تفرد حماس ببلديات غزة.. تكريس للانقسام يخدم إسرائيل
حماس تتجه للسيطرة على كافة المفاصل في غزة للدفع باتجاه إقامة دولة لإفشال الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة
في غمرة الانشغال الفلسطيني بالاستعداد لمواجهة خطة الضم الإسرائيلية، والدعوات للوحدة لتمتين الصف الداخلي، جاءت خطوة حركة حماس المنفردة بإجراء تغييرات في المجالس البلدية؛ لتثير حالة من الغضب في صفوف القوى السياسية والمجتمع المحلي.
وأجرت حماس في الأيام الماضية، تغييرات على عدة مجالس بلدية منها بيت لاهيا (في الشمال) والمغازي والنصيرات (وسط) والقرارة (جنوب)، ضمن سلسلة تغييرات متوقع أن تشمل 14 بلدية، وفق مصادر مطلعة.
واعتبر فلسطينيون أن إجراءات حماس باتباع أسلوب تعيين مجالس بلدية من طرفها هو إجراء غير قانوني ويتنافى مع الحق الأساسي للمواطنين بضرورة انتخاب ممثلين للمجالس البلدية بشكل ديمقراطي.
وأشاروا إلى أنها تتجه للسيطرة على كافة المفاصل في غزة للدفع باتجاه إقامة دولة لإفشال الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة والقدس عاصمة لها وهذا يندرج ضمن المشروع الأمريكي الإسرائيلي.
وشددوا على أن المطلب الأساسي في هذه المرحلة التي يخوض فيها الفلسطينيون تحديات مواجهة خطة الضم الإسرائيلية يجب أن تعطي الأولوية للتوافقات وإجراء الانتخابات.
وتعتزم حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القيام بعمليات ضم مساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية في الأول من يوليو/تموز المقبل. في خطوة قوبلت برفض عربي وإقليمي ودولي.
تكريس للانقسام
واعتبر نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، فايز أبو عيطة، أن ما جرى تكريس للانقسام، مشيرا إلى أن حركته ترى أن موضوع المجالس البلدية يتطلب إجراء انتخابات حتى يكون هناك تعبير حقيقي لحق المواطن فيمن يمثله .
وقال أبوعيطة لـ"العين الإخبارية": "نرفض أية تغييرات وطريقة التعيين؛ لأن هذا انفراد من حماس في إدارة شؤون غزة".
وأشار إلى أن هناك مطالبات من فتح والفصائل لحماس بأن لا تقوم بمثل هذا الإجراءات، مستطردا "مطلبنا أن يتم التغيير في ظل التوافق الوطني لإجراء الانتخابات".
وعبّر عن أسفه لمجيء هذه الخطوة في وقت تنشغل فيه حركة فتح الآن بالضم الإسرائيلي في الضفة ومخططات الاحتلال الخطيرة، داعيا الجميع إلى الاستجابة لخطورة المرحلة.
وأضاف: "في الوقت الذي يجمع فيه الكل الفلسطيني أننا بحاجه إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، تخرج علينا حركة حماس ضاربة بعرض الحائط كل التفاهمات والاتفاقيات باستمرارها بأسلوب الإملاءات".
وأردف"حماس استقوت بسلطة الأمر الواقع بتعيين مجالس بلدية جديدة لبلدية بيت لاهيا، تمهيداً لباقي البلديات بهذه الطريقة الغريبة على شعبنا والمنافية للحد الأدنى من القيم الديمقراطية".
وشدد على أنّ "هذا العمل غير المسؤول وغير المبرر لا يفتح الطريق لاعتماد النهج الديمقراطي، ويغلق الطريق أمام الكفاءات المهنية، ولا يساعد مطلقاً في تطوير وتنمية عمل البلديات والمجالس المحلية، ما يحدث اليوم يعد نهجاً منظما لتكريس الانقسام".
إجراء غير قانوني
من جانبه، قال محمود الزق، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي وعضو المجلس المركزي الفلسطيني، إن إجراءات حماس باتباع أسلوب تعيين مجالس بلدية من طرفها هو إجراء غير قانوني ويتنافى مع الحق الأساسي للمواطنين بضرورة انتخاب ممثلين للمجالس البلدية بشكل ديمقراطي.
وأكد الزق في حديثه لـ"العين الإخبارية" على ضرورة أن يتم ذلك في إطار عملية توافقية تعيد مجددا الحياة الديمقراطية كحق أساس للمواطنين، رافضا إقصاء مجالس منتخبة وتعيين بديلة كما حدث في مخيم المغازي.
وأوضح أن رئيس بلدية المغازى الذي أقصته حماس تم انتخابه في عملية ديمقراطية وحاز على ثقة المواطنين وأثبت كفاءة مهنية وتمتع بصدقية وطنية ولا يجوز مطلقا إقصائه عن رئاسة البلدية التي حاز على ثقة مواطنيها.
وطالب حركة حماس بالتراجع عن قرارها والتوقف عن تعيين رؤساء بلديات في غزة من مؤيديها فقط، مشيرا إلى أنها لم تعرض عليهم المشاركة.
وأضاف: "حماس عينت مسؤولين للبلديات وأعضاء مجالس بلدية من طرفها فقط ونحن رفضنا ذلك مطلقا، وطلبنا إجراء انتخابات لأن هذا حق طبيعي للمواطنين انتخاب ممثليهم خصوصا في البلديات".
ورأى أن ما يحدث يكرس سيطرة اللون الواحد على كل مناحي الحياة بغزة، وأن المطلب الأساسي خاصة في هذه المرحلة التي يخوض فيها شعبنا تحديات مواجهة خطة الضم الإسرائيلية، هو إعطاء الأولوية للتوافقات وإجراء الانتخابات.
وبيّن بقوله "نحن نعرف تعقيدات الوضع في غزة وأن حماس تتجه للسيطرة على كافة المفاصل في غزة للدفع باتجاه إقامة دولة لإفشال الدولة ذات السيادة الكاملة والقدس عاصمة لها، وهذا يندرج ضمن المشروع الأمريكي الإسرائيلي لإجهاض الدولة الفلسطينية" .
واختتم "نحن نسعى لإنهاء هذه الحالة الشاذة في تاريخنا المتمثلة في الانقلاب الأسود الذي جاء بدعم خارجي لتمرير مخططات الاحتلال الخطيرة".
تفرد ومصالح خاصة
بدوره، انتقد سامي نعيم، عضو اللجنة المركزية للجبهة العربية الفلسطينية ومسؤول العلاقات الوطنية فيها، خطوة حماس، قائلا: "الظروف التي يحتاج شعبنا فيها إلى الوحدة والتكاتف تقوم حماس بعمل كل شيء بمفردها دون مشاورة أحد"..
وأشار نعيم في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن حماس "تعمل ما تراه مناسبا تحقيقا لمصالحها"، مشددا على أن هذه خطوات غير صحيحة وغير سليمة.
وأكد أن حماس لم تطلع حتى القوى في اللجنة الوطنية والإسلامية التي هي جزء منها على التغييرات التي تجريها، مشددا على ضرورة العمل على إنهاء الانقسام الذي دمر القضية الفلسطينية.