قائد جيش الجزائر يكسر التابوهات بخطوة سبق بها أسلافه
قائد الجيش الجزائري يدلي بتصريح نادر لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وتبون يصف عهد سلفه بوتفليقة بـ"النظام الفاسد الذي ولى".
أكد قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة، اليوم الإثنين، "حيادية" المؤسسة العسكرية وابتعادها عن الشأن السياسي الداخلي للبلاد.
وفند بذلك الاتهامات التي تصاعدت مؤخرا من بعض أطياف المعارضة على تدخل الجيش في السياسة، على خلفية الشعارات المرفوعة بينها "دولة مدنية وليست عسكرية".
جاء ذلك في تصريح نادر لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قال الفريق شنقريحة إن "الجيش محايد وتكوينه لا يسمح له بالتدخل في الأمور السياسية".
وهي المرة الأولى التي يدلي فيها قائد أركان الجيش الجزائري بتصريح لوسيلة إعلامية، وعرف عن جميع قادة المؤسسة العسكرية السابقين "تحفظهم عن الظهور الإعلامي بمقابلات أو تصريحات صحفية".
وكشف مقال آخر للصحيفة عن "تذمر" قائد الجيش الجزائري من السؤال المتعلق بدور الجيش في الحياة السياسية، ورد على الصحفي بسؤال آخر قال فيه: كيف تريدنا أن ننخرط في السياسة؟.
وشدد قائد الجيش الجزائري على أن "إصلاح عقود من التاريخ ليس بالأمر السهل" في إشارة دور المؤسسة العسكرية سنوات التسعينيات عقب تدخلها لوقف المسار الانتخابي عقب تبني "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" خطاباً متطرفاً سرعان ما تحول إلى عمل مسلح.
وأشارت إلى أن الرئيس الجزائري يجتمع مع قائد أركان الجيش مرتين على الأقل أسبوعياً لبحث الأوضاع في البلاد.
وكشفت الصحيفة الأمريكية أن تصريح قائد الجيش الجزائري جاء "بتشجيع من الرئيس عبد المجيد تبون" الذي قالت إنه "نصح أيضا وزرائه بإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام".
تبون: نظام بوتفليقة فاسد
كما أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقابلة أخرى مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون استغرقت 3 ساعات ونصف الساعة، وفق ما ذكره الصحفي آدم نوسيتر الذي أجرى المقابلتين.
ووصف تبون نظام سلفه المستقيل عبد العزيز بوتفليقة بـ"النظام القديم الفاسد"، وأكد بأنه "انتهى وأن الجزائر تشهد ميلاد صفحة جديدة".
واستطرد قائلا: قررت أن أضرب بقوة من خلال وضع سياسة جديدة واقتصاد جديد ونحن بصدد بناء نموذج جديد في البلاد وهي اليوم حرة وديمقراطية".
وعادت الصحيفة الأمريكية لملف الصحفي خالد درارني المدان بسنتين سجناً بتهمة "المساس بالوحدة الوطنية".
ورد الرئيس الجزائري بالقول إنه "لم يكن لديه حتى بطاقة صحفية وبأنه متشدد ذو مؤهلات مشكوك فيها".
غير أن "نيويورك تايمز" أرفقت المقابلة مع الرئيس الجزائري وقائد الجيش بـ"تقرير أسود" عن واقع الحريات في البلاد، و"شككت" في تصريح تبون عن وجود "تغيير في البلاد".
واعتبرت أن هناك "روايتان سياسيتان في الجزائر اليوم، وهما رواية السيد تبون من أعلى مكتبه، وحالة الشارع"، وأجرت مقابلات أخرى مع محسن بلعباس رئيس حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" المعارض.
وهو المعارض الذي طالبت وزارة العدل الجزائرية من البرلمان إسقاط حصانته البرلمانية، في وقت أشارت صحف محلية إلى أن الأمر مرتبط بـ"مقتل عامل مغربي في مسكنه".
وانتقدت "نيويورك تايمز" ما وصفته بـ"تلاشي آمال الجزائريين في حدوث التغيير الجذري بعد انتفاضة شعبية أطاحت بحكم عبد العزيز بوتفليقة الذي دام 20 سنة"، واستندت إلى آراء شخصيات معارضة وبعض سكان العاصمة الجزائرية.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg
جزيرة ام اند امز