بعد الموافقة على "فايزر".. مزايا تطعيم المراهقين ضد كورونا
خبر سار تلقاه الآباء بإقرار أحد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا للأطفال من عمر 12 عاما، ما يعد بقرب عودتهم لممارسة الحياة بشكل طبيعي.
ورغم تخوف البعض من تلقيح صغارهم ضد "كوفيد-19"، نصح الخبراء الأهالي بالنظر إلى المزايا التي تعود على الأطفال من التطعيم ضد الفيروس، والنظر لتجارب الكبار في هذا الإطار.
بعد كندا، وافقت الولايات المتحدة بتاريخ 10 مايو على لقاح كورونا الذي أنتجته شركتا (فايزر/بيونتك- BioNTech / Pfizer)، للأطفال والمراهقين من سن 12 عامًا.
مميزات تلقيح الأطفال ضد كورونا
عند مواجهة عدوى شرسة لا يوجد شيء فعال مثل اللقاح لحماية الجميع، صغارا وكبارا، هذا ما أثبتته الانتصارات التاريخية للصحة العامة، مثل المعركة ضد شلل الأطفال، ولقاح التهاب الكبد الوبائي والمكورات الرئوية التي أنقذت حياة 1.45 مليون طفل منذ عام 2000.
الآن الخبر السار اعتماد لقاح لمن هم في سن 12 عامًا أو أكبر، وبحلول فصل الخريف قد يكون لدينا لقاح للأطفال الأصغر سنًا أيضًا.
موقع (Hartford Courant) الأمريكي استعرض المزايا التي تعود على الأطفال بعد التطعيم ضد "كوفيد-19" على لسان الدكتور لي سافيو بيرز، طبيب أطفال ورئيس الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، كالتالي:
1- ممارسة الحياة بشكل طبيعي
يرغب كثير من الآباء في عودة أطفالهم لحياتهم الطبيعية قبل جائحة كورونا، بداية من الذهاب للمدرسة مرورا باصطحابهم إلى دور السينما والمتنزهات الترفيهية، وانتهاء بقضاء الإجازات الصيفية والذهاب إلى الشاطئ أو المسبح والمخيمات الصيفية والتجمعات مع الأصدقاء، لذا يعد تطعيمهم ضد الفيروس أمرا ضروريا يمنحهم حماية كبيرة ضد الوباء مع فرصة حقيقية لاستئناف حياتهم بشكل صحي وممتع.
مع الأخذ في الاعتبار أنه خلال التجارب السريرية لم يصب أي من المراهقين الذين تلقوا اللقاح بكورونا فيما بعد، ما يجعل مصل فايزر واحدًا من أكثر اللقاحات فعالية لدينا للحماية من المرض.
وكانت الآثار الجانبية لهذه الفئة شبيهة بتلك التي عانى منها البالغون: وجع الذراع، والتعب، وأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا التي عادة ما تختفي بعد يوم أو نحو ذلك.
2- الحماية من أعراض كورونا الشديدة
صحيح أن معظم الأطفال الذين يصابون بالفيروس التاجي يعانون من أعراض خفيفة، لكن البعض يمرض بشدة.
ووفقا للأرقام الرسمية، تم نقل ما يقرب من 14000 طفل أمريكي إلى المستشفى بسبب فيروس كورونا بين مارس 2020 ومارس 2021، كما توفي 279 طفلاً منهم، لكن لا يمكننا التكهن بأي من الأطفال سيصابون بمرض شديد، لذا تطعيم الصغار يزيل هذا التخمين.
3- تجنب الآثار طويلة المدى لعدوى كورونا
رغم أن تفشي فيروس "كوفيد-19" بدأ قبل نحو 17 شهرا، فإن العلماء والمختصين لا يزالون غير مدركين تماما لطبيعة الآثار طويلة المدى لعدوى كورونا خاصة على الأطفال.
ووفقًا لتقارير المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، هناك أدلة مبكرة على أن بعض الأطفال المصابين بعدوى خفيفة من كورونا أو عديمة الأعراض قد يستمرون في تطوير أعراض طويلة الأمد، مثل التعب وآلام العضلات والمفاصل ومشاكل في الجهاز التنفسي، لذا يعد تطعيم الأطفال بجرعتين من لقاح فايزر المضاد للفيروس الوبائي فرصة جيدة لحمايتهم من الآثار طويلة المدى للعدوى.
4- مناعة مجتمعية لمن لا يمكنهم التطعيم بعد
حتى أولئك الذين لا يمكن تطعيمهم بعد، مثل الأطفال حديثي الولادة، يتم منحهم بعض الحماية عندما تكون هناك مناعة مجتمعية، لأن المرض ليست لديه فرصة كبيرة للانتشار.
ومن المعروف أنه كلما زاد عدد الذين تم تطعيمهم ضد الفيروس، بما في ذلك المراهقون والأطفال، زادت القدرة على حماية المجتمع من عدوى كورونا.
ما هي فوائد تطعيم المراهقين ضد كورونا؟
الدكتور سيرج ألارد، طبيب الأطفال ورئيس جمعية طب الأطفال في لوكسمبورج، كانت له رؤية بشأن إقناع الآباء بتلقيح صغارهم ضد فيروس كورونا المستجد.
وقال "ألارد"، في حديث مع موقع (Luxembourg)، إن نحو 15% من الناس يعارضون أي نوع من التطعيم بشكل عام.
وأضاف: "الأعراض طويلة الأمد، وإمكانية انتقال العدوى، وفرصة توفير الأطفال بيئة للفيروس للتحول إلى متغير أكثر خطورة أو مقاومة، هي بعض الحجج التي تتحدث عن تطعيم أكبر عدد ممكن من الشباب".
وأوضح أن "فيما يتعلق بالانتقال، تتزايد الأدلة على أن اللقاحات قد تمنع بالفعل انتقال الفيروس، لذا يمكن أن يكون لتطعيم الأطفال آثار غير مباشرة مفيدة على المجتمع الأوسع"، متوقعا أن يستغرق الأمر بعض الوقت قبل بدء تلقيح الأطفال الأقل من 16 عامًا.
مزايا تلقيح الصغار ضد الفيروس التاجي كثيرة، استعرضها رئيس جمعية طب الأطفال في لوكسمبورج كالتالي:
1- حماية الأطفال الضعفاء الذين قد يقودهم الفيروس إلى غرفة العناية المركزة.
2- عودة الأطفال إلى الحياة الطبيعية في المدرسة دون تعليم منزلي.
3- ممارسة الصغار حياتهم دون أقنعة أو تباعد اجتماعي والالتقاء مع الأصدقاء وقضاء وقت ممتع.
4- تعزيز صحتهم النفسية التي تدهورت كثيرا خلال الجائحة.
رؤى متباينة لتطعيم الأطفال ضد كورونا
الضوء الأخضر الذي منحته هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للقاح الشهير جاء استنادا إلى دراسة أجرتها فايزر/بيونتك على 2260 طفلا تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا.
في التجربة السريرية، لم تكن هناك حالات إصابة بالفيروس التاجي في 1131 طفلًا تلقوا لقاح فايزر، و16 حالة من بين 1129 طفلًا في مجموعة الدواء الوهمي.
ووجدت التجربة أيضًا أن المراهقين الذين تم تلقيحهم لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة في دمائهم، وهي إشارة إلى أنهم طوروا مناعة وقائية قوية.
حاليا تجري وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) مراجعة الموافقة على لقاح كورونا لهذه الفئة العمرية في أوروبا، ومن المتوقع إصدار قرارها في يونيو/حزيران، وأيضا بدأت موديرنا دراسة مماثلة للقاح الشهر الماضي، حيث يبحث العلماء عن إجابات لأسئلة مهمة تتعلق بسلامة وفعالية هذه اللقاحات للأطفال.
لكن منظمة الصحة العالمية كانت لها رؤية مغايرة، إذ حثت الدول الغنية على إعادة النظر في خطط تطعيم الأطفال بلقاحات كورونا والتبرع بها للدول الفقيرة.
وبحسب ما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، قال مدير عام الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إنه على الدول الغنية التبرع لبرنامج "كوفاكس" بلقاحات كورونا، بدلًا من إعطائها للأطفال والمراهقين.
وتابع: "ذلك يضمن حصول الأشخاص الأكثر احتياجًا في جميع الدول، إذ لا تزال الدول الفقيرة تلقح العاملين الصحيين والفئات الأكثر ضعفًا".
أما الدكتورة سارة أوليفر، من المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي (CDC)، فكشفت عن خطورة عدم تطعيم الصغار بعد ثبوت إصابة الملايين منهم بـ"كوفيد-19"، وقالت إن "المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا معرضون لخطر الإصابة بمرض خطير من الفيروس التاجي".
وأضافت: "تم الإبلاغ عن أكثر من 1.5 مليون حالة وأكثر من 13000 حالة دخول إلى المستشفى حتى الآن بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا".
وتابعت: "التقديرات المعدلة أظهرت أيضا أن 22 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا أصيبوا بفيروس كورونا، وهو ما يمثل 19٪ من جميع الإصابات".
إضافة إلى ذلك، أصبح من الواضح أن المراهقين والأطفال هم مصدر انتشار فيروس كورونا ويشكلون نسبة أكبر من العدوى، وفقا للطبيبة المختصة.
وأوضحت: "البالغون الذين يعيشون في منزل مع طفل يعمل في مدرسة شخصية بدوام كامل لديهم زيادة في احتمالات الإبلاغ عن الإصابة بفيروس كورونا".
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuMjQ5IA== جزيرة ام اند امز