بعد واقعة مدرسة السلام في مصر.. كيف يؤثر التحرش على نفسية الأطفال؟
يخلف الاعتداء الجنسي على الأطفال آثارًا نفسية وجسدية معقدة تمتد من الطفولة إلى البلوغ، وتتأثر بطبيعة الاعتداء واستجابة المحيطين بالطفل.
وبعد واقعة الاعتداء الجنسي على تلاميذ مدرسة دولية في مصر، تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للاعتداء الجنسي قد يواجهون طيفًا واسعًا من الآثار النفسية والسلوكية تتراوح بين الخفيفة والحادة، سواء على المدى القصير أو الطويل. وتختلف حدة هذه الآثار وفقًا لظروف الاعتداء، والمرحلة العمرية للطفل، وطبيعة تعامل البالغين المحيطين به منذ اللحظة الأولى للكشف عن الواقعة.
وشهدت إحدى المدارس الدولية في مدينة "العبور" بمحافظة القاهرة المصرية، جريمة تحرش وتعدي جنسي على 6 تلاميذ في مرحلة "كي جي 2"، لا تتعدى أعمارهم الـ5 سنوات، من جانب عدد من العاملين في المدرسة. وتلقت أجهزة الأمن بلاغات من أولياء أمور الأطفال الستة المقيدين في مدرسة "سيدز" الدولية بمدينة العبور، تفيد بتعرض أبنائهم للتحرش والاعتداء جنسيا، من بعض العاملين في إحدى الغرف بالمدرسة، وهي الجرائم التي تمت تحت تهديد السلاح.
واقعة مدرسة السلام الدولية
ويمكن لهذه التجربة أن تغيّر الطريقة التي يفهم بها الطفل العالم من حوله ومكانه فيه. إذ تتشوّه رؤيته لنفسه وللآخرين، وتتولد مشاعر عميقة من الخوف وانعدام الثقة والشعور بالخيانة. كما قد تؤدي علاقة المعتدي بالطفل ومدة الاعتداء إلى صدمة نفسية لاحقة تؤثر في قدرته على التواصل مع ذاته ومع الآخرين، وقد تطرأ تغيرات واضحة على شخصيته وسلوكه مقارنة بما كان عليه قبل الاعتداء.
ويؤدي السلوك التلاعبـي الذي يتبعه المعتدون، خصوصًا عبر أساليب الاستدراج، إلى اضطرابات في التفكير وتشوهات في الهوية الذاتية، فضلًا عن العزلة والضرر العاطفي. وترتبط هذه التجارب بآثار طبية ونفسية وجنسية متعددة، إضافة إلى ميول لإيذاء الذات.
وقد يعاني ضحايا الاعتداء الجنسي في طفولتهم، عند بلوغهم، من اضطرابات جنسية واكتئاب وقلق. وتشير الأبحاث إلى أن الخوف والأفكار الانتحارية تزيد في الحالات التي يستخدم فيها المعتدي القوة أو التهديد بها. كما أن سنّ بداية الاعتداء ومدته يرتبطان بارتفاع مستويات الصدمة، فكلما طال أمد الاعتداء زاد تأثيره في هوية الطفل.

الآثار القصيرة المدى للاعتداء الجنسي على الأطفال
وتتضمن الآثار المحتملة على المدى القريب: زيادة في الأمراض أو الآلام الجسدية، تراجع الحضور أو الأداء الدراسي، صعوبة التركيز أو فقدان الذاكرة، تغيرات حادة في المزاج، سلوكيات ارتجاعية، اضطرابات النوم والطعام، تراجع تقدير الذات، كوابيس، إيذاء الذات أو التفكير الانتحاري، مشاعر الكراهية الذاتية، سلوكيات منفلتة، وحالات الشرود أو عدم الإصغاء.
الآثار الطويلة المدى للاعتداء الجنسي على الأطفال
أفكار انتحارية، اضطرابات ما بعد الصدمة، مشكلات جنسية، صعوبة في بناء علاقات مستقرة، تشوه الهوية الذاتية، اضطرابات العلاقات الاجتماعية، صعوبات في التربية لاحقًا، إساءة استخدام الكحول أو المخدرات، تطور سلوكيات عنيفة، أو الانخراط في سلوك إجرامي.
أهمية تصديق الأطفال وتقديم الدعم المناسب
تلعب استجابة البالغين المحيطين بالطفل دورًا حاسمًا في تحديد مسار تعافيه. فإذا لم يُصدَّق الطفل أو لم يتلقَ الدعم اللازم بعد إفصاحه، تتفاقم صدمته وتزداد احتمالات إصابته بمضاعفات جسدية ونفسية خطيرة على المدى الطويل. وعلى العكس، عندما يتصرف الراشدون بشكل حازم لحماية الطفل ويوفرون له الرعاية المتخصصة، ترتفع فرص تعافيه من آثار هذه التجربة المؤلمة وتحقيق استقرار نفسي أفضل في المستقبل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز