ميثاق رئاسيات الجزائر.. دور العبادة خط أحمر
المرشحون ومعهم وسائل الإعلام المحلية، جميعهم وقعوا ميثاق أخلاقيات الحملة الانتخابية.
للمرة الأولى في تاريخها، شهدت الجزائر توقيع مرشحي انتخابات الرئاسة المقررة الشهر المقبل، على "ميثاق أخلاقيات الحملة" بهدف ضمان حسن سير الحملات الدعائية.
وألزمت السلطة المستقلة للانتخابات المكلفة بتنظيم ومراقبة جميع مراحل العملية، المرشحين الخمسة بالتوقيع على تعهدات وخطوط "أخلاقية" خاصة بالحملة الانتخابية التي انطلقت رسميا، اليوم الأحد.
وشهد مقر السلطة، السبت، توقيع المرشحين على الميثاق بحضور رئيس السلطة الانتخابية محمد شرفي، والتقطوا صورة جماعية، في مشهد لم يتعود الجزائريون على رؤيته في أهم استحقاق انتخابي في البلاد.
- انطلاق حملة انتخابات الرئاسة بالجزائر رسميا على وقع دعوات رافضة
- رسميا.. 5 مرشحين لانتخابات الرئاسة في الجزائر
وفصل الميثاق في تحديد ماهية المقصود من "السلوك الأخلاقي المتعلق بالعملية الانتخابية"، وحدده في "احترام المبادئ الديمقراطية الأساسية من خلال حرية ممارسة الحقوق الديمقراطية دون ترويع، ولا سيما الحق في الترشح والحق في التصويت وسريته وشفافية تمويل الحملات الانتخابية واستقلالية وحياد المؤسسة المكلفة بالانتخابات والمصالح التابعة لها".
وعقب التوقيع على الميثاق، كشف محمد شرفي، عن أن الإعداد لهذا الميثاق تم بعد مشاورات بين أعضاء الهيئة الانتخابية التي يرأسها حول "المبدأ والمضمون".
وأشار إلى أن هذا الأمر يُعَد بمثابة "شهادة على التزام الجميع في مسعى المساهمة لبروز الدولة التوافقية المبنية على حرية الاختيار لكل شخص في جميع المناسبات، وكلما اقتضى الأمر".
أماكن العبادة ممنوعة على المرشحين
ومن أبرز ما تضمنه "ميثاق أخلاقيات الممارسة الانتخابية" الذي اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، منع المرشحين للمرة الأولى وبشكل صريح من استعمال أماكن العبادة والمؤسسات والإدارات العمومية والتعليمية "بأي شكل من الأشكال ومهما كانت طبيعتها أو انتماؤها لأغراض الدعاية".
بالإضافة إلى "الحرص دوما على الإدلاء بتصريحات واقعية للجمهور، والامتناع عن التلفظ بعبارات القذف والشتم والسب تجاه أي مترشح آخر أو أحد الفاعلين في العملية الانتخابية أو بأي تصريح آخر يعلمون أنه خاطئ".
كما نص أيضا على "الاحترام العميق والمستدام للمسار الديمقراطي، والامتثال للقوانين والنصوص التطبيقية التي تنظم قواعد الانتخابات والحملات الانتخابية".
وبموجب الميثاق الذي وقعوا عليه، تعهد المرشحون بـ"الامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات تنطوي على تشهير وشتائم وإهانات تجاه مرشح آخر أو طرف في العملية الانتخابية وبأي تصريحات أخرى مغلوطة".
ولم يقتصر الميثاق على المرشحين الخمسة فقط، بل وقّع عليه ممثلون عن مختلف وسائل الإعلام المحلية الحكومية والخاصة، ولا سيما أنه "يشمل جميع المعنيين بالمسار الانتخابي".
ومن بين الضوابط التي وضعت أمام جميع المرشحين ووسائل الإعلام وسلطة الانتخابات "التقيد بحرية ونزاهة الانتخابات والقوانين الانتخابية، والسعي لتعزيز ثقة المواطن بالعملية، والدفاع عن الحقوق الديمقراطية للجزائريين".
ومنع الميثاق على وسائل الإعلام المحلية "الترويج لأي مرشح على حساب آخر، وضمان التوزيع العادل لمداخلاتهم".
كما ألزمت جميع وسائل الإعلام الجزائرية بـ"احترام فترة الصمت الانتخابي المحددة بـ3 أيام تسبق يوم الاقتراع، واحترام أحكام القانون التي تنص على حظر استعمال أي وسيلة إشهارية تجارية لأغراض الدعاية خلال فترة الحملة".
وشدد أيضا على ضرورة بذل كل الفاعلين في العملية الانتخابية "الجهود اللازمة لضمان إدارة تصويت لائق ومنصف وضمان طابعه السري".
وألزم ميثاق أخلاقيات الحملة الانتخابية أعضاء السلطة المستقلة للانتخابات بجميع فروعها في المحافظات الـ48 للبلاد ومصالحها الإدارية بـ"الاحترام التام لمبدأ الحياد، وعدم الانحياز، والتعامل مع المرشحين على قدم المساواة، والامتناع عن كل سلوك أو تصرف من شأنهما الإخلال بهذه المبادئ".
خطوة مهمة
وأجمع المرشحون الخمسة على وصف الميثاق بـ"الخطوة المهمة والعظيمة".
وقال المرشح عز الدين ميهوبي رئيس حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" بالنيابة في تصريح صحفي، إن "هذا الإجراء ليس مجرد حدث إعلامي عابر، ولا بروتوكول ينتهي بصورة، وإنما هو عقد معنوي بين المرشحين لرئاسة الجمهورية والشعب الجزائري".
وفي الوقت الذي اكتفي فيه عبدالعزيز بلعيد رئيس "حزب جبهة المستقل" بتجديد موقفه من أن "الاستحقاق الرئاسي المقبل سيخرج الجزائر إلى بر الأمان"، شدد علي بن فليس رئيس حزب "طلائع الحريات" المعارض على أن الميثاق "شأن جديد وشيء عظيم في الوقت نفسه، ومراسم التوقيع تمثل يوما تاريخيا في تاريخ الدولة الجزائرية وشعبها".
كما أكد المرشح المستقل عبدالمجيد تبون أن "الميثاق يُسهم في وضع أول لبنة للجزائر المقبلة التي سطر آمالها الشهداء الأبرار لجزائر ديمقراطية".
أما المرشح عبدالقادر بن قرينة المحسوب على الإخوان، فقال إنه "يعبر عن نظافة العملية الانتخابية التي ترمز إلى نظافة الجزائر".