ثياب الجد و5 مراحل للمراسم.. ملامح من حفل تتويج الملك تشارلز المرتقب
في السادس من مايو/أيار المقبل، سيكون العالم على موعد مع مراسم حفل تتويج تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا، التي ظلت دون تغيير منذ أكثر من ألف عام.
وعلى الرغم من أن حفل التتويج -الذي يعد الحدث الوحيد المتبقي من نوعه في أوروبا-، سيكون "وفق التقاليد القديمة"، بحسب قصر باكنغهام، فإنه قال إنه "سيعكس أيضا دور الملك اليوم والتطلع إلى المستقبل".
ويومًا بعد آخر، يكشف قصر باكنغهام، ملامح من خطط حفل التتويج التي أطلق عليها الاسم الرمزي عملية الجرم السماوي الذهبي، فهل سيرتدي الملك تشارلز زي الأجداد وفقًا للتقاليد القديمة، أم أن زيه سيحمل بصمة عصرية؟
ماذا سيرتدي الملك تشارلز؟
الإجابة كشف عنها قصر باكنغهام يوم السبت، قائلا إن ملك بريطانيا تشارلز سيرتدي ثيابا مخملية من الحرير القرمزي والأرجواني اللون في حفل تتويجه يوم السادس من مايو/أيار المقبل، وهي ثياب ارتداها جده الملك جورج السادس أثناء تتويجه عام 1937.
ومن المقرر تتويج تشارلز ملكا بشكل رسمي في كنيسة وستمنستر بلندن الأسبوع المقبل في حفل يحضره رؤساء دول وشخصيات أجنبية، إذ يخلف أمه الملكة إليزابيث التي توفيت في سبتمبر/أيلول الماضي.
وسيرتدي تشارلز وزوجته كاميلا مجموعتين من الثياب في حفل التتويج، وهي ثياب رسمية قرمزية عند الوصول وثياب ملكية أرجوانية عند المغادرة، وكلها ثياب إما محفوظة من ذي قبل أو مصنوعة لدى شركة حياكة الملابس القائمة في لندن منذ 334 عاما إيدي آند رافنسكروفت.
وكانت الثياب الرسمية لكاميلا مصنوعة في الأساس للملكة الراحلة إليزابيث، وأظهرت الصور التي نشرها القصر أعضاء من المدرسة الملكية للتطريز وهم يقومون بأعمال على ثوب مخملي قرمزي بطول عدة أقدام مع حواف من الدانتيل الذهبي من المقرر أن يرتديه تشارلز.
ويواصل القصر الكشف عن تفاصيل مراسم التتويج، والتي من المقرر أن تكون أقل حجما مقارنة بتتويج إليزابيث، لكنها ستظل حافلة بالأبهة والعظمة لتعكس تقاليد تعود إلى ألف عام مضت.
فما مراحل مراسم حفل التتويج؟
هناك خمسة مراحل لمراسم حفل التتويج، تتمثل في:
الاعتراف:
تقول "بي بي سي"، إنه أثناء وقوفه إلى جانب كرسي التتويج البالغ من العمر 700 عام يتم تقديم الملك لأولئك الذين تجمعوا في الدير من قبل رئيس أساقفة كانتربري حيث سيهتف الحضور "حفظ الله الملك" وتنطلق الأبواق.
القسم:
يقسم الملك على احترام القانون وكنيسة إنجلترا.
المسحة:
يتم إزالة رداء الملك ويجلس على كرسي التتويج الذي تحيط به قطعة قماش ذهبية لإخفاء الملك عن الأنظار، فيما يقوم رئيس أساقفة كانتربري بمسح يدي الملك وصدره ورأسه بالزيت المقدس المصنوع وفقا لوصفة سرية، لكنه معروف باحتوائه على العنبر وزيت زهور البرتقال والورد والياسمين والقرفة، ولن يحتوي الزيت الذي تم إعداده لتشارلز على أي مكونات ذات مصدر حيواني.
التنصيب:
يُمنح الملك أدوات الدولة بما في ذلك الجرم السماوي الملكي الذي يمثل السلطة الدينية والأخلاقية، والصولجان الذي يمثل القوة، وصولجان الملك وهو قضيب من الذهب تعلوه حمامة مطلية بالمينا البيضاء والتي ترمز للعدل والرحمة، ليضع أخيرا، رئيس الأساقفة تاج القديس إدوارد على رأس الملك.
الجلوس والإجلال:
يترك الملك كرسي التتويج وينتقل إلى كرسي العرش حيث ينحني أعضاء مجلس اللوردات أمام الملك إجلالا له، ثم تُمسح الملكة القرينة بنفس الطريقة وتُتوج.
ما التيجان التي سيتم استخدامها خلال الحفل؟
تقول هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن الملك سيتوج بتاج القديس إدوارد وهو من الذهب الخالص ويعود إلى القرن السابع عشر، وهو ثقيل بشكل استثنائي، ويستخدم فقط في لحظة التتويج.
وسيضع الملك تشارلز تاج الدولة الإمبراطوري، قرب نهاية حفل التتويج، والذي سيرتديه أيضا عندما يظهر على شرفة قصر باكنغهام.
ويحتوي هذا التاج على ألماسة كولينان 2، والتي تسمى أحيانا النجمة الثانية لأفريقيا والتي تم منحها لإدوارد السابع في عيد ميلاده السادس والستين من قبل حكومة ترانسفال، مستعمرة التاج البريطاني السابقة، (جنوب أفريقيا الآن).
وبدلا من ذلك، سيتم تتويج الملكة القرينة بتاج الملكة ماري، الذي تم نقله من برج لندن لتعديل حجمه قبل الحفل.
تسجيل مراسم التتويج
تعتزم شركة تسجيلات بريطانية إصدار حفل تتويج ملك بريطانيا الملك تشارلز الشهر القادم في صورة ألبوم، لتصبح المرة الأولى التي يتاح فيها تسجيل لهذه المراسم التاريخية للجمهور في أنحاء العالم.
وقالت شركة التسجيلات ديكا ريكوردز في بيان، إنها ستسجل المراسم المقرر إقامتها يوم السادس من مايو/أيار المقبل، في كنيسة وستمنستر وأيضا المقطوعات الموسيقية التي ستسبق التتويج تحت عنوان "الألبوم الرسمي للتتويج"، وسيكون الألبوم متاحا للبث على الإنترنت والتحميل في نفس اليوم، على أن تصدر نسخة منه في الأسواق يوم 15 مايو/أيار المقبل.
وسيعرض الألبوم، الذي ستزيد مدته على أربع ساعات، الكلمات التي ستُلقى في حفل التتويج والموسيقى التي ستُعزف والتي ستضم 12 مقطوعة جديدة تم تأليفها بتكليف من الملك تشارلز.
وقالت المنتجة آنا باري في بيان: "سيكون تسجيلا تاريخيا حقا يجسد تنوعا موسيقيا عظيما عبر العصور والقارات، ويعكس الاهتمام العالمي بتقاليدنا، ويعرض مواقع عديدة داخل كنيسة وستمنستر الرائعة ويشمل خطة فنية غير مسبوقة لتقديم التجربة بأسرها للعالم في اليوم نفسه".
موكب عسكري ضخم
يشارك حوالي خمسة آلاف من أفراد القوات المسلحة البريطانية في تتويج الملك تشارلز الشهر المقبل، وينضم إليهم جنود من أكثر من 30 دولة من دول الكومنولث لتشكيل واحد من أكبر الاحتفالات العسكرية منذ عقود.
وستدوي أصوات التحية بالبنادق في جميع أنحاء البلاد للاحتفال بلحظة تتويج الملك قبل أن يحلق عسكريون في وقت لاحق بأكثر من 60 طائرة.
يأتي التتويج بعد أقل من ثمانية أشهر على احتشاد أعداد ضخمة من المواطنين في شوارع لندن لمشاهدة المواكب والمراسم الكبرى لتشييع جنازة الملكة إليزابيث التي توفيت بعد 70 عاما من اعتلائها العرش.
رحلة التتويج
وكان قصر باكنغهام قال إنه من المقرر أن يتوجه تشارلز وزوجته كاميلا من قصر باكنغهام إلى كاتدرائية وستمنستر التي تقام فيها المراسم في أحدث عربة ملكية وهي عربة اليوبيل الماسي التي تم تصميمها للاحتفال بمرور 60 عاما على اعتلاء الملكة إليزابيث عرش بريطانيا واستخدمت لأول مرة عام 2014.
ويشتمل الجزء الداخلي للعربة على عينات من منقولات أخذت من المباني والقصور التاريخية ويعلوها تاج مذهّب منحوت من خشب البلوط المأخوذ من السفينة فيكتوري إحدى سفن القيادة في البحرية الملكية في القرن الثامن عشر.
وأوضح القصر أن تتويج تشارلز سيكون في احتفال تغلب عليه الأبهة والعظمة وسط تقاليد تعود إلى ألف عام. ومن المقرر أن تكون مدة المراسم أقصر من المدة التي استغرقتها مراسم تنصيب والدته الراحلة إليزابيث قبل 70 عاما.
وسيكون الحدث مختلفا بعض الشيء عن تنصيب الملكة الراحلة في عام 1953 لا سيما من حيث الحجم ليتماشى جزئيا مع العصر الحديث ويعكس أزمة تكاليف المعيشة الحالية.
وبعد الانتهاء من المراسم سيعود تشارلز وكاميلا إلى قصر باكنغهام في موكب سيكون أكبر حجما من رحلتهما إلى الكاتدرائية لكنه سيكون حوالي ثلث الطريق الذي قطعته إليزابيث البالغ طوله 7.2 كيلومتر عندما احتشد الملايين في الشوارع لمشاهدته.
وخلال العودة إلى باكنغهام سيستخدم تشارلز وكاميلا أقدم عربة ملكية وهي العربة الملكية المذهبة التي تعود إلى 260 عاما والتي جرى استخدامها في كل مراسم التنصيب منذ عهد الملك وليام الرابع عام 1831 واستخدمها لأول مرة جورج الثالث للذهاب لحضور الافتتاح الرسمي للبرلمان في عام 1762 عندما كان لا يزال ملكا للمستعمرات الأمريكية الخاضعة لبريطانيا.
ويبلغ طول العربة سبعة أمتار وارتفاعها 3.6 متر ووزنها أربعة أطنان وتحتاج إلى ثمانية من الخيول لجرها. وقالت سالي جودسير أمينة الفنون الزخرفية في المجموعة الملكية للعائلة البريطانية إنه "بسبب ذلك (حجم العربة) لا يمكن استخدامها إلا بوتيرة بطيئة".
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjE4IA== جزيرة ام اند امز