5 تحديات على طريق وصول مسبار الأمل إلى المريخ
ساعات تفصل فريق مشروع مسبار الأمل عن التحدي الأكبر في رحلة المسبار نحو بلوغ مدار المريخ، وهو المتعلق بالولوج إلى مدار الكوكب.
التحدي الأول: الإنجاز السريع
كان المسبار في البداية مجرد فكرة تم طرحها في الخلوة الحكومية التي عقدتها حكومة دولة الإمارات نهاية عام 2013 في جزيرة صير بني ياس، ضمن أفكار أخرى للاحتفال بطريقة مميزة باليوم الوطني الخمسين في 2021.
ووجدت هذه الفكرة قبولا لدى قيادة الدولة، وتم تكليف مركز محمد بن راشد ببدء تنفيذ المشروع، وتم تحديد مدة 6 سنوات للانتهاء منه، حتى يتزامن وصول المسبار مع احتفالات الدولة بيومها الوطني الخمسين.
وفي حين أن تنفيذ المهام الفضائية الشبيهة يستغرق ما بين 10 أعوام إلى 12 عاما، كان الإنجاز السريع تحديا كبيرا لفريق العمل.
التحدي الثاني: تطوير لا شراء
لإنجاز المهمة خلال الست سنوات، كان يمكن شراء مسبار جاهز، لكن كانت توجيهات القيادة الإماراتية بأن يتم تطوير المسبار، وعدم شرائه جاهزا.
وكان ذلك يمثل تحديا جديدا، لكن خوض هذا التحدي ساعد على أن يكون مشروع المسبار فرصة لبناء قدرات الكوادر الوطنية، فتم الاستعانة بمهندسين عملوا منذ عام 2006 في تطوير أقمار اصطناعية.
كما تم نقل المعرفة والخبرة من هؤلاء إلى آخرين، وتمت الاستعانة بشركاء معرفة دوليين لصياغة أهداف علمية فريدة من نوعها لمهمة المسبار، تم خلالها البناء على ما انتهى إليه الغير.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن 66 قطعة من قطع المسبار تم تصنيعها في الإمارات، وأن حوالي 60 ألف طالب ومعلّم شاركوا في برامج علمية وتعليمية لها علاقة بالمسبار، وبلغت مشاركة النساء في المشروع 34%.
التحدي الثالث: نقل المسبار
بعد تخطي تحدي بناء المسبار بسرعة، كان هناك تحد ثالث لم يكن بالحسبان، فرضته ظروف جائحة "كوفيد – 19"، وهو نقل المسبار من الإمارات إلى المحطة اليابانية، ليكون جاهزا للانطلاق في الموعد المحدد سلفا وهو منتصف يوليو/ تموز الماضي.
وتكمن صعوبة هذا التحدي في أن الجائحة فرضت واقعا جديدا تمثل في إغلاق المطارات والموانئ حول العالم، ووضع قيود صارمة على التنقل بين الدول ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة تفشي الفيروس.
وكما كان فريق المشروع بارعا في مواجهة التحديين السابقين، كان كذلك في التحدي الثالث عبر وضع خطط بديلة لنقل المسبار في الموعد المحدد في ضوء هذا التحدي الجديد، ونجح فريق مسبار الأمل في إتمام عملية النقل في رحلة استغرقت أكثر من 83 ساعة براً وجواً وبحراً.
التحدي الرابع: الظروف الجوية
وكما كان التحدي الثالث مفاجئا، كان الأمر كذلك في التحدي الرابع، الذي فرضته هذه المره الظروف الجوية.
وكان إطلاق المسبار قد تحدد له الساعة الأولى من صباح يوم 15 يوليو/ تموز 2020 بتوقيت الإمارات، لكن حالت الظروف الجوية غير الملائمة دون إطلاق الصاروخ الذي سيحمل المسبار، ليقوم فريق العمل بتحديد أكثر من موعد آخر ضمن "نافذة الإطلاق" الممتدة من 15 يوليو/ تموز وحتى 3 أغسطس/ آب.
وبعد دراسات دقيقة لتنبؤات الأحوال الجوية بالتعاون مع الجانب الياباني، تقرر إطلاق مسبار الأمل يوم 20 يوليو / تموز عند الساعة 1:58 صباحا بتوقيت الإمارات، وتمت عملية الإطلاق بنجاح.
وكان عدم الإطلاق خلال الفترة من 15 يوليو/ تموز وحتى 3 أغسطس/ آب، يعني تأجيل المهمة بأكملها لمدة عامين.
التحدي الخامس: ولوج مدار المريخ
وإذا كانت التحديات السابقة قد احتاجت من فريق العمل مزيدا من الجهد والمتابعة، فإن التحدي الخامس والأخير في مهمة رحلة مسبار الأمل بعد نجاح عملية الإطلاق، هو تحدي الفرصة الواحدة، كما أسماه عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
وقال شرف في مؤتمر صحفي يوم 2 فبراير / شباط الجاري "أمامنا فرصة واحدة فقط لإدخال مسبار الأمل إلى مدار المريخ يوم 9 فبراير في تمام الساعة 7:42 دقيقة بتوقيت الإمارات، حيث إن مرحلة الدخول إلى مدار المريخ تختلف تماماً عن مرحلة الإطلاق، التي كانت لدينا حينها نافذة إطلاق امتدت إلى 3 أسابيع، ويمكننا التأجيل وإعادة المحاولة خلالها، كما حدث بالفعل، إذ كان من المقرر إطلاق الصاروخ الذي يحمل المسبار يوم 15 يوليو 2020 وتم التأجيل بسبب أحوال الطقس غير المواتية إلى يوم العشرين من يوليو، وبعدها تمت عملية الإطلاق بنجاح".
وتابع: "لكن في مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ إذا لم نستطع إبطاء سرعة المسبار إلى الحد المطلوب وإدخاله إلى المدار بالاتجاه الصحيح، ربما -لا قدر الله- نفقد المسبار تماماً إما بأن يتيه في الفضاء العميق أو بالاصطدام بسطح المريخ".
ورغم كل ما واجهه مشروع مسبار الأمل من تحديات منذ بدايته إلا أن مرحلة دخول مدار المريخ هي الأصعب والأخطر، لأن الاعتماد في نجاحها سيكون كلياً على عمليات البرمجة التي قام بها فريق العمل عند بناء وتصميم المسبار، والتي يصعب تجربتها في ظروف مشابهة على كوكب الأرض.