اختلاف الثقافات وتأخر التعليم وراء تلعثم الأطفال
تأخر التعلم ظاهرة تتمثل أعراضها في التلعثم أثناء القراءة وعدم القدرة على إجراء العمليات الحسابية والتعبير الكتابي.
التأخر في التعلم واكتساب مهارات الكتابة والقراءة لا يعني بالضرورة أن الطفل يعاني مشكلة ما، لكنه يعود لاختلاف العادات والثقافات أو عدم حصوله على الفرصة المناسبة للتعلم بشكل طبيعي.
ويعد تأخر النطق أحد مظاهر تأخر التعلم، والذي تتمثل أعراضه في التلعثم أثناء القراءة وعدم القدرة على إجراء العمليات الحسابية والتعبير الكتابي.
وعادة ما يصاحب تلك الأعراض اللعثمة وصعوبة التعبير وعدم القدرة على التركيز، وصعوبة النطق على خلفية صدمة أصيب بها الطفل.
هذه المشكلة لا تسبب أزمة كبيرة في المستقبل، حيث كان عباقرة العالم أمثال ألبرت أينشتاين وأجاثا كريستي ووالت ديزني يعانون من مشكلة التلعثم في الكلام، والذي جعلهم عرضة لسخرية الكثير من زملائهم، إلا أن الإصابة لم تقف عائقاً أمام نبوغهم في تخصصاتهم.
دراسة أوروبية أكدت أن نحو 10% من أطفال دول الاتحاد الأوروبي يعانون من صعوبات في التعلم، وهو الأمر الذي دفع الاتحاد إلى مطالبة الجهات الصحية بحكومات أعضائه ببذل المزيد من الجهود لإيجاد حلول لهذه المشكلة.
علامات تنذر بصعوبات في التعلم
وقد تظهر على الطفل علامات تنبئ بإصابته بصعوبات في التعلم، تتمثل في تأخر واضح في معدلات النمو النفسي والعاطفي للطفل خلال الشهور الأولى من عمره، وفقا للنصائح الواردة في بروتوكولات الجمعية الدولية لطب الأطفال.
ويبدأ الطفل في النطق بالكلمات عندما يبلغ من العمر ما بين 18 و24 شهراً، بما يعني أن حدوث هذه التطورات النفسية والعاطفية بهذه المراحل العمرية تنبئ بأن الطفل لن يعاني من صعوبات في التعلم.
وكشف دليل لرصد التخلفات الذهنية أن نسبة الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم بالمدارس تتراوح بين 2 و10%، حيث إن نسبتهم في الولايات المتحدة تصل إلى 5%، في حين تبلغ نسب الأطفال والشباب المتسربين من التعليم جراء هذه المشكلة في العالم 40% من النسبة الإجمالية للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم.
وعادة ما يصاحب الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم مشكلات انعدام الثقة وضعف العزيمة وعدم تقدير الذات وعجز في المهارات الاجتماعية.
اختلاف الثقافات
وأشارت ماجدة كامبيا الأستاذة بجامعة نيويورك، إلى أهمية التحاق الأطفال بالمدارس المناسبة لثقافاتهم؛ حيث ثبت أن الأطفال الذين ينتمون إلى ثقافات وعرقيات مختلفة عن تلك السائدة في مدارسهم قد ترفع من نسب صعوبات التعلم التي قد يواجهونها.
وتؤكد كامبيا أهمية التشخيص للتغلب على صعوبات التعلم التي يواجهها الأطفال، حيث تتعدد أسباب هذه الظاهرة، ومن المفضل إجراء فحوصات على الجهاز السمعي والبصري للطفل الذي يعاني من صعوبات في التعلم؛ لأن المشكلة قد تعود، كما أسلفنا إلى مشكلات سمعية أو بصرية.
دور الآباء
تؤكد كامبيا أن للآباء والأمهات دورا مهما في مساعدة أطفالهم على التغلب على الصعوبات التي يواجهونها في مراحلها الأولى، بجانب المعلمين وأطباء الأطفال والأطباء النفسيين؛ ولذا فإن توجيه الأطباء النفسيين للآباء والأمهات هام للغاية للتقليل من الضغوط التي يمارسونها على أطفالهم.