غزة وخطة الضم.. تهدئة إسرائيلية مع حماس لتدمير "سلاح الوحدة"
تساؤلات فرضت نفسها عما إذا كانت إسرائيل نجحت عبر تفاهمات التهدئة مع حركة حماس لإقصاء القطاع عن دوره الثوري المأمول في هذه المرحلة.
بدأت أسهم بورصة المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية تتصاعد مؤخراً، وسط تساؤلات حول موقع قطاع غزة من خطة الضم الإسرائيلية.
وفرضت تساؤلات نفسها عمّا إذا كانت إسرائيل نجحت عبر تفاهمات التهدئة مع حركة حماس لإقصاء القطاع عن دوره الثوري المأمول في هذه المرحلة الحساسة.
الدكتور مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة طالب بموقف فلسطيني موحد لمواجهة مخطط الضم، رغم ارتكازه على الضفة الغربية.
كينات منفصلة
لكن يبدو وفق حديث الدكتور مخيمر أبو سعدة لـ"العين الإخبارية" أن الانقسام سيؤثر سلبا على قدرة الفلسطينيين في الضفة وغزة وحتى الشتات على مواجهة خطة الضم.
وأضاف: "على الأغلب إسرائيل تستفيد من الانقسام ويبدو أن غزة مشغولة بمشاكلها"، منبها إلى أن الاحتلال يسعى للإبقاء على الكيانات الفلسطينية منفصلة مثلما يحدث في الضفة والقطاع.
أبو سعدة قال: "أعتقد أن نتنياهو سيقدم مزيدا من التسهيلات لغزة لضمان هدوئها في حال الضم بالضفة لأنه يعلم أن القطاع سيكون مزعجا له إذا دخل في مواجهة معه".
ورأى أن موقف حماس من شكل مواجهتها للضم وأسلوب ذلك يتوقف على قرار الحركة.
تغذية الاستفراد
فعليا توقفت مسيرات العودة وكسر الحصار العام الماضي بعد تفاهمات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، سمح بموجبها بتخفيف لبعض القيود على حركة المعابر.
وبفعل هذه التفاهمات يسود هدوء نسبيا على جانبي الحدود، وتقلصت إلى حد كبير عمليات إطلاق الصواريخ التي كانت تقوم بها جماعات صغيرة في غزة.
هنا يشير عادل شديد، المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي إلى أن نتنياهو قد يذهب إلى تهدئة طويلة الأمد مع غزة لتمسكه بحكم حماس ليس حبا فيها لكن لإبقاء الحالة الفلسطينية منقسمة.
شديد أوضح لـ"العين الإخبارية" أن الشارع الفلسطيني لن يقبل بأن تقف حماس في موقف المتفرج وتغض البصر عما يجري من ضم في الضفة.
وتابع: "سيكون للشارع الفلسطيني موقف سلبي جدا من حماس إن اكتفت بالرفض اللفظي للضم دون فعل حقيقي يسعى لتوحيد الحالة الفلسطينية لمواجهة الضم فعلا لا قولا فقط".
ورأى أن الشارع يرفض صمت حماس على ما يجري من ضم الذي يعني إضعاف السلطة وحركة فتح.
الوحدة هي الخيار
وبات واضحاً أن الفلسطينيين في حاجة إلى موقف موحد بعد اتفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع زعيم حزب "أزرق- أبيض" بيني جانتس على حكومة وحدة تستهدف الضم.
ويتضمن اتفاق (نتنياهو-جانتس) بدء عملية ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، أول يوليو/تموز المقبل، وتشمل غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية بالضفة.
طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قال: "لا خيار أمامنا سوى مواجهة هذه التحديات من خلال إستراتيجية وطنية جديدة، ترتكز على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة لتجميع كل الطاقات في مواجهة المخططات الإسرائيلية".
وأضاف أن من المرتكزات أيضا تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي بسحب الاعتراف بإسرائيل ونزع الشرعية عنها، ووقف العمل بالاتفاقات، والتحلل من التزامات أوسلو الأمنية والاقتصادية.
ويوافقه الرأي هاني ثوابتة، القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي أكد أن مواجهة المخططات الإسرائيلية يتطلب توحيد الموقف الفلسطيني وبناء استراتيجية مقاومة تدعم مواجهة الاحتلال.
وعلى المستوى العربي، يدعو ثوابتة إلى تجريم الاحتلال وملاحقته في ساحة القضاء الدولي، مؤكداً ضرورة تعظيم الاشتباك القانوني والإعلامي والشعبي مع إسرائيل بما يتصدى لمشاريع الضم.