أمن أردوغان يعتقل صحفيًا في شهر العسل بتهمة "إهانة الرئيس"
الدائرة الثانية بالمحكمة الابتدائية بمدينة آيدن تقضي بسجن الصحفي لمدة 11 شهرا و20 يوما، غير أنه طعن على الحكم، لكن قوبل بالرفض.
حين تكون صحفيا في تركيا، فعليك أن تفكر مليا قبل كتابة أي منشور عابر حتى عبر حساباتك الشخصية بمواقع التواصل، ذلك أنك قد تجد نفسك في غياهب السجن، فقط لأنك عبرت عن رأيك.
ووفق إعلام تركي، اعتقلت قوات الأمن الصحفي مصطفى يايلا، على خلفية حكم قضائي يقضي بسجنه لمدة 11 شهرا و20 يوما، بتهمة إهانة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى 3 سنوات مضت، حين كان يايلا يعمل في صحيفة "آيدن" المحلية، وكتب منشورا عبر حسابه الخاص بمواقع التواصل، استفز أحد المحامين الموالين لأردوغان، فقدم ضده بلاغا يتهمه فيه بإهانة الرئيس.
وفي منشوره، انتقد الصحفي حرية الإعلام ببلاده، ما كلفه حريته.
وفي 2018، قضت الدائرة الثانية بالمحكمة الابتدائية بمدينة آيدن بسجن الصحفي لمدة 11 شهرا و20 يوما، غير أن يايلا طعن على الحكم، وطالب بإلغائه، لكن طلبه قوبل بالرفض.
ولم يتم إبلاغ الصحفي بقرار رفض طلب الطعن، حيث قامت قوات الشرطة التركية باعتقال يايلا، وهو في شهر العسل، وزجت به في سجن "طوربالى" لقضاء فترة عقوبته.
مقصلة الصحافة
وتعتبر تركيا الأولى عالميا في سجن الصحفيين، حيث يطارد نظام أردوغان جميع الأقلام الحرة التي تنتقد أداءه وتفضح فساده، ويلفق لأصحابها التهم للزج بهم وراء القضبان.
فوراء الصحفيين، وضع أردوغان جيشا من المخبرين، ممن يتتبعون أدق تفاصيل حياتهم وتحركاتهم اليومية، قبل تنفيذ حكم جائر صادر عن قاض فاسد.
منظمة «هيومن رايتس ووتش»، قالت في تقريرها السنوي الصادر مطلع 2019، أن الإعلام التركي يفتقر لأدنى درجات الاستقلالية والحرية، مشيرا إلى أن أغلب الصحف والقنوات تحولت لمساندة الحكومة حفاظا على بقائها.
وأكد التقرير أن الأحكام القضائية الصادرة بحق صحفيين، جميعها بدوافع سياسية، فيما لا تعدو أن تكون أدلة الإدانة سوى مجرد تقارير مهنية لم ترق لأردوغان وحكومته.
ووصل صدى الحملة القمعية التي يقودها أردوغان ضد الصحفيين الأتراك، إلى رومانيا، حيث دعا صحفيون بالبلد الأخير الرئيس التركي إلى الإفراج عن نحو 200 من الصحفيين المعتقلين.
والجمعة الماضي، استضاف المعهد الروماني للإحصاء، بالعاصمة بوخارست، جلسة نقاشية استمرت على مدار يوم كامل، وخصصت لتناول مسألة حرية الصحافة في تركيا.
وفي مداخلته، قدم ليفنت كينيز، المدير التنفيذي لمركز ستوكهولم للحريات، الذي يحتفظ بقاعدة بيانات للصحفيين المسجونين، عرضا عن أوضاع الإعلام والصحافة في تركيا.
واعتبر كينيز أن سجن الصحفيين في تركيا بات نمطا مألوفا، مستعرضا أمثلة عن حالات صحفيين مسجونين على خلفية كتابتهم عن فساد حكومة أردوغان، وكشفوا دعم الرئيس السري للإرهابيين في سوريا.
ولفت إلى أن أنقرة "استهدفت أفضل صحفيي التحقيقات في البلاد، حتى أصبحت تركيا تجسد حرفيا مثال البلد الذي تلاشت فيه حرية الصحافة".
وأشار إلى أن الصحفيين المعتقلين في سجون أنقرة يعيشون في ظلمات ثلاث، وهي السجن، والتهم الباطلة، وحكم أردوغان الذي حول تركيا إلى سجن كبير بسماء مفتوحة.