الطفل ريان يعيد إلى الأذهان مأساة "أطفال الكهف".. 17 يوماً من المعاناة (صور)
أعاد الحادث المأساوي لسقوط الطفل المغربي ريان في بئر عميقة وضيقة بإقليم شفشاون بشمال المغرب، إلى الأذهان واقعة "أطفال الكهف" في تايلاند، كما أطلقت عليها وسائل الإعلام عام 2018.
وكان الصغير البالغ 5 سنوات سقط بشكل عرضي ليل الثلاثاء في بئر جافة يبلغ عمقها 32 متراً لكنّ قطرها ضيق يصعب النزول إليه.
وقال مصدر من السلطات المحلية إن جهود إنقاذ الطفل ريان التي دخلت يومها الثالث، بلغت مرحلة "حساسة" نظراً لمخاطر انجراف التربة، مشيراً إلى أن أشغال حفر نفق مواز للبئر بلغت عمق 28 متراً، ويسعى المنقذون للنفاذ من هذا النفق لإنقاذ الطفل ريان العالق في البئر العالق بها.
وتمكنت فرق الإغاثة من إيصال الماء والأكسجين عبر أنابيب إلى الطفل ريان، فيما وُضعت طائرة مروحية طبية رهن الإشارة في مكان الحادث لتنقله إلى أقرب مستشفى حال إخراجه.
أطفال الكهف
في 23 يونيو/حزيران 2018، حوصر فريق "الخنازير البرية" لكرة القدم مع مدربهم أثناء استكشافهم لمجمع الكهوف بعد تدريب على كرة القدم حيث غمرت مياه الأمطار الغزيرة الأنفاق.
واجتذبت جهود الإنقاذ اهتمام وسائل إعلام عالمية ومئات الصحفيين حول العالم.
ونجح غواصون في إخراج 12 طفلاً (تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً) ومدربهم، علقوا 17 يوماً في كهف، شمالي تايلاند، بعدما غمرته مياه الفيضانات.
وعثر الغواصون على "أطفال الكهف" بعد انقطاع تام عن العالم الخارجي لقرابة 9 أيام، وبدأت محاولات إخراجهم تسابق الزمن خشية تدهور الأحوال الجوية أكثر.
وشارك في هذه المهمة 90 غواصاً، 40 من تايلاند و50 من دول أخرى.
وروى 12 فتى هم أعضاء الفريق ومدربهم بعد إنقاذهم من الكهف المغمور، تفاصيل معاناتهم في أول ظهور علني لهم على شاشات التلفزيون، ولوحوا للناس وابتسموا وهم يحيونهم.
وارتدى أعضاء فريق "الخنازير البرية" قمصان "تي. شيرت" عليها رسم باللون الأحمر لخنزير بري وحمل كل منهم كرة ضمها إلى صدره وانحنى برأسه أثناء مروره أمام الحضور، قبل أن يتناقلوا الكرات في حركات بسيطة بالمكان.
ووضعت لافتة كتب عليها "إعادة الخنازير البرية إلى ديارها" بمكان استقبالهم الذي صمم كنسخة مصغرة من ملاعب كرة القدم.
وقال أحد الفتية واصفاً كيف تمكنوا من البقاء على قيد الحياة في الأيام الصعبة التي قضوها داخل الكهف الواقع في إقليم تشيانج راي في شمال تايلاند: "قلت للجميع أن يقاوموا وألا ييأسوا".
وتحدث فتى آخر يدعى ادول سام-أون (14 عاماً) عن لحظة عثور غواصين بريطانيين عليهم داخل غرفة مغمورة بالمياه على مسافة بضعة كيلومترات داخل الكهوف، وقال: "كان سحراً.. فكرت طويلا قبل أن أتمكن من الرد على أسئلتهما".
وقال مدربهم إيكابول تشانتاوونج الذي نسب إليه بعض أولياء الأمور الفضل في الحفاظ على حياة الفتية إن الترتيب الذي خرجوا به من الكهف لم يعتمد على حالاتهم الصحية، مضيفاً: "الفتية الذين يسكنون في أماكن أبعد هم من خرجوا أولاً ليبلغوا الجميع بأن بقية الفتية بخير".
وشدد رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوتشا على أنه ينبغي اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية لحماية الراغبين في زيارة الكهف.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zMCA= جزيرة ام اند امز