هل يدفع أبناء المشاهير ضريبة تصرفات والديهم؟ "العين الإخبارية" تبحث أسباب الخلل
تختلف الظروف والأحوال التي ينشأ فيها الأبناء داخل محيطهم الأسري، فكما يهنأ بعضهم بالهدوء والسكينة يواجه آخرون عقبات.
فما إن يخطو الطفل خطواته الأولى، ربما تقوده الظروف إلى العيش في أجواء يسودها عدم الاستقرار، ويكون ضحية لخلافات أسرية فرقت بين والديه، أو يدور حوله نزاع يسعى خلاله الأب أو الأم لكسبه إلى طرفيهما.
وسط هذه الأجواء التي تشوبها حالة عدم الاستقرار، نشأ عدد من الصغار في ظروف غير آمنة، وهو ما عانى منه بعض أبناء المشاهير، منهم على سبيل المثال لا الحصر "لينا" و"تيتوس" ابنا الفنان المصري أحمد الفيشاوي، فالأولى سبق أن هاجمت والدها بضراوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعدم اهتمامه بالإنفاق عليها بحسب زعمها.
كذلك سبق أن شنت ابنة لاعب كرة القدم المصري حسني عبدربه هجومًا لاذعًا على والدها، جراء انفصاله عن والدتها وزواجه من أخرى، وغيرها من الأمثلة التي بدا خلالها أبناء المشاهير غاضبين من أبويهم.
كل هذه المقدمات، دفعت كثيرين للتساؤل بشأن ما يمكن أن يعود بالسلب على الأبناء حال نشأتهم في ظروف أسرية غير مستقرة، وهو ما حاولت "العين الإخبارية" الوقوف عليه خلال السطور التالية.
أسباب الخلل
قال الدكتور طه أبوالحسن، أستاذ علم الاجتماع، إن أقطاب الأسرة ثلاثة هم الأب والأم والابن، موضحًا: "حينما يكون الطفل في أحضان أسرة بهذه المواصفات تكون مثالية أو أقرب من المثالية، وتنتج طفلًا سويًا وإنسانًا مكتمل البناء النفسي والبدني والثقافي والعلمي، أي يكون مكتملًا بشكل كبير".
أضاف "أبوالحسن"، لـ"العين الإخبارية"، أنه في حال فقدان الطفل أحد الأبوين في الأسرة، أو تطاحن طرفي الأسرة الأب والأم، يكون الطفل هو الضحية الأولى لهذا النزاع، أما إذا كانت الظروف طبيعية رغم انفصال الوالدين فيحدث هذا تقليصا للحالة السلبية التي يعيشها الصغير.
نوه أستاذ علم الاجتماع بأن استمرار صراعات الأب والأم لها آثار سلبية على الطفل تصل إلى "فقدان البناء المعرفي والبدني، بما يُخرج شخصا غير متوافق مع المجتمع وغير راض عن نفسه، كما يكون عدوانيا وعنيفا": "هذا العنف يلقي بظلاله على المجتمع ككل مع مرور الوقت".
عوامل وراثية
فيما كشف الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الكلام المثار حول الأبناء بشأن خلافات والديهم قد ينتج عنها تكون شخصيات غير سوية.
وأشار "فرويز"، لـ"العين الإخبارية"، إلى أن العامل الوراثي له دور في تكوين شخصية الأبناء، الذين بدورهم يصبون جام غضبهم تجاه الأب والأم حال نشأتهم في ظروف مليئة بالمشكلات "هم يتأثرون بالضغوط ويعانون من التنمر".
ما سبق، أكد عليه الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي، فيذكر أن نشأة الأطفال في أجواء غير سوية يمكن أن تخرج أناسا لديهم استعداد للمعاناة من اضطراب انفعالي أو نفسي، وهو ما قد تعاني منه الأم كذلك.
وأوضح "الباسوسي"، لـ"العين الإخبارية"، أن التصرفات غير السوية أمر متوقع بالنسبة للأبناء الذين ينشأون في مثل هذه الظروف، بخلاف العامل الوراثي المهم في هذه المعادلة بحسب إشارته "الابن يرث بطبيعة الحال جينات والده ووالدته".