سيناريوهات الطوارئ.. "العين الإخبارية" تقدم روشتة لإنقاذ الأطفال من المخاطر المحتملة
بمجرد أن يبدأ الطفل خطواته الأولى في المشي تبدأ المخاطر تحيط به، ما يستدعي تدريب الصغير على كيفية حماية نفسه والتصرف في مواقف الطوارئ.
"سيناريوهات الطوارئ" مصطلح يمكن إطلاقه مجازا على مجموعة قواعد يعلمها الآباء والأمهات لأطفالهم في سن مبكرة؛ لحمايتهم من المخاطر العديدة التي قد تطالهم سواء داخل المنزل أو خارجه.
على سبيل المثال، تشمل هذه السيناريوهات كيف يتصرف إذا أخفق في الوصول إلى وجهته سواء نسيها أو تاه في الشارع أو إذا صادفه حريقا أو أغلق باب عليه أو تعرض لأي موقوف قد يسبب له مشاكل.
"العين الإخبارية" تحدثت إلى مختصين عن أهم الطرق لتدريب الطفل على حماية نفسه في حال تعرض للخطر، وأهم المعلومات التي يجب إطلاعه عليها، ومتى تبدأ مرحلة التدريب على سيناريوهات الطوارئ؟.
تهيئة الطفل نفسيا للمواقف الخطرة مهم
الدكتورة ناريمان يوسف، اختصاصي الصحة النفسية في مصر، رأت أن تدريب الطفل من 5 سنوات على سيناريوهات الطوارئ أمر في غاية الأهمية، موضحة أن القائمة تتضمن الأشخاص والأخطار المتعلقة بالأماكن.
وقالت يوسف لـ"العين الإخبارية"، إنه قبل تدريب الطفل على سيناريوهات الخطر يجب تهيئته نفسيا وعدم إصابته بالذعر، فمثلا نخبرهم أن هذه السيناريوهات محتملة وليس بالضرورة أنها ستقع لكن يجب أن تكون على علم بها لتتمكن من التصرف بحكمة إذا حدثت.
واعتبرت أن معظم الأطفال قد يقعون في مشاكل لأنهم يخرجون عن القواعد ويدفعهم الفضول لخوض تجارب غير اعتيادية ما يعرضهم للخطر، لذا على الأهالي التأكيد على ذويهم عدم خوض تجارب جديدة دون وجودهم حتى لا يتعرضوا للمشاكل.
وذكرت: "بالنسبة للأماكن فتشمل القائمة مثلا تعطل الأسانسير أو إغلاقه على الطفل أو اندلاع حريق في مكان وجود الطفل أو إغلاق باب غرفة على الصغير أو حدوث انهيار للمبنى أو أي كارثة طبيعية غيرها".
ورأت أخصائي الصحة النفسية أنه في حالة إغلاق الأسانسير على الطفل يجب تدريب الطفل على أن الخطوة الأولى هو أن يحافظ على تنفسه طبيعيا ويتجنب التوتر ليفكر بهدوء ويستطيع التصرف، وهذا ينطبق على أي باب أغلق عليه سواء باب غرفة أو حمام أو غيرهما.
وأضافت: "في حالة الحرائق فلا يوجد متسع من الوقت ليتنفس بهدوء والتروي، ويجب أن يكون التصرف الأول الذي يدرب عليه هو كيفية حماية نفسه من النيران سواء بالبحث عن أي غطاء أو بطانية يلتف فيها أو باستخدام طفايات الحريق، لذا يجب تدريبه عليها".
وأكملت: "في حالة انهيار مبنى أو ما شابه يجب أن يوعي الأهالي أطفالهم بضرورة حماية الرأس، من خلال الاختباء أسفل طاولة أو أي شيء يحميهم من الإصابة".
في حالة تعرض الطفل للتوهان في الشارع، يجب أن يحافظ على هدوئه ليفكر بشكل صحيح مع التأكيد عليه ألا يتحدث لأي شخص غريب أو يقول له أنه تائه حتى لا يستغل أحد هذا الأمر، ثم يبحث عن شرطي المرور أو أصحاب المحال أو عائلة تمر بالشارع ويسألهم عن المكان الذي يرغب في التوجه إليه، وفقا للمختصة.
وأوضحت ناريمان أن الطفل يجب أن يدرب على حفظ معلوماته الأساسية كالاسم والعنوان ورقم هاتف أحد والديه، مع ضرورة أن يحمل بعض المال حتى إذا اضطر لاستقلال مواصلات يفعل.
وشددت على ضرورة تدريب الصغير على الحفاظ على جسده ومنع أي شخص من الاقتراب منه وحماية حدوده الشخصية، فضلا عن تدريبه على عدم الذهاب مع أي شخص غريب في أي مكان أو السعي للتعرف على أحد أو خوض تجربة جديدة.
تحفيظ الطفل بياناته الأساسية ضروري
الدكتور محمد عبدالظاهر، الخبير التربوي المصري، اعتبر أن استيعاب الطفل هو الفيصل في تحديد الموعد الأنسب لبدء حديث والديه معه عن "سيناريوهات الطوارئ" والمواقف الخطرة التي قد يقع فيها.
وقال عبدالظاهر لـ"العين الإخبارية"، إن الخطوة الأولى التي يجب أن يحرص عليها الأهالي دائما هي حفظ الطفل لبياناته الأساسية، سواء اسمه أو رقمه هاتف والديه أو عنوانه.
ورأى الخبير التربوي أن الطفل لن يتعلم كيف يتصرف في حالات الخطر لمجرد أن والديه أخبراه برد الفعل المناسب في كل حالة، بل يجب أن يرى بنفسه كيف يتصرفان في حالات الطوارئ وسيفعل مثلهما، لأن الأطفال لا تستوعب بالتلقين بل تستخدم نظام المحاكاة أو التقليد.
وتابع: "مثلا لو كان الطفل مع أحد أبويه داخل الأسانسير وتعطل بهما فسيرى ماذا فعل ويفعل مثله عندما يوضع في نفس الموقف، لأن الصغير عندما يتعرض لموقف مشابه سيكون في حالة انفعالية لا تمكنه من التفكير لذا يستعيد تصرف والديه ويفعل مثله".
وشدد على ضرورة أن يكون الآباء والأمهات أكثر اتزانا وحكمة عند التصرف أمام أطفالهم في مواقف الخطر، لأن هذا ما سيسيرون على دربه عند تعرضهم لنفس المواقف، لكن إصابتهم بالذعر لا تجدي نفعا وستحفر في عقول الصغار.
تدريب الطفل يبدأ من سن صغيرة
الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس المصرية، رأت أن قائمة سيناريوهات الطوارئ تضم مواقف كثيرة، معتبرة أن الأحداث الخطرة التي قد يتعرض لها الطفل تبدأ من سن صغيرة.
وقالت خضر لـ"العين الإخبارية"، إن قائمة المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل داخل المنزل تبدأ من وضع أصابعه في مقابس الكهرباء أو الاقتراب من النيران أو الشرفات، ما يهدد حياته ويعرضه لمشاكل خطرة.
وتابعت: "لذا يجب على الأم باستمرار التنبيه على الأطفال من أي شيء قد يعرض حياتهم للخطر سواء داخل المنزل أو خارجه، مع مراعاة أن تكون الاستمرارية بطريقة تخلو من العنف والعصبية".
ورأت أنه عند خروج الأم بصغيرها خارجا يجب التنبيه عليه مرارا قبل التحرك من المنزل حتى لا يترك يدها عند الخروج من الأسانسير أو في الشارع أو داخل مكان مزدحم فيعرض نفسه للخطر.
وأضافت: "بالتزامن مع تجهيز الطفل للخروج تبدأ الأم في الحديث إليه عن سيناريوهات الخطر وكيف يتصرف فيها وندربه عمليا عليها، على سبيل المثال عند استقلالهما الأسانسير تبدأ الأم تخبر صغيرها بكل مفتاح وتجرب أمامه المفتاح الذي يفتح الأسانسير والآخر الذي يغلقه وهكذا".