التعليم عن بعد.. خبراء مصريون يكشفون التحديات وعوامل النجاح
خبير مصري بمجال التعليم عن بعد يؤكد ضرورة تدخل الأسرة بشكل مباشر خلال التوقيت الذي يتلقى فيه الطالب الدورس التعليمية لمراقبته ومتابعته
دفع انتشار فيروس كورونا بالعديد من دول العالم الحكومات المختلفة لتطبيق منظومة التعليم عن بعد بشكل سريع سواء للتعليم الجامعي أو ما قبله، لضمان استمرار العملية التعليمية بصورة منتظمة وعدم تأثر الطلاب تعليميا بسبب هذه الجائحة.
وعن أهم أسباب تطبيق منظومة التعليم عن بعد في مصر قال الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني، إن فيروس كورونا المنتشر حاليا بالعديد من دول العالم كان سببا رئيسيا لتطبيق المنظومة بشكل سريع لتفادي مخاطر إصابة الطلاب في المدارس أو الجامعات المصرية ولوضع الطلاب على أول طريق التعلم بالتكنولوجيا بواسطة العالم الافتراضي.
وأضاف "مجاهد" لـ"العين الإخبارية"، أن الحياة التعليمية بعد كورونا ستختلف تماما خلال الفترة المقبلة نظرا لأن التعليم الافتراضي سيفرض نفسه بقوة في ظل انتشار وتجدد التكنولوجيا يوما تلو الآخر خاصة في ظل انجذاب الطلاب بمراحلهم المختلفة لهذه الحياة التعليمية الجديدة التى تشجعهم لتلقي دروسهم عبر المنصات الإلكترونية أو البرامج التلفزيونية المخصصة للمجال التعليمي خلال الوقت الذي يناسبهم دون قيود.
وحدد نائب وزير التعليم المشكلة الرئيسية التى تواجه العديد من الدول العربية خلال تطبيقها لمنظومة التعليم عن بعد، والمتمثلة في مرحلة التقييم للطالب من خلال الامتحانات الافتراضية، وقال: "مرحلة تقييم الطلاب هي الأصعب حتى الآن خلال تطبيق منظومة التعليم عن بعد، فالجميع لا يستطيع تقييم الطلاب من خلال اختبارات افتراضية لصعوبة تنفيذها وضمان سلامة مراقبة الطلاب بصورة محكمة، والكل يلجأ للاختبارات المباشرة".
وفضل الدكتور مصطفى النشار، الخبير المصري في مجال التعليم عن بعد، السير خلال المرحلة المقبلة في طريق التعليم عن بعد والمباشر معا دون إلغاء دور إحدهما حتى يكتسب الطالب سواء الجامعي أو ما قبله جميع المميزات والجوانب الإيجابية التى تفرزها الطريقتان.
وقال النشار لـ"العين الإخبارية": "التعليم عن بعد سيجعل الطالب مكتسبا ومتمكنا لجميع صور التكنولوجيا العصرية التى تتجدد يوما تلو الآخر، أما التعليم المباشر أيضا فسيمنح الطالب العديد من الأمور المهمة مثل الثقافة الوطنية التى يكتسبها أثناء ترديده للنشيد الوطني، وممارسة الرياضة مع زملائه التى تساعده على بناء جسد سليم، فضلا عن أن الأسرة لا تستطيع مراقبة الطالب بشكل مستمر مثلما تفعل المدرسة".
وتطرق للحديث عن كيفية تلقي الطلاب الدورس خلال التعليم الافتراضي، وقال: "بث المواد التعليمية عبر المنصات الإلكترونية أو البرامج التلفزيونية سيزيد من فرص استيعاب الطالب أكثر لأنه يستمع ويشاهد المادة التعليمية أكثر من مرة وفي الوقت الذي يريده".
وأكد النشار ضرورة تدخل الأسرة بشكل مباشر خلال التوقيت الذي يتلقى فيه الطالب الدورس التعليمية عبر المنصات الإلكترونية أو البرامج التلفزيونية وذلك لمراقبته ومتابعته جيدا ومعرفة مدى استيعابه خاصة خلال مرحلة ما قبل قدوم فترة الاختبارات.
ووضع الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، عدة عوامل لنجاح منظومة التعليم عن بعد في الوطن العربي ومصر. وقال: "أول عامل يجب تطبيقه خلال الفترة المقبلة هو تدريب جميع المعلمين وأساتذة الجامعات على فنون التعليم عن بعد من حيث فنون التواصل وكيفية التعامل مع الطلاب بشكل مختلف تماما عن التعليم المباشر، فضلا عن طرق عرض المواد التعليمية".
وأضاف هندي لـ"العين الإخبارية": "تجربة التعليم عن بعد مفيدة جدا خاصة في ظل التطور المستمر، ولكن علينا أن نكون على دراية كاملة بضرورة أن يشعر الطالب بأنه يعيش داخل مجتمع تفاعلي وليس وحيدا أمام منصة إلكترونية أو قناة تعليمية، فإذا أصبح الطالب أسيرا للعزلة ستفشل مهام التعليم الافتراضي وسنرجع خطوات للوراء".
وأكد استشاري الصحة النفسية ضرورة تفعيل الجروبات التعليمية بين الطالب ومعلمه على جميع المراحل التعليمية عبر تطبيقات "واتساب أو ماسنجر" لخلق بيئة تعليمية صحية تفيد الجميع بمن فيهم المدرس سواء في المرحلة الجامعية أو ما قبلها.
وطالب هندي المسؤولين عن تنظيم عملية التعليم عن بعد سواء إلكترونيا أو تلفزيونيا بتفعيل أنشطة المسابقات واستطلاعات الرأى حول القضايا العامة والخاصة داخل وسائل التعليم الافتراضي لجذب الطلاب بمختلف مراحلهم إلى الحياة التعليمية الجديدة، بالإضافة لبث عدد من الفيديوهات لشخصيات عامة مؤثرة إيجابيا في المجتمعات المختلفة.