بطل تحدي المناخ لـ"العين الإخبارية": نحمل "إرث زايد" إلى القطب الجنوبي
الإماراتي راشد الزعابي يقول: "منذ طفولتي وأنا أهتم بمجال البيئة خاصة مع اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بهذا المجال".
وضوح الرؤية، وقوة الهدف، والشغف وغيرها من السمات، تستطيع أن تلاحظها من الوهلة الأولى في حديثك معه، إنه الشاب الإماراتي راشد الزعابي، المتخصص في مجال الثدييات بهيئة البيئة – أبوظبي، والحاصل على الماجيستير في مجال إدارة الحياة الفطرية البرية من المملكة المتحدة.
فكل هذه السمات أهلته عن جدارة ليكون ضمن فريق يُمثل هيئة البيئة – أبوظبي ليشارك في توصيل رسالة أمل إلى العالم من القطب الجنوبي باسم القائد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ضمن "فريق زايد" تحت شعار "تحدي المناخ" للتوعية بضرورة الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي، وهو ما استوقفنا للحديث عن تجربته.
البدايات
يقول راشد الزعابي لـ"العين الإخبارية": "منذ طفولتي وأنا أهتم بمجال البيئة خاصة مع اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بهذا المجال، وحين كبرت قررت أن أستكمل دراستي في نفس المجال الذي أحبه، لذا حصلت على بكالوريوس في علم البيئة والزراعة الدولية، حيث أصبح لدي إصرار على أن أحدث فارقا كبيرا في هذا المجال لبلادي، وأستطيع القول إن سر النجاح يكمن في أن تعمل في مجال تحبه، حيث إن والدي كان مصدر الإلهام لي من البداية لأختار المجال الذي أحبه وأستكمل فيه ".
انطلاق فريق زايد إلى القطب الجنوبي
وعن مشاركته في رحلة فريق زايد إلى القطب الجنوبي، يقول راشد لـ"العين الإخبارية" حينما علمت بالرحلة تقدمت في مسابقة داخلية بهيئة البيئة أبوظبي شارك فيها 100 موظف ليتم الاختيار من بينهم بناء على مجموعة من المؤهلات، ووقع الاختيار فقط على 3 موظفين فكنت واحدا من الثلاثة الممثلين للهيئة في الرحلة وهو ما أسعدني كثيرا لهذه الثقة".
ويضيف: "الرحلة كانت استكشافية في المقام الأول تضم 90 مشاركا من مختلف التخصصات من 20 دولة، بهدف تبادل الخبرات بين هؤلاء المشاركين لنستطيع وضع رؤية موحدة يقوم على أساسها المشاركون بنقلها إلى بلادهم، واستغرقت هذه الرحلة أكثر من 24 ساعة بالطائرة، و36 ساعة بالسفينة، ثم الإقامة لمدة أسبوعين في عرض البحر، وقد واجهنا صعوبات عديدة خلالها في مقدمتها الإبحار في مناطق خطرة مثل الممر البحري "دريك"، والتعامل داخل بيئة تخلو من البشر وبها أنواع جديدة من الحيوانات".
ويستكمل راشد: "من أهم نتائج هذه الرحلة أننا تعاهدنا على نقل هذه التجربة لطلاب المدارس، خاصة أننا نرى أنهم الأمل الحقيقي، حيث يمكن غرس هذه القيم لديهم منذ الصغر ليكونوا على وعي بالقضايا البيئية، وأن يكون لهم دور أيضا في التغير الإيجابي للبيئة، إلى جانب أننا أنتجنا فيلما وثائقيا يرصد كل تفاصيل الرحلة ويسلط الضوء على قضية التغير المناخي في القطب الجنوبي وتأثيره على دولة الإمارات، لتستفيد منه الأجيال القادمة".
وأشار راشد إلى أنه تم توزيع مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية على كل شخص من المشاركين في الرحلة، باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كتذكار ليقوم كل منهم بالتوعية ونشر المعرفة البيئية في بلده، والدعوة إلى تغير إيجابي نحو البيئة.
طموحات وتحديات
ويرى راشد الزعابي أن أهم التحديات التي يسعى للتوعية لها في طريقه العلمي والبحثي هي قضية التنوع البيولوجي وأهميته للإنسان، وكذلك خطورة استخدام المواد البلاستيكية في الحياة اليومية والتي تزيد من تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، مشيرا إلى أن طموحه الأكبر هو أن يكون لدى دولة الإمارات العربية المتحدة تجربة عالمية رائدة في مجال البيئة والتنوع البيولوجي تحديدا، لافتا إلى أن الإمارات تسير بالفعل في هذا الطريق بقوة".