محمود عبدالعزيز.. ساحر السينما المصرية في نصف قرن
محطات فنية ارتبط بها جمهور الفنان المصري محمود عبدالعزيز، الذي يرقد حالياً بأحد مستشفيات مدينة القاهرة يصارع مرضا غريبا وسط تضارب في الأقوال عن حالته الصحية.
يعرفه جيداً جمهوره باسم "الساحر" الذي يملك أدوات خاصة جداً تجعله ينطلق بكل دور يؤديه ليضيف لرصيده الفني الذي أمتد لأكثر من أربعين عاماً.
هو الشاب الماجن الذي تحول فجأة إلى أيقونة وطنية كا حدث في "رأفت الهجان" بأجزائه الثلاثة، وهو أيضاً العجوز الكفيف، الذي يقاوم فكرة فقدان البصر طوال فيلمه الأشهر "الكيت كات"..
تلك محطات فنية ارتبط بها جمهور الفنان المصري محمود عبدالعزيز، الذي يرقد حالياً بأحد مستشفيات مدينة القاهرة يصارع مرضاً غريباً وسط تضارب في الأقوال عن حالته الصحية.
محمود عبدالعزيز فنان مصري مولود في يونيو/حزيران 1946 حاصل على بكالوريوس كلية الزراعة عام 1966. بدأ حياته الفنية وجهاً جديداً وسط عمالقة جيل السبعينيات من الفنانين وقتها بدور صغير في مسلسل تلفزيوني يحمل اسم "الدوامة" مع الفنانة الاستعراضية نيللي، ثم سرعان ما ظهر كوجه سينمائي مبشر بدور صغير في الفيلم الكوميدي "الحفيد".
مشاهد الممثل الشاب عبدالعزيز وقتها لم تكن كبيرة ولم يكن دوره فعالا كبطل الفيلم رفيق المشوار الفني الفنان الراحل نور الشريف، إلا أن الفيلم كان بداية انطلاقة لفنان سطع نجمه على مدار عقود طويلة وممتدة في عالم الفن سينمائياً وتلفزيونياً.
انطلق عبدالعزيز في فترة الثمانينيات بأدوار مختلفة تركت بصماتها في عالم السينما المصرية بأفلام مثل "العار" و"الكيف" واللذين ناقشا انتشار تجارة المخدرات وتعاطيها وحقق الفيلمان نجاحات كبيرة عند عرضهما في دور السينما.. بل يظل حوار الفنان محمود عبدالعزيز في فيلم "الكيف" والذي كان يؤدي دور شاب مستهتر حتى يومنا هذا يتناقله الكثير من الأجيال.
كما قدم دور الضابط المتسلط الظالم في فيلم البريء مع الفنان أحمد زكي ليضيف لرصيده الفني الكثير.
محطات متنوعة كانت سبباً في بقاء اسم عبدالعزيز هو الأكثر رصانة بين أبناء جيله عبر سلسلة من الأفلام مثل "البحر بيضحك ليه" و"الصعاليك" و"جري الوحوش"، ثم جاءت المحطة الأهم والأكبر على الإطلاق في تاريخه السينمائي الحافل بفيلم "الكيت كات" للمخرج داود عبدالسيد عام 1991، والمأخوذ عن رواية "مالك الحزين" للكاتب إبراهيم أصلان، تلك المحطة التي قال عنها النقاد إنه أحياناً ما تكون السينما أبلغ من الواقع عبر أداء الكفيف الشيخ حسني بطل العمل أو محمود عبدالعزيز.
فقط في هذا الفليم يستطيع أن يسير بك البطل الكفيف دون أن تشعر إلى أفق أرحب لا يعوقه فقدان البصر، يصول ويجول عبدالعزيز عبر ملحمة فنية لإبراز العجز الإنساني، الذي يعانيه شخوص العمل الفني، لكن الشيخ حسني يقوده حلمه لتخطي عجز البصر إلى ما هو أرحب.
ثم جاء فيلم "الساحر" عام 2001، والذي شكل نقلة فنية مهمة في حياة "عبدالعزيز" للمخرج رضوان الكاشف.
وعلى صعيد الدراما التلفزيونية، قدم "عبدالعزيز" أكثر من عمل فني كان لها بصماتها؛ حيث كانت الانطلاقة مع مسلسل "رأفت الهجان" الذي أنتج أول جزء منه عام 1987 للمخرج يحيى العلمي ثم تبعه جزآن آخران؛ حيث كان يؤدي دور شاب مستهتر تنقلب حياته رأساً على عقب عندما يتحول إلى شاب وطني بالعمل لصالخ المخابرات المصرية. المسلسل المأخوذ عن قصة حقيقية من ملفات المخابرات المصرية حقق عند عرضه نجاحات كبيرة.
أدى عبدالعزيز أدوارا تلفزيوينة مهمة على مدار تاريخه مثل مسلسل "محمود المصري" و"جبل الحلال" وقدم العام الماضي خلال شهر رمضان مسلسل "رأس الغول".
رغم تضارب الأقوال عن الحالة الصحية للفنان محمود عبدالعزيز، إلا أن نجله خرج بالأمس عبر أحد البرامج التلفزيونية ليؤكد أن والده مصاب بنوع نادر من الأنيميا وهو ما أثر على مناعته، نافياً جميع الشائعات التي تناقلها البعض عن حالة والده الصحية، ليترك عبارة مقتضبة في نهاية حديثه "ادعوا لوالدي".
aXA6IDE4LjExNi45MC4xNjEg جزيرة ام اند امز