل الدولية أصدرت في 1994 قرارها لصالح تشاد، وذلك بعد إقرار قبائل التبو بالمنطقة أنهم غير ليبيين.
وأصدر القذافي توجيهات لأعضاء المكونات والمؤتمرات الشعبية الأساسية -الحكومة والمجالس المحلية- باعتبار الإقليم غير ليبي، ومعاملة أبنائه معاملة الأجانب عام 1997.
إلا أن المرتزقة التشاديين تمسكوا بعد عام 2011 بخطاب مسجل للقذافي ما قبل الحرب يقول فيه بليبية الإقليم الذي تراجع عنها فيما بعد، وبالبحث في المصادر التاريخية، ثبتت عدم ليبية قاطني الإقليم.
ويقول الدكتور مختار الجدال في كتاب "طرق تجارة القوافل عبر الصحراء الليبية"، إن سكان مرزق التي احتلها الآن المرتزقة التشاديون: "أغلبهم من أهالي سوكنه، وهون، وبعضهم من أقصى الشرق من جالو وأوجله، وسكنوها منذ زمن بعيد لأجل التجارة".
ووفقا لكتاب تاريخ طرابلس الغرب المنشور عام 1970 أي ما قبل حرب تشاد، والذي قال فيه مؤلفه محمود ناجي: إن مقر تبو رشادة جبال تيبيستي بتشاد (إقليم أوزو المتنازع عليه).
وشكل القذافي عام 2007 لجنة من 7 ضباط وخبراء أعدوا تقريرا حول التبو أثبت فيه أن التبو قبائل لها امتداد داخل الجنوب الليبي، وتشاد والنيجر ومالي وأعدادهم لا تتعدى 22 ألف شخص في حين أن نحو 10 آلاف منهم غير مقيدين بسبب طبيعتهم البدائية.
كما أن وثائق تسليم 500 دينار ليبي التي منحت عام 2011 ضمن منظومة أرباب الأسر إلى العائلات من التبو التي لا تملك كتيب عائلة أثبتت أنهم كانوا 157 عائلة فقط بمرزق.
قطع إمدادات قطر وتركيا
وارتكب المرتزقة التشاديون منذ 2011 العديد من الجرائم في الجنوب الليبي، وتمكن الجيش الوطني من طردهم أوائل يناير/كانون الثاني من العام الجاري، ومع بداية معركة تحرير طرابلس عادوا مرة أخرى.
ويرى عضو مجلس النواب عن الجنوب الليبي علي السعيدي أن عودة المرتزقة التشاديين لإجرامهم جاء بعد قطع الإمدادات التي كانت تصلهم من القوة الثالثة المدعومة من تركيا، الأمر الذي جعلهم يلجأون لقطع الطرق والخطف.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن اختيار عصابات المرتزقة التابعين للوفاق الوقت الحالي مرزق بصفة خاصة يأتي نتيجة قرب الإمداد لها من المناطق التي ما زالت تدين بالولاء لقوة حماية الجنوب ومنها القطرون.
وأضاف أن المرتزقة يحاولون تخفيف الضغط عن المليشيات المحاصرة في آخر معاقلها بطرابلس والتي بدورها ترسل الدعم بالمال والعتاد وتوفر لهم وسائل نقل الجرحى عن طريق جسر جوي بين مطار طرابلس وأوباري.
وتابع أن النسيج الاجتماعي في الجنوب متماسك ويجمع أهله أكثر من أن يفرقهم لو لم تتدخل أطراف خارجية بينهم.
حقيقة الصراع
وأوضح سجاد الله أن عضو مجلس النواب المقاطع محمد آدم لينو الذي تجمعه علاقات مصاهرة مع التبو التشاديين قام بالاستيلاء على مصلى العيد في مرزق وبنى مكانه محلات تجارية وجلب التشاديين، ووضعهم في مخيم بالعداوي بمرزق، وسجلهم في كشوف الناخبين بطرق غير شرعية.
وأشار سجاد الله وهو أحد شهاد العيان من داخل مرزق، إلى أن لينو سهّل عملية استيطان المرتزقة الشاديين ليضمنوا نجاحه في مجلس النواب تحت تهديد السلاح، فأطلقوا النار لترهيب الناس وحرقوا مراكز اقتراع في الأحياء الكثيفة بالأهالي.
وقام محمد آدم بإحضار عناصر داعش وسرايا الدفاع عن بنغازي وحرس المنشآت الوسطى التابعة للإرهابي إبراهيم الجضران ومجموعة الإرهابي "علي كنه" آمر المنطقة الجنوبية التابعة للرئاسي.
وأشار المحاضر الجامعي من مدينة مرزق إلى أن المرتزقة ينسقون ويضمنون عدم المساءلة عن جرائمهم من خلال أبناء عضو المجلس الأعلى للدولة (أحمد بريكاو) مثل حادثة إطلاق النار على المواطنين خلال أول أيام عيد الفطر الماضي.