طفلة من الماضي و توأمان من أبوين مختلفين .. أغرب 5 حالات ولادة

في زحمة الحياة اليومية وتكرار الأخبار، تظهر بين الحين والآخر حكايات غريبة تقلب كل الموازين وتدفعك لتساؤل بسيط: "هل هذا حقيقي؟ ".
فمن غرف الولادة إلى عناوين الصحف العالمية، نأخذكم اليوم في جولة عبر خمس من أغرب، وأندر، وربما أكثر القصص غرابة، حدثت في لحظات الميلاد الأولى.
أولا: توأمان بعامين مختلفين
تخيل أن تقيم عيد ميلادك في ليلة رأس السنة، بينما يحتفل شقيقك التوأم في اليوم التالي في عام مختلف.
هذا ما حدث بالضبط في تكساس ليلة رأس السنة 2021 – 2022، عندما وُلد ألفريدو في الساعة 11:45 مساء من يوم 31 ديسمبر 2021، بينما انتظرت أمه 15 دقيقة أخرى لتلد شقيقه أيلين، في الدقيقة الأولى من عام 2022.
ورغم أن ولادة التوائم بفرق دقائق شائعة، فإن وقوعها على جانبي تاريخ سنة جديدة هو أمر نادر جدا، إلا أن هذا الحدث يحمل تأثيرا طريفا وغريبا.
ثانيا: توأمان من أبوين مختلفين
قد تبدو الفكرة مستحيلة، لكن الطب له رأي آخر، ففي فيتنام، صُدم زوجان عندما لاحظا أن أحد التوأمين لا يشبه الآخر إطلاقا، وبعد إجراء فحص الحمض النووي، ظهرت المفاجأة، وهي أن الطفلين جاءا من بويضتين مختلفتين، لكن كل واحدة خُصبت من رجل مختلف في ظاهرة طبية نادرة تُعرف باسم "الإخصاب المزدوج من والدين مختلفين" .
وتطلق المرأة عادة خلال الدورة الشهرية بويضة واحدة، لكن في حالات نادرة قد تُطلق بويضتين في وقت قريب، وإذا مارست المرأة الجنس مع رجلين مختلفين خلال فترة الإباضة القصيرة (عادة في غضون 3–5 أيام)، يمكن أن تُخصب كل بويضة بحيوان منوي مختلف، والنتيجة حمل توأمي، لكن كل جنين له أب مختلف.
وفي عام 2019، لاحظ أب في فيتنام أن أحد التوأمين لا يشبهه ولا يشبه شقيقه التوأم، وبعد إجراء اختبار الحمض النووي، اكتشف أن أحد الطفلين هو ابنه البيولوجي، أما الطفل الآخر فكان من أب مختلف تماما، والسبب أن الأم قد مارست علاقة جنسية مع رجلين في وقت متقارب، دون علمها بإمكانية حدوث هذا الأمر.
ثالثا: طفلة من التسعينيات تولد في 2017
في حادثة طبية نادرة تُشبه السفر عبر الزمن، شهدت الولايات المتحدة ولادة طفلة من جنين تم تجميده قبل أكثر من ربع قرن، مما جعلها تلقب إعلاميا بـ"الطفلة القادمة من الماضي".
الطفلة، التي حملت اسم إيما ويل ريد جيبسون، وُلدت في نوفمبر 2017 بولاية تينيسي الأمريكية، لكن المفاجأة أن الجنين الذي تكونت منه تم تجميده في 14 أكتوبر 1992 ، أي قبل ولادتها بـ25 عاما كاملة.
وكان الوالدان، تينا وبنجامين جيبسون، يواجهان صعوبات في الإنجاب، إلى أن لجآ إلى ما يُعرف بـ"تبنّي الأجنة المجمدة"، وهي تقنية تسمح للأزواج العقيمين بالحمل باستخدام أجنة تم التبرع بها من قبل أزواج آخرين سبق وأن خضعوا للتلقيح الصناعي.
"المثير في القصة أن الأم تينا وُلدت عام 1991، ما يعني أن الجنين كان محفوظا بالتجميد منذ أن كانت هي نفسها طفلة لا تزال تحبو، وقد تكون إيما أكبر أبنائي سنا من الناحية التقنية"، هكذا قالت تينا مازحةً في تصريحات لوسائل الإعلام، مضيفة أنها لم تكن تتوقع أن يصبح حملها الأول بهذا الشكل الاستثنائي.
وفقًا لمركز التبرع بالأجنة الذي أشرف على العملية، فإن إيما تُعد واحدة من أطول الأجنة المجمدة زمنا والتي تنجح في النمو والولادة، وقد أكد الأطباء أن الجنين لم يتأثر إطلاقا بفترة التجميد الطويلة، بفضل تقنية التبريد العميق بواسطة النيتروجين السائل.
وهذه الواقعة أعادت إلى الواجهة نقاشا واسعا حول تقنيات التخصيب، وعمر الأجنة المجمدة، والآفاق الأخلاقية والعلمية لتبني أجنة "قادمة من الماضي".
ورغم الغرابة، يبقى الأهم بالنسبة لعائلة جيبسون أن إيما وصلت سليمة، بصحة جيدة، وحملت معها رسالة إنسانية تقول: "لا شيء مستحيل في زمن العلم".
رابعا: الحياة تولد من الرماد.. الطفلة "نور" في بيروت
في مساء الرابع من أغسطس 2020، هز انفجار ضخم العاصمة اللبنانية بيروت، مخلفا دمارا واسعا في المرفأ والمناطق المجاورة. وسط هذا المشهد الكارثي، وُلدت الطفلة "نور" في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، الذي تضرر بشدة من الانفجار.
وكانت الأم في غرفة الولادة عندما وقع الانفجار. تحطمت النوافذ، وانقطعت الكهرباء، وعم الذعر أرجاء المستشفى. رغم ذلك، تمكن الفريق الطبي من إتمام عملية الولادة بنجاح، مستخدمين أضواء الهواتف المحمولة لإنارة الغرفة، ووُلدت "نور" سليمة، لتكون رمزا للأمل والحياة في وجه الموت والدمار.
وانتشرت صورة لممرضة في المستشفى تحمل ثلاثة أطفال حديثي الولادة وسط الركام، في مشهدٍ يُجسّد الشجاعة والتفاني، والتُقطت الصورة من قبل المصور بلال جاويش، الذي وصف الممرضة بـ"القديسة" نظرا لهدوئها وإصرارها على حماية الأطفال رغم الفوضى المحيطة.
وأصبحت "نور" رمزا للأمل والصمود في لبنان، حيث جسدت ولادتها الحياة التي تستمر رغم كل الصعاب.
خامسا: حمل داخل حمل.. عندما يفاجئك الجنين الثاني
في ظاهرة طبية نادرة تُشبه الخيال العلمي، شهدت بعض النساء حالات حمل غير تقليدية، حيث حملن بطفلين في رحم واحد، وُلد أحدهما في وقت مبكر عن الآخر، رغم أنهما توأمان. تُعرف هذه الظاهرة بـ "التوأم المتأخر التكوين" وهي حالة نادرة جدا في البشر.
وتحدث هذه الظاهرة عندما تُخصب بويضة ثانية وتُزرع في الرحم بعد أن يكون هناك جنين آخر قد بدأ في النمو، وعادة، بعد حدوث الحمل، يتوقف الجسم عن إطلاق البويضات الجديدة، مما يجعل حدوث حمل جديد أثناء الحمل الأول أمرا نادرا جدا، ومع ذلك، في حالات نادرة، يمكن أن يحدث هذا التخصيب الثاني، مما يؤدي إلى وجود جنينين في مراحل نمو مختلفة داخل نفس الرحم.
وعلى الرغم من ندرة هذه الظاهرة، فقد تم توثيق بعض الحالات في الأدبيات الطبية، منها حالة في تكساس، حيث تم الإبلاغ عن حالة لامرأة في تكساس أصبحت حاملا أثناء حملها الأول، مما أدى إلى ولادة توأمين وُلد أحدهما في وقت مبكر عن الآخر، رغم أنهما توأمان، وحالة أخرى في بيرث بأستراليا وتعود لعام 2023، حيث وُلد توأمان أحدهما في وقت مبكر عن الآخر، رغم أنهما توأمان.
ويعتقد الأطباء أن حدوث "التوأم المتأخر التكوين" يتطلب ظروفًا استثنائية، مثل وجود فترات إباضة متعددة أو استخدام تقنيات مساعدة على الإنجاب، ومع ذلك، تبقى هذه الظاهرة نادرة جدا، ولا توجد إحصائيات دقيقة حول حدوثها.