3 أسابيع = سنة كاملة.. أطفال غزة «الأموات» يصدمون الأرقام الحسابية
3 أسابيع تساوي عاما كاملا.. معادلة تعجز قوانين الرياضيات عن حلها، لكن أطفال غزة تكفلوا باختصار الزمن، حتى وإن كان الأمر بأرواحهم.
3 أسابيع من عُمر الحرب الإسرائيلية، تفوقت على عام كامل، في نزيف الطفولة بمناطق النزاعات، فتلك الأيام المعدودة نهشت من مخزون البراءة في قطاع غزة، أكثر مما فعل عام كامل حول العالم منذ 2019.
وفي بيان ثقيل، قالت منظمة إنقاذ الطفولة إن عدد الأطفال الذين قُتلوا في قطاع غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية يفوق عدد الأطفال الذين قُتلوا في مناطق النزاعات الأخرى، سنويًا منذ عام 2019.
المنظمة فصّلت الألم، وكتبت في بيانها، إن 3457 طفلاً قتلوا في غزة، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، حتى ظهر أمس الإثنين، استنادا إلى الأرقام المعلنة من وزارة الصحة في القطاع، قبل أن تحدث الوزارة الرقم اليوم بـ"3542".
ونقلا عن أرقام من السلطات الصحية المحلية، أوضحت المنظمة الدولية غير الحكومية، أن 33 طفلا آخرين قتلوا في الضفة الغربية المحتلة، كما قتل 29 طفلا في إسرائيل.
أما منظمة اليونيسيف، فتحدثت اليوم الثلاثاء، عن بلاغات بفقدان 940 طفلا في غزة، ما يمكن أن يزيد عدد القتلى من الأطفال بشكل كبير.
مقارنات صادمة
وبالمقارنة، قُتل 2985 طفلاً في النزاعات المسلحة حول العالم في عام 2022.
و2515 في عام 2021.
و2674 في عام 2020.
و4019 في عام 2019، وفقاً للتقارير السنوية للأمين العام للأمم المتحدة حول الأطفال والنزاعات المسلحة.
وقالت داليا العوقاتي، رئيسة الشؤون الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفولة، في تصريحات صحفية: "هؤلاء أطفال كان لديهم مستقبل، وكانت أمامهم حياة، ولديهم عائلات أحبتهم".
وأضافت: "علينا أن نفعل كل ما في وسعنا للتأكد من عدم استمرار هذه الانتهاكات الجسيمة. هذا يشمل الدعوة إلى وقف إطلاق النار، الآن".
واعتبرت أن رؤية المقارنة بين الأسابيع الماضية، وأعوام كاملة، "أمر مثير للدهشة حقاً"، مضيفة "هذا أمر مروع. والحقيقة هي أن هذا يحدث أمام أعيننا".
ومنظمة إنقاذ الطفولة هي واحدة من عدة منظمات، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية والفاتيكان، تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في المنطقة.
وأكدت رئيسة الشؤون الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفولة، أن"وقف إطلاق النار أمر ضروري لحياة وبقاء أكثر من مليون طفل في غزة".
وأوضحت: "باعتبارنا منظمة مساعدات إنسانية، وباعتبارنا منظمة مساعدات محايدة وغير متحيزة، يمكننا أن نقول لكم إن التأثير كان هائلاً. لقد حذرنا من وقوع كارثة. نحن في الكارثة".