20 عاما على زواجها بتشارلز.. كاميلا تعيد تشكيل النظام الملكي

بعد عقدين من زواجهما الذي توج قصة حب غير تقليدية، لا يُمكن الاستهانة بتأثير الملكة كاميلا على العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث.
يحتفل الملك تشارلز والملكة كاميلا بذكرى زواجهما العشرين اليوم الأربعاء خلال زيارة دولة تستمر 4 أيام إلى إيطاليا والفاتيكان وبموجب ارتباطاتهما سيقضي الزوجان الملكيان معظم اليوم منفصلين.
ورغم أن هذه الارتباطات تحول دون أن يكون اليوم أكثر حميمية أو رومانسية، لكنها تقدم لمحة عن الحياة الزوجية لتشارلز وكاميلا، وهو الأمر الذي يكشف أيضا عن سر نجاحهما فهما بحسب المقربين "عاطفيان للغاية، لكنهما بعيدان عن العاطفة"، وفقا لما ذكرته صحيفة "تلغراف" البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن أحد المقرّبين من الملك وزوجته قوله "في صميم علاقتهما، إلى جانب الحب، تكمن صداقة عميقة ودائمة.. يتقبّل كلٌّ منهما عيوب الآخر، ويستمدّان القوة من بعضهما البعض في دورهما العام وحياتهما الخاصة، ويدعم كل ذلك حسُّ الفكاهة المشترك".
ولتشارلز وكاميلا شغف مختلف فيما يتعلق بالعمل، لكنّ كليهما يستمتع بالبستنة في أوقات فراغهما، والطعام، والقراءة حيث تُفضّل الملكة رواية جيّدة، بينما ينشغل الملك بأعماله الورقية.
وفي حين يُفضّل تشارلز الخطاب الطويل، تميل كاميلا إلى الخطاب القصير الذي يحتوي على اقتباس أدبي ونكتة ويقسم الزوجان وقتهما بين لندن واسكتلندا، لكنهما يفضلان البقاء في مسكنين منفصلين في الريف، حيث يقيم الملك في هايغروف وزوجته في راي ميل.
ورغم تزامن زيارة إيطاليا مع الذكرى المميزة لم يعترض الزوجان على أداء واجباتهما الرسمية، وعند عودتهما سيسافر الزوجان إلى ملاذهما الاسكتلندي في بيركهول، لقضاء بعض الوقت في هدوء وسكينة.
ولم يكن أحد يتخيل أنهما سيصلان إلى هذه المرحلة المهمة عندما التقيا لأول مرة عام 1970، حيث تزوجت كاميلا بأندرو باركر بولز، الضابط في الجيش البريطاني، عام 1981 وتزوج تشارلز من ديانا عام 1981.
ومع تصميمه، تزوج تشارلز أمير ويلز آنذاك بكاميلا عام 2005 لتحصل على لقب دوقة كورنوال، لكنها لم تستخدم لقب أميرة ويلز المرتبط بديانا، والآن أصبحت الملكة في سلسلة زمنية من الأحداث الاستثنائية بداية من حفل الزفاف الذي كان محفوفا بالمخاطر.
ورغم دعمهما، رفضت الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب حضور حفل الزواج الرسمي بسبب دور الملكة الراحلة كرئيسة لكنيسة إنجلترا، مما جعل مسألة طلاق العروسين أمرًا مستعصيًا.
وباختيارها بعض القضايا غير البارزة لدعمها، شقت كاميلا طريقها الملكي الخاص، بما في ذلك دعم ضحايا العنف الأسري حول العالم وبتشجيع من الملك، ازدادت ثقتها بنفسها عندما يتعلق الأمر بالتحدث أمام الجمهور.
وقالت إيلين ميلر، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "حياة آمنة" إن كاميلا "كانت مدافعة رائعة عن التغيير"،بينما وصفها كريج جونز، الرئيس التنفيذي للجمعية الملكية لهشاشة العظام بأنها "أكبر داعم وأكثرهم فعالية في العالم".
ويتفق منتقدوها السابقون على 3 نقاط أنها اختارت لقضايا مهمة، وانكبت على واجباتها، وأسعدت الملك كثيرًا ويقول أحد حلفائها "لا يمكن الاستهانة بتأثيرها.. لقد غيرت الملك، وبالتالي، النظام الملكي" لقد أصبح أخف وزنا وأصبح كل شئ أسهل وهي بجانبه.
واستمتعت كاميلا بجر زوجها لرؤية فطيرة على شكل رأسه وفوقه التاج في معرض ساندرينغهام للزهور عام 2023 وبإقناعه بارتداء النظارات الشمسية التي أهدته إياها نساء الإنويت في القطب الشمالي الكندي عام 2017.
كما أصرت على أن يُحضّر تشارلز بنفسه البرياني في عبوات طعام في مطعم هندي بشارع كارنابي قبل شهرين.. والأسبوع الماضي، عزف الملك أغنية "توينكل توينكل" على جزرة منحوتة وهو أداء ربما بدا مستحيلًا قبل عقدين من الزمن.
أما علاقتهما بالصحافة فهي أسهل، وقد صقلتها بعناية الملكة التي تمنح الصحفيين أحاديث قصيرة وتلميحات عابرة والعام الماضي، أصبحت كاميلا أول ملكة ترتدي الجينز في الأماكن العامة ويقدم الملك والملكة الدعم لبعضهما البعض خلال اللقاءات الدبلوماسية.
وبدأ الملك بالمشاركة في فعاليات زوجته ومؤخرًا، تعمد لعب دور الممثل المساعد بدلًا من دور النجم في حفل استقبال أقيم في كلارنس هاوس لغرفة القراءة الملكية، وهي مؤسسة أدبية خيرية تابعة لزوجته.
في أروقة القصور، يلتمس الموظفون مساعدة كاميلا في إقناع الملك برأيهم وبعد تشخيص إصابته بالسرطان أمضى الزوجان "عاما عصيبا" وفقا لأحد الأصدقاء الذي قال "لقد احتاج كل منهما للآخر".
وأظهر استطلاع جديد أجرته شركة "إبسوس" لصالح "تلغراف" أن 18% من الناس يعتقدون أن زواج تشارلز وكاميلا أفاد النظام الملكي، ويعتقد 45% أنه لم يُحدث فرقًا، ويعتقد أكثر من 50% أن كاميلا تستحق لقب "ملكة".
وبالنسبة لإنغريد سيوارد، رئيسة تحرير مجلة "ماجيستي" ومؤلفة كتاب "أمي وأنا"، فإن الملكة كاميلا "غيّرت النظام الملكي لأنها غيّرت الملك".
وقالت: "لأن كاميلا جاءت من الخارج إلى العالم الذي تعيش فيه الآن، فهي ترى عيوبًا في نظامٍ أصبح جزءًا من طبيعتها". وأضافت: "إنه أكثر سعادةً واسترخاءً بشكل واضح، بل إنه لا يمانع حتى أن يعانقها أمام الغرباء".
aXA6IDE4LjIyMi4wLjEwNyA= جزيرة ام اند امز