التحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب تتصدر "منتدى داكار"
المنتدى يناقش الوضع الأمني في منطقة الساحل الأفريقي وسبل مكافحة الإرهاب، بجانب تحديات الأمن الجماعي، والنزاعات القبلية والدفاع الرقمي
تصدرت التحديات الأمنية وسبل مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل في أفريقيا، وتعدد عوامل عدم الاستقرار، أجندة منتدى داكار السنوي للسلم والأمن بأفريقيا، الذي افتتحه، الإثنين، الرئيس السنغالي ماكي صال.
وحظي المؤتمر، الذي يستمر يومين ويشارك فيه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني كضيف شرف، ورئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، والممثل السامي للاتحاد الأفريقي لمالي ومنطقة الساحل، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة لأفريقيا.
وأكد الرئيس الموريتاني أن اختيار تعدد الأقطاب كعنوان للمنتدى يظهر حجم التحديات التي يواجهها العالم عموما والمنطقة خصوصا، مشيرا إلى جملة من التحديات التي تواجه منطقة الساحل، ومن بينها انعدام الأمن الغذائي، وضعف الدعم الدولي والانفجار الديموغرافي.
وأشار خلال كلمته أمام المنتدى إلى أن التحديات يجب أن تواجه بجهد جماعي تساهم فيه الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا واليابان والصين، مضيفا أن السلم لا يمكن تحقيقه دون ضمان التنمية، فالمساران لا يمكن فصلهما بأي حال من الأحوال.
وتشمل المواضيع والملفات التي يناقشها المنتدى - بحسب بيان - واقع الوضع الأمني في منطقة الساحل الأفريقي وسبل مكافحة الإرهاب، بجانب تحديات الأمن الجماعي، والنزاعات القبلية والدفاع الرقمي في القارة السمراء.
وكذلك واقع "المناخ الأمني في أفريقيا، في ظل ما يوصف بالوضع الأمني الذي أصبح أكثر تعقيدا مع مرور الوقت، والتغييرات الناتجة عن تعدد وتنوع عوامل عدم الاستقرار".
ويهدف المؤتمر لدراسة سبل مواجهة "التهديدات والتحديات الأمنية وتتطور وتتشابك شبكات تهريب المخدرات والسلاح والاتجار بالبشر"، بالإضافة للتصدي للجرائم الإلكترونية والصراعات من أجل السيطرة على الموارد.
وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، اعترفت مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بتراجع وصعوبة الوضع الأمني في منطقة الساحل بأفريقيا، في مستهل جولة بين مالي والنيجر.
وبحث قادة جيوش دول الساحل الأفريقي، نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية بعد تدهور الأوضاع الأمنية، خلال أعمال الدورة العادية التاسعة للجنة الأمن والدفاع التابعة لمجموعة دول الساحل، التي احتضنتها العاصمة الموريتانية نواكشوط.
تحقيق الاستقرار
ودعا الفريق محمد الشيخ محمد الأمين، قائد أركان الجيش الموريتاني، خلال الاجتماع، بلدان تجمع الساحل إلى تكثيف الجهود من أجل تحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة، مشيدا بما وصفها بالإنجازات التي حققتها بلدان المنطقة في مجال الأمن، مبينا أنه لا يزال "هناك الكثير مما يجب عمله".
وأنهى قائد أركان الجيش الموريتاني كلمته بشكر القوة الفرنسية "برخان" وجميع الشركاء الماليين والعسكريين الذين يعملون مع دول الساحل الأفريقي في مواجهة الإرهاب.
وكانت العاصمة الموريتانية نواكشوط احتضنت في الـ15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعمال مؤتمر إقليمي حول المرحلة الثانية من مشروع تعزيز التعاون الأمني بين عدد من بلدان الساحل الأفريقي، بدعم من الوكالة الألمانية للتعاون.
واستهدف المؤتمر الإقليمي، الذي استمر لـ3 أيام، تعزيز التعاون بين المؤسسات الأمنية في دول المجموعة، من خلال إدراج نماذج تعليمية موجهة خدمة للأهداف الأمنية في المدارس الوطنية لهذه البلدان.
وتشهد بوركينا فاسو، وهي إحدى دول الساحل الخمس حاليا موجة أعمال إرهابية قتل خلالها ما لا يقل عن 30 من المدنيين والعسكريين في هجمات خلال الأسبوعين الماضيين ونسبت لجماعات متطرفة محلية.
وتعاني مالي، إحدى دول الساحل الخمس، من هجمات إرهابية في الشمال، وتوترات عرقية في الوسط والجنوب.
ومجموعة دول الخمس بالساحل الأفريقي أنشئت في فبراير/شباط عام 2014 بنواكشوط، بهدف "تنسيق ومتابعة التعاون الإقليمي" في مجال مكافحة الإرهاب الذي يهدد المنطقة.
ومنذ 2014 يجمع منتدى داكار للأمن والسلم في أفريقيا رؤساء الدول الأفريقية والوزراء الفرنسيين والعسكريين، والباحثين.