"كلمة ملعونة" أعادت لقب أوروبا إلى إيطاليا بعد 53 عاماً
ربما سمعت يوما عن الحروب النفسية، لكن هل تدرك حجم تأثيرها في عالم كرة القدم؟ وهل تدرك أنها أحيانا قد تحسم لقبا، أو تمنح لاعبا أو فريقا الأفضلية أمام غيره؟
ويبدو أن تتويج إيطاليا ببطولة اليورو 2020، كان نتاجا لعملية حرب نفسية، قادتها "كلمة مسحورة" أمام إنجلترا في اللقاء الذي حسمه الطليان 3-2 بركلات الترجيح بعد تعادل إيجابي 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وتعود الواقعة لركلة الجزاء الأخيرة، التي أهدرها بوكايو ساكا جناح إنجلترا لتفوز إيطاليا 3-2، حيث تدخل جيورجيو كيليني مدافع إيطاليا بقول كلمة "كريكوتشو" التي أرهبت المنافس.
كيليني قال في تصريحات لشبكة "ESPN" في نسختها الأرجنتينية: "أؤكد لكم كل شيء، كريكوتشو"، موضحا: "قلت تلك الكلمة إلى ساكا أثناء توجهه لنقطة الجزاء للتصدي للركلة التي توجت الطليان باللقب".
لعنة كريكوتشو
وقصة "كريكوتشو" تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، حيث تقول الأساطير إن الكلمة تحمل لعنة، وتخص مشجعا لفريق إستودينيانتس الأرجنتيني، كان يجلب لفريقه سوء الطالع.
بدأت القصة عندما اكتشف نجوم فريق إستودينيانتس تعرضهم لإصابات عديدة، كلما حضر للمران، المشجع كريكوتشو.
كارلوس بيلاردو مدرب الفريق قرر وقتها اختبار تلك الطريقة في المباريات، لكن هذه المرة حدث العكس، فالفريق خسر المباراة الوحيدة الذي لم يتواجد فيها هذا المشجع.
بيلاردو من جانبه قرر الاستفادة من تلك اللعنة لصالحه، فقام بتعيين كريكوتشو بشكل غير رسمي كسكرتير للنادي تكون مهمته استقبال وفود الفرق المنافسة لفريقه في أرض الملعب.
تعيين بيلاردو له في هذا المنصب الغريب جاء من أجل أن ينثر نحسه على المنافسين.
الغريب أن الفريق الأرجنتيني نجح بعدها في تحقيق الفوز في جميع مبارياته بأرض ملعبه، باستثناء مواجهة بوكا جونيورز، وهي المباراة التي لم يتواجد فيها كريكوتشو، لأن المنافس كان لديه منسقا أمنيا منعه من الوصول للاعبين.
بعدها تولى بيلاردو تدريب أشبيلية الإسباني في أوائل التسعينيات وكان معه في الفريق دييجو أرماندو مارادونا ودافور سوكر ودييجو سيميوني، وأثناء قيام أحد لاعبي المنافس بتصويب ركلة جزاء على مرمى الفريق هتفت الجماهير كلها: "كريكوتشو".
المدرب بيلاردو شعر بدهشة غريبة من أن اللعنة وصلت إلى إسبانيا.
في السنوات الأخيرة استخدم باولو ديبالا لاعب يوفنتوس والأرجنتين اللعنة ضد أرتورو فيدال أثناء توجه الأخيرة لتصويب ركلة جزاء في لقاء بين الفريقين، أما آخر ضحايا اللعنة فكان منتخب إنجلترا، ونجمه الذي لم يبلغ 20 عاماً بوكايو ساكا.