الذكاء الاصطناعي يكشف: الفهود كانت تلتهم وجوه أجدادنا القدماء

كشف فريق بحثي دولي أن الإنسان الأول المعروف باسم " هومو هابيلس "، كان في الواقع فريسة للفهود.
وكان يُعتقد سابقًا أن الإنسان الأول رائدا في صناعة الأدوات الحجرية وأكل اللحوم واصطياد الحيوانات المفترسة، ولكن الدراسة المنشورة مؤخرا بدورية " أنالز أوف ذا نيو يورك أكاديمي أوف ساينسز "، كشفت عن جزءا خفيا من القصة، وهو أنه كان يتعرض للإفتراس أيضا.
واستخدمت الدراسة، أدوات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الرؤية الحاسوبية، لتحليل آثار التعديلات على عظام الإنسان الأول، وحددت بشكل موثوق أن عينات " OH 7 " و "OH 65 " من موقع أولدوفي شمال تنزانيا بشرق أفريقيا، أظهرت علامات استهلاك من قبل الفهود، وليس من الحيوانات الأخرى.
وتعزز هذه النتائج فهمنا للتفاعلات بين البشر الأوائل والحيوانات المفترسة، خصوصًا أن الصيد والافتراس شكل أحد المحركات الأساسية لتطور الرئيسيات.
و الأبحاث تشير إلى أن أسلاف البشر الذين عاشوا في الغابات الموسمية والسافانا خلال العصر الميوسيني كانوا معرضين لمخاطر افتراس أعلى مقارنة بالرئيسيات في الغابات المطيرة الحديثة، وهو ما انعكس على سلوك" هومو هابيلس "، وتكيفه الغذائي.
كما تشير الدراسة إلى أن التحول في توازن القوى بين البشر والحيوانات المفترسة، والذي يُفترض أنه حدث خلال نصف التطور البشري الثاني مع ظهور الهومو الأكثر عقلانية، قد لا يكون مرتبطًا مباشرة بـ "هومو هابيلس"، كما كان يُعتقد.
وتظهر الأدلة الجديدة من مواقع أولدوفي أن بقايا هذا النوع البشري تحمل آثار افتراس واضحة من قبل الحيوانات المفترسة وليس مجرد آثار من متغذيات ثانوية، ما يضعه في موقف تابع وليس مهيمن في النظام البيئي آنذاك.
وتوضح الدراسة أيضا أن المرحلة الانتقالية التي كانت تُفترض في تاريخ الإنسان المبكر، والتي تتعلق باستخدام أدوات حجرية وصيد الحيوانات، ربما لم تكن قائمة بالشكل الذي اعتقده العلماء، وأن هومو هابيلس كان غالبا محدود القدرات في مواجهة الحيوانات المفترسة الكبيرة رغم مساهماته المحتملة في ظهور أدوات أولدووان الحجرية.
وباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، أصبح من الممكن تحديد أي الحيوانات المفترسة تركت آثارها على عظام البشر الأوائل بدقة غير مسبوقة، ما يفتح الباب لفهم أعمق لدور الافتراس في تطور سلوكيات الإنسان المبكر والتكيف الكامل مع الحياة الأرضية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjQg جزيرة ام اند امز