رئيس صندوق التكيف لـ«العين الإخبارية»: دعمنا 100 دولة و40 مليون شخص لمواجهة تغير المناخ
حصل صندوق التكيف على الدعم من 20 حكومة من مختلف أنحاء العالم
قال ميكو أوليكاينن، رئيس صندوق التكيف التابع للأمم المتحدة، إن الصندوق ساعد أكثر من 100 دولة نامية و40 مليون شخص للتكيف مع تغير المناخ.
وأكد أوليكاينن، في لقاء خاص مع "العين الإخبارية" من مقر الصندوق في واشنطن، أن الصندوق في الآونة الأخيرة نجح في الحصول على الدعم من أكثر من 20 حكومة من مختلف أنحاء العالم.
ويشغل أوليكاينن منصب رئيس صندوق التكيف منذ عام 2017، وهو يرأس أمانة الصندوق الكائنة في واشنطن العاصمة، ويتمتع بخبرة 20 عاما في مجال تغير المناخ والقضايا البيئية العالمية الأخرى، ويحمل درجة الماجستير في أبحاث البيئة والتنوع البيولوجي من جامعة توركو، فنلندا، وانضم إلى أمانة صندوق التكيف في عام 2009، كخبير فني رائد مسؤول عن مراجعة مقترحات المشاريع وتقارير أداء المشاريع المقدمة من الكيانات المنفذة إلى مجلس صندوق التكيف، ومنسق مشارك لأعمال مراجعة المشاريع.
ولعب دورا رئيسا في بناء محفظة صندوق التكيف، والتي تتكون حاليا من أكثر من 125 مشروعا وبرنامجا، وقاد عملية تطوير وتنفيذ استراتيجية الصندوق متوسطة المدى، التي تحدد رؤية الصندوق الطموحة لتسريع إجراءات التكيف والابتكار والتعلم.
كان سابقا متخصصا في تمويل الكربون في وحدة تمويل الكربون في البنك الدولي، ومديرا لصفقات مشاريع التشجير في آلية التنمية النظيفة.
كما عمل لمدة خمس سنوات في الدول الآسيوية، خاصة في الصين وإندونيسيا، حيث أشرف على تنفيذ مشاريع على أرض الواقع في مجالات البيئة وإدارة الموارد الطبيعية والتكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره.
وإلى نص الحوار:
- استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050.. 25 برنامجا و6 قطاعات
- محمود محيي الدين: العمل المناخي بالدول النامية يحتاج لـ2.4 تريليون دولار على الأقل
ماذا عن دور صندوق التكيف وطريقة عمله والإنجاز الذي حققه حتى الآن؟
صندوق التكيف هو صندوق مناخي تم إنشاؤه بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ويخدم حاليا السعي نحو تحقيق اتفاق باريس، ونحن ندعم المجتمعات الأكثر ضعفا في البلدان النامية للتكيف مع تأثيرات تغير المناخ عبر القطاعات المختلفة بناءً على أولويات البلاد، ولقد دعمنا حتى الآن أكثر من 100 دولة، وأكثر من 40 مليون شخص حول العالم في إجراءات تكيف ملموسة.
وعمل الصندوق لمدة 15 عاماً واكتسب خبرة مهمة بشأن ما ينجح وما لا ينجح في التكيف مع تغير المناخ، كما نجعل هذه المعلومات متاحة لأصحاب المصلحة الآخرين والبلدان الأخرى والممارسين في مجال التكيف.
ويدعم صندوق التكيف البلدان من خلال المنح، وهو أمر مهم للغاية، فغالبا لا تتمكن المجتمعات الأكثر ضعفا من الوصول إلى التمويل، ويتمثل دور صندوق التكيف في دعمها في زيادة قدرتها على الصمود في مواجهة تغير المناخ.
هل يمكنك إخبارنا عن الخطط الخمسية التي وضعها الصندوق بعد تقرير IPCC الأخير؟
إن عمل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ مهم في زيادة فهمنا لآثار تغير المناخ، وأيضا بشأن الطرق المختلفة للتكيف مع آثار تغير المناخ.
بناء على تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وعلى المعلومات الأخرى المتوفرة لدينا بشأن التكيف، قام صندوق التكيف بتطوير استراتيجية مدتها خمس سنوات يقوم بتنفيذها بالتعاون مع البلدان والمنظمات الشريكة.
وترتكز هذه الاستراتيجية على ثلاثة عوامل: إجراءات التكيف، والابتكار في مجال التكيف، والتعلم والمشاركة.
وفي المجالات الجديدة في هذه الاستراتيجية، نركز بشكل متزايد على التكيف بقيادة محلية، وكيف يمكننا تمكين المجتمعات المحلية من التكيف مع آثار تغير المناخ ووضعها في موقع القيادة لرعاية وتولي مسؤولية تدخلات التكيف الخاصة بها.
كما أننا نستثمر بشكل متزايد في توسيع نطاق إجراءات التكيف، وقد قمنا بدعم التكيف لمدة 15 عامًا. واستثمرنا أكثر من مليار دولار في ذلك، لكن هذا ليس كافيا على الإطلاق.
إذن ما يتعين علينا القيام به الآن هو البناء على هذا العمل السابق وزيادة الطموح بشأن التكيف مع تغير المناخ على نطاق أوسع لتلبية احتياجات جميع البلدان النامية.
ما آليات جمع التمويل التي يعتمدها الصندوق؟
هناك حاجة ماسة إلى تمويل التكيف، لذا فقد تبنى صندوق التكيف نطاقاً واسعاً للغاية من الأنشطة لتعبئة الموارد.
كانت الطريقة الرئيسة الأصلية لجمع الموارد لصندوق التكيف عبر فرض ضريبة دولية، وقد كانت طريقة مبتكرة للغاية منذ أكثر من 15 عاماً عندما تم إطلاق الصندوق.
والآن، في الآونة الأخيرة، حصل صندوق التكيف على الدعم فعليا من قِبَل أكثر من 20 حكومة من مختلف أنحاء العالم.
كما تعهدت بعض الحكومات المحلية من مختلف مناطق بلجيكا، ومؤخرًا حكومة كيبيك في كندا، بتقديم دعم جديد لصندوق التكيف.
نحن أيضا مدعومون بالمساهمات الخاصة، ويمكن لأي شخص يرغب في دعم صندوق التكيف أن يقدم مساهمة على موقعنا الإلكتروني، وقد تلقينا الدعم من بعض كيانات القطاع الخاص أيضا.
هذا يعني فقط أننا نرحب بالدعم من جميع الأطراف والذي يمكننا بعد ذلك توجيهه نحو التكيف في البلدان النامية.
ونتطلع أيضا إلى آلية جديدة نأمل في أن يتم إطلاقها العام المقبل بموجب الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، واتفاق باريس، والتي تحمل اسم آلية المادة 6.4، والتي من شأنها أن تولد تدفقًا ثابتًا من الموارد لصندوق التكيف.
كيف يمكن تحقيق التوازن بين التمويل العالمي للتكيف والتمويل الموجه للتخفيف؟
لقد ظل تمويل التكيف متخلفاً لفترة طويلة عن تمويل التخفيف. وهناك حاجة أكبر لمزيد من التوازن بين تمويل التخفيف وتمويل التكيف.
لكن فيما يخص تمويل التكيف، فإن الفجوة بين ما هو متاح وما هو مطلوب آخذة في الاتساع.
لذلك فمن المهم للغاية أن تهتم الأطراف بأي احتمالات لزيادة التمويل المتاح للتكيف. والمطلوب أيضاً هو إيجاد قنوات فعالة لجعل تمويل التكيف متاحاً للمجتمعات الأكثر ضعفاً في البلدان النامية.
هذا هو الدور الذي يلعبه صندوق التكيف من خلال دعم مشاريع التكيف الملموسة، غالبًا على مستوى المجتمع.
ما الدول الأكثر مساهمة في هذا الصندوق؟
يتمتع صندوق التكيف بدعم عدد متزايد من البلدان في جميع أنحاء العالم. ومن بين الحكومات المساهمة الرئيسية بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا والسويد وإسبانيا وإيطاليا، لكن العديد من الحكومات من أوروبا وأماكن أخرى قدمت الدعم.
تلقينا مؤخرًا المساهمة الأولى من المفوضية الأوروبية، ويسعدنا أن نكون أول صندوق للمناخ تدعمه المفوضية.
وتوجد أيضًا حكومات من أجزاء أخرى من العالم، على سبيل المثال، الولايات المتحدة وكندا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وقطر، دعمت صندوق التكيف ونحن سعداء جدًا بهذا الدعم الواسع لعمل الصندوق.
كم عدد الدول التي استفادت من الصندوق وكم عدد السكان المستفيدين أيضا؟
دعم صندوق التكيف أكثر من 100 دولة نامية، بما في ذلك من خلال نموذج "عدة مشاريع في دولة واحدة"، ولكن أيضا من خلال المشاريع الإقليمية التي تلبي احتياجات بلدان متعددة في نفس الوقت.
حتى الآن، ساعد الصندوق أكثر من 40 مليون شخص في بعض المجتمعات الأكثر ضعفا في البلدان النامية، وهذا العدد آخذ في الازدياد.
يشكو البعض من صعوبة شروط التمويل لمشروعات التكيف في الدول النامية.. ما رأيك؟
من المفهوم تماما أنه بما أن الحاجة إلى تمويل التكيف أصبحت ملحة للغاية في البلدان النامية، فإن أي صعوبات في الوصول إلى التمويل من أجل التكيف تثير الإحباط.
وقد أولى صندوق التكيف منذ البداية اهتماما كبيرا لإبقاء الوصول إلى موارده بسيطا ومباشرا قدر الإمكان.
وقد قمنا بذلك في العديد من المجالات، ولكن على سبيل المثال ربما تكون دورة مراجعة المشروعات لدينا هي الأسرع بين جميع صناديق المناخ، وتستغرق دورة مراجعة المشروع ثلاثة أسابيع فقط، وهي الأقصر بين جميع صناديق المناخ.
كما أتحنا طريقة الوصول إلى الأموال من خلال المنظمات الوطنية، وتبين أنه أمر ناجح للغاية.
في حين أن العمليات فعالة إلا أننا في حاجة إلى الحرص، على آن تكون إدارة الموارد التي يوفرها الصندوق جيدة، وهذا يستلزم الحفاظ على معايير الإدارة المالية وإدارة المخاطر البيئية والاجتماعية التي يُنظر إليها أحيانًا على أنها تشكل حواجز أمام الوصول إلى التمويل.
لكن بشكل عام، يعتبر الحصول على الدعم من صندوق التكيف بسيطا للغاية، وقد حظي بدعم كبير وتقدير من قبل البلدان النامية لهذا السبب.
لذلك، نحن سعداء للغاية لأننا قادرون على دعم البلدان النامية بطريقة مرنة بما يلبي احتياجاتها.
aXA6IDE4LjIxOS4yMzEuMTk3IA== جزيرة ام اند امز