الحضانات في مصر.. تعليم "أونلاين" ومنهج "دليفري"
مسؤولو الحضانات التعليمية في مصر يضعون شروطا لقبول الأطفال الذين تتم متابعتهم عبر منصة "زوم" ومن أهمها ألا يقل عمر الطفل عن 3 سنوات
أدى تفشي فيروس كورونا إلى تغيير معالم الحياة في العديد من دول العالم، وكان آخر ما وصلت إليه رياح التغيير حضانات الأطفال في مصر، خاصة بعد قرار عودتها للعمل من جديد، حيث أصبح الصغار يتلقون دروسهم "عن بُعد" بواسطة المنصة الإلكترونية "زوم" مثلما يحدث مع الكبار في المراحل الجامعية أو ما قبلها.
وقسمت أغلب حضانات محافظتي القاهرة والجيزة، خريطة عملها خلال الجائحة إلى طريقتين، الأولى أن يتم اختيار الأطفال بنسبة 25% للحضور إلى مقر الحضانة على أن تكون الأولوية في الاختيار للأمهات العاملات، والثانية أن يتلقى الباقون دروسهم عبر المنصة الإلكترونية بتكلفة مالية أقل.
ووضعت أغلب الحضانات شروطا لقبول الأطفال الذين يتم متابعتهم تعليميا عبر المنصة الإلكترونية ومن أهمها ألا يقل عمر الطفل عن 3 سنوات، وأن يتواجد معه أحد أفراد أسرته يوميا وبشكل منتظم خلال فترة الجلسة التعليمية التي يتلقاها عبر منصة "زوم".
وتروي نورا عبدالهادي، ربة منزل، تجربة طفلتها مع المنصة الإلكترونية "زوم"، وتقول: "عقب قرار العودة تواصلت مع حضانة ابنتي بمنطقة الهرم، وقيل لي إن العدد اكتمل، ولكن توجد أماكن شاغرة للأطفال الذين يستخدمون منصة زوم بتكلفة مالية أقل على أن أقوم بدفع ألف جنيه بدلا من ألفين وثمانمائة سعر المصروفات الفعلي".
وتضيف لـ"العين الإخبارية": "المنهج الصغير البسيط يتم توصيله للمنزل بواسطة مندوب تابع للحضانة، وتكون مدة الجلسة التعليمية على المنصة الإلكترونية 40 دقيقة يوميا عدا الجمعة والسبت، ويتم فيها تعليم الطفل القراءة والكتابة وأشكال الحيوانات ورسم بعض الأشكال".
آية سامي، موظفة، وأم لـ3 أولاد، تروي تجربة نجلها الأصغر مع منصة "زوم"، قائلة: "نجلي الأصغر يبلغ من العمر 3 سنوات، وكان يمر بحالة نفسية سيئة خلال فترة غلق الحضانة، وعقب قرار العودة خشيت من إلحاقه بها خوفا عليه من عدوى كورونا، لذا لم أجد أمامي أنسب من التعليم عن بُعد حتى ألحق به نجلي".
وأضافت: "لجأت لاختيار التعليم عن بعد لسببين، أولهما أن يسترجع ابني المعلومات التي حصل عليها قبل كورونا من خلال تفاعله مع مُدرسته وزملائه، وثانيا، لتحسين حالته النفسية خاصة أنه بعد رؤيته أصدقاءه عبر المنصة كان سعيدا للغاية وبدأ يهتم يوميا بفتح اللاب توب لرؤيتهم والتفاعل معهم".
ومن جانبه علق الدكتور عاطف عدلي، عميد كلية رياض الأطفال بجامعة القاهرة، على "تعليم أطفال الحضانات عن بُعد"، قائلا: "انتشار فيروس كورونا يعد السبب الرئيسي الذي دفع الحضانات للدخول في عالم التعلم عن بُعد، خاصة في ظل مخاوف الجميع من إصابة الصغار بعد العودة لمقر الحضانة مرة أخرى".
وعن تقييم هذه التجربة الحديثة، قال لـ"العين الإخبارية": "هذه الخطوة إيجابية جدا لأننا اكتشفنا أسلوبا تعليميا جديدا، ومن الممكن ممارسته مع الأطفال بعد انتهاء الجائحة ولكن من الأفضل أن يكون عن طريق المزج بين الأسلوبين التعليم المباشر والتعليم عن بُعد حتى نثقل الطفل بممارسات تعليمية جديدة تؤهله مبكرا لمواكبة التطور التكنولوجي الذي سيقدم عليه مستقبلا في المدارس والجامعات".