خبيران ليبيان: انقسامات "رئاسي السراج" تدعم الجيش الوطني
أعضاء بحكومة الوفاق استقالوا بينهم عناصر بالمجلس الرئاسي ودبلوماسيون بالتوازي مع انشقاقات عسكرية لكتائب أعلنت تأييدها للجيش الوطني
حالة من الصراعات والانشقاقات تضرب داخل الكيانات التابعة لما يعرف بـ"المجلس الرئاسي الليبي" لحكومة الوفاق في طرابلس؛ في محاولة للقفز من المركب والتعاون مع الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.
وقال خبراء سياسيون ليبيون إن كثيرا من أعضاء المجلس الرئاسي يحاولون الانشقاق عن المجلس والتنسيق مع القيادة العامة للجيش الوطني الليبي للقفز من باخرة المليشيات قبل غرقها.
وكشف خبراء أن المجلس الرئاسي يعاني من ضغوط دولية؛ لتورطه بإعطاء الشرعية لعناصر إرهابية تقاتل تحت إمرته.
وأكدوا أن كثيرا من أعضائه قد انشقوا بالفعل وانضموا إلى الحكومة الليبية المؤقتة التابعة لمجلس النواب الشرعي بشكل معلن أو سري.
انقسامات حادة
السياسي والأكاديمي الليبي علام الفلاح، قال إن انقسامات حادة تضرب داخل مجموعات الرئاسي خاصة المليشيات المتحكمة في السلطة سواء العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية.
وكشف الأكاديمي الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن بعض المجموعات العسكرية في طرابلس عمدت عن طريق وسطاء للتواصل مع القيادة العامة للقوات المسلحة في محاولة للوصول إلى تفاهمات واتفاقات لطرق انسحاب من المعركة مع ضمانات إلا أنها لم تتلقَ الموافقة من قيادة الجيش الليبي.
وأشار إلى أن هذا التواصل ليس الأول إذ سبق وحاولت بعض المجموعات التي وجدت نفسها متورطة في حرب لم تكن من اختيارها للانسحاب من معركة طرابلس.
وأكد أن خطوة إصدار بيان استقالة المجلس الرئاسي قبل يومين الذي تم سحبه تحت ضغط كانت تهدف إلى الضغط على الحلفاء الدوليين للمجلس لاتخاذ مواقف وترتيبات عمل بشكل مباشر لدعم مجموعات عسكرية بعد توالي الصراعات الداخلية.
والأربعاء الماضي، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، في بيان على تويتر، استقالته وتسلم مقاليد الأمور إلى حكومة عبدالله الثني، قبل أن يعلن اختراق الموقع ونفي الاستقالة.
وأشار السياسي الليبي إلى أن بيان الاستقالة صدر عن جهات رسمية داخل المجلس الرئاسي عقب مبادرة تقدم بها فايز السراج منفردا حملها المبعوث الدولي غسان سلامة إلى قيادة الجيش الوطني.
ولفت إلى أن الجيش لم يتجاوب مع مبادرة السراج نظرا للتجارب السابقة وعدم إيفائه بمخرجات الاجتماعات والاتفاقيات مع القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر وعلى رأسها دخول الجيش إلى طرابلس سلما تحت ضغط الجماعات المتطرفة والمليشيات.
ونوه بأن أعضاء وسياسيين داخل المجلس الرئاسي أصدروا بيان الاستقالة لافتعال حراك للمياه الراكدة في سلطة الرئاسي واختبار الموقف الدولي تجاه الحكومة بعد الدعم العالمي للجيش الوطني الليبي.
الأفريكوم يوبخ السراج
واتفق المحلل السياسي والحقوقي الليبي محمد صالح جبريل اللافي مع الفلاح في أن خلافات كبرى تضرب المجلس الرئاسي وحكومته غير الدستورية.
وقال اللافي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن هذه الخلافات تكاد تطيح بهذا الكيان الإخواني في أي لحظة.
وكشف أن السراج يعاني من الضغوطات الدولية خاصة من قائد قوات الأفريكوم "القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا" لتورطه بإعطاء الشرعية لعناصر إرهابية تقاتل بإمرته.
وأشار اللافي إلى أن اجتماع الدول السبع الذي أعطى مؤشرات بالتنصل من حكومته كان له دور في الضغوطات على السراج وظهور بيان الاستقالة الذي تم العدول عنه.
وأكد أن من كتب البيان سواء كان السراج أو غيره يحاول القفز من المركب والتعاون مع الشرعية المتمثلة في الجيش الذي يحظى بدعم دولي كبير.
استقالات وهروب
وشهدت الآونة الأخيرة انسحاب الكثير من أعضاء "الوفاق" غير الدستورية وتقديم استقالتهم أبرزهم المتحدث باسم الحكومة مهند يوسف الذي استقال من منصبه أواخر مايو/أيار الماضي مع العملية العسكرية التي يقودها الجيش الوطني لتحرير العاصمة من الجماعات الإرهابية والمليشيات منذ 4 أبريل/نيسان الماضي.
كما نقلت وسائل إعلام محلية ليبية أن الناطق باسم رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد السلاك، قد غادر حكومة الوفاق ووصل إلى مدينة طبرق شرق 28 أغسطس/آب الجاري.
كما أعلن كثير من السفارات والدبلوماسيين الليبيين مؤخرا انشقاقهم عن الوفاق وإعلان تبعيتهم للحكومة المؤقتة وأبرزهم البعثة الدبلوماسية الليبية لدى دولة أفريقيا الوسطى وكذلك السفارة الليبية بالسنغال.
كما استقال، في وقت سابق، العديد من أعضاء المجلس الرئاسي الليبي بسبب اختلافهم على المواقف السياسية واتهامهم للمجلس بتبني توجهات خاصة تضر بالمصلحة العامة، وهم: عمر الأسود وموسى الكوني وعلي القطراني وفتحي المجبري.
يأتي ذلك بالتوازي مع مقتل واختفاء أغلبية قادة المليشيات من محاور العاصمة، مثل هيثم التاجوري، صلاح بادي، محمود بعيو شريخان ومحمد الحصان وغيرهم.
كما اشتعلت في الفترة الأخيرة الصراعات الداخلية بين المليشيات التابعة للمجلس الرئاسي غير الدستوري خاصة مليشيا "الردع"- يقودها عبدالرؤوف كاره- وثوار طرابلس التي يقودها هيثم التاجوري، على خلفية اختطاف عناصر إرهابية تابعة للأخيرة من قبل الأولى قبل هروبها من الحرب في العاصمة.
كما تكررت عملية استهداف مقرات مليشيا "الردع" ومطار وسجن معيتيقة والمناطق السكنية المحيطة بها من قبل نظيرتها مليشيا "البقرة"، التي يقودها بشير خلف الله، القادم من تاجوراء "شرق طرابلس"، وقد أصابت عمليات القصف الطائرات المدنية والمنازل المحيطة بالمطار.
وأعلنت كتائب عدة تابعة لحكومة الوفاق انشقاقها عنها في الفترة الأخيرة، بينها الكتيبة "185 مشاة"، بقيادة العقيد محمد مفتاح الغدوي وكتيبة العبور من مكان تمركزها في مدينة بني وليد "جنوب العاصمة".
aXA6IDMuMTM5LjIzNC4xMjQg جزيرة ام اند امز