يوم الطفل الإماراتي 2025.. العالم يجني ثمار مبادرات محمد بن زايد

لطالما جسّد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، نموذجًا فريدًا في اهتمامه بالأطفال، حيث شهدت لقاءاته معهم لحظات مؤثرة تحمل في طياتها قيمًا سامية، ومبادئ ملهمة، ورسائل إنسانية خالدة.
مواقف يستذكرها أطفال دولة الإمارات والعالم خلال الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي 2025، السبت، الذي يصادف 15 مارس/ آذار من كل عام، لتؤكد حرص الإمارات وقيادتها على إدخال البهجة والسرور في قلوب الأطفال وتنشئتهم ليحملوا راية المستقبل.
وجنبا إلى جنب مع جهودها في رعاية أطفال الإمارات وتعزيز حقوقهم، أخذت دولة الإمارات على عاتقها حماية حقوق الطفل على مستوى العالم، وخصوصا في غزة، من خلال مبادرات رائدة.
ويسجّل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور، مبادرات وجهود الإمارات التي لا تتوقف على مدار الساعة لدعم حقوق الطفل حول العالم.
ويحل الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي، في وقت يجني فيه أطفال العالم ثمار مبادرات دولة الإمارات الهادفة لتعزيز حقوقهم والنهوض بمستقبلهم.
في التقرير التالي تبرز "العين الإخبارية" نماذج من مواقف ملهمة عدة جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أطفال خلال الفترة القليلة الماضية، تضمنت العديد من المعاني والدلالات المهمة، إضافة إلى مبادرات إنسانية رائدة لصالح جميع أطفال العالم.
مستشفى الأطفال
لا ينسى أطفال الإمارات والعالم اللقاء الذي جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع عدد من الأطفال الإماراتيين خلال زيارته مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن سبتمبر/ أيلول الماضي، وحجم السعادة التي بثتها الزيارة في قلوبهم، وحرصهم على عناقه والتعبير عن حجم المحبة للقائد الملهم والأب الحنون.
والتقى خلال جولته في المستشفى، عائلات عدد من الأطفال الإماراتيين الذين يتلقون العلاج ومرافقيهم، حيث اطمأن على صحتهم وسير علاجهم، مؤكدا أن رعاية أبناء الوطن في أي مكان أولوية قصوى للدولة.
وتمنى للأطفال الشفاء العاجل، داعياً الله تعالى أن يعودوا إلى الوطن والأهل في أقرب وقت وهم في أحسن صحة وعافية.
من جانبهم عبر الأطفال وأسرهم عن سعادتهم بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لهم، وشكرهم له على الرعاية التي يحظون بها.
وزار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية سبتمبر/ أيلول الماضي.
واطلع خلال جولة في المستشفى من كبار المسؤولين فيه، على مختلف أقسامه التخصصية في مجال جراحة الأطفال والرعاية الصحية التي يقدمها لهم وفق أعلى المعايير الطبية العالمية وتوظيفه الابتكارات الرائدة في علاجاتهم بجانب التطوير المستمر للمستشفى وتقديمه الاستشارات عبر الإنترنت للمرضى المقيمين في دولة الإمارات.
وتبادل الأحاديث الودية مع المرضى وأسرهم متمنياً لهم الشفاء العاجل.
وشملت جولته، "معهد الشيخ زايد للابتكار في جراحة الأطفال" الذي يقدم أحدث العلاجات في مجال طب الأطفال من مختلف دول العالم، واستمع إلى شرح بشأن التقنيات والابتكارات التي يواصل تطويرها المعهد لعلاج مرضاه ومنها "جهاز تنظيم ضربات القلب المصغر" المصمم للأطفال الرضع، والذي كان قد اطلع على النموذج الأول منه خلال عام 2019، وأصبح اليوم بفضل دعم دولة الإمارات يستخدم لدى أكثر من 40 مريضاً من الأطفال، 5 منهم حديثي الولادة.
كما اطلع على مهام "مركز قيادة وحدة العناية المركزة للقلب" والذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة للتشخيص والكشف الاستباقي عن الحالات المرضية الحرجة مثل السكتات القلبية وهو ما يعزز من فرص نجاح العلاجات وإنقاذ حياة المرضى.
ويتيح المركز للجراحين وأطباء القلب تقديم استشارات طبية عن بعد مع أطباء من جميع أنحاء العالم بما فيها أبوظبي والمستشفى الميداني الإماراتي في غزة.
وكانت دولة الإمارات قد أسهمت خلال السنوات الماضية في دعم مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن بمبلغ 150 مليون دولار لإنشاء "معهد الشيخ زايد للابتكار في جراحة الأطفال" ومبلغ 30 مليون دولار لإنشاء "مجمع الأبحاث والابتكارات" وذلك في إطار رؤية الدولة الهادفة إلى تحسين حياة الأطفال من مختلف أنحاء العالم من خلال دعم تطوير العلاجات التي تنقذ حياتهم وتعزيز مستويات الخدمات الصحية المبتكرة المقدمة لهم.
وخلال الزيارة نفسها، أعلنت حكومة دولة الإمارات تقديم دعم مالي إضافي إلى مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن بمبلغ 35 مليون دولار لتعزيز مبادراته الصحية الاستراتيجية التي ستركز على صحة ما قبل الولادة وحديثي الولادة والأمهات.
وقال يوسف العتيبة سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة، إن الشراكة بين دولة الإمارات ومستشفى الأطفال الوطني أسهمت في تغيير حياة عدد لا يحصى من الأطفال والأسر في منطقة واشنطن ودولة الإمارات العربية المتحدة وجميع أنحاء العالم، مؤكدا أن دعم دولة الإمارات المستمر للمستشفى يستهدف إنجاز ابتكارات رائدة في طب الأطفال تخدم العلاجات المتطورة لهم.
أطفال مشجعون لنادي العين
أيضا لا ينسى أطفال الإمارات والعالم، استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في يونيو/ حزيران الماضي طفلين من مشجعي نادي العين اللذين أبديا حماساً فائقاً مع فوز النادي بدوري أبطال آسيا لكرة القدم 2024 للمرة الثانية في تاريخه.
استقبال أبوي رائع جسد مدى محبة أطفال الإمارات لقيادتهم، وبين معاني الولاء والانتماء للوطن والقيادة.
وكشف أيضا عن مواهب أطفال الإمارات وحسن أخلاقهم وثقتهم بأنفسهم.
أطفال غزة
على صعيد آخر، يحل الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي، في وقت يجني فيه أطفال العالم، ولا سيما أطفال غزة، ثمار مبادرات دولة الإمارات الإنسانية.
مبادرات تعطي رسائل أخوة ودعم من الإمارات لأشقائهم في فلسطين، وتضيء شعاع أمل بغد أفضل عبر إنقاذ أجيال المستقبل في قطاع يئن جراء تداعيات الهجوم الإسرائيلي على القطاع في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتواصل عملية "الفارس الشهم 3" خلال الأيام الحالية توزيع التمور والأغطية الشتوية والأدوات والحقائب المدرسية على طلاب المدارس، للتخفيف من معاناتهم، ودعم التعليم بقطاع غزة، إضافة إلى تنظيم أمسيات رمضانية للأطفال وتقديم فوانيس رمضان وملابس شتوية لهم للتخفيف من معاناتهم وبث السعادة في قلوبهم.
مبادرة تجسد حرص الإمارات على الحفاظ على حق أطفال غزة في التعليم، جنبا إلى جنب مع الاهتمام بتغطية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء.
لا ينبع هذا الحرص فقط من إيمان دولة الإمارات بأن الحق في التعليم أحد حقوق الإنسان الأساسية، بل يعد أفضل وسيلة لاستثمار الثروات البشرية في الدول، التي تعاني من الحروب ومنحها الأمل في بناء مستقبل أفضل على أيدي أبنائها.
وأرسلت الإمارات، يناير/ كانون الأول الماضي، طائرة إغاثية محملة بـ 40 طنا من الحقائب المدرسية ومستلزمات التعليم دعما للطلبة في قطاع غزة.
يأتي ذلك في إطار حملة لدعم التعليم في قطاع غزة، أطلقتها عملية "الفارس الشهم 3" ، تضمنت إرسال حقائب مدرسية ومستلزمات تعليمية للأطفال، بهدف مساعدة الطلبة على مواصلة تعليمهم في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها القطاع.
حرصت الإمارات على توفير مرافق تعليمية في مدينة الإمارات الإنسانية للأطفال والطلبة، ممن قدموا من قطاع غزة إلى دولة الإمارات مع مرافقيهم ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لعلاج 1000 طفل من قطاع غزة في مستشفيات الدولة، واستضافة 1000 فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من القطاع من مختلف الفئات العمرية.
وتستضيف مدينة الإمارات الإنسانية 408 من الأطفال والطلبة من كافة المراحل العمرية؛ من الصف الأول وحتى الثاني عشر، قدموا من قطاع غزة للعلاج أو كمرافقين لذويهم الذين يتلقون العلاج في الإمارات ويعمل كادر تعليمي إماراتي من مختلف التخصصات على تمكين تحصيلهم العلمي وفق منهج وزارة التربية والتعليم.
كما تتعاون مدينة الإمارات الإنسانية مع مؤسسة التنمية الأسرية لتقدم للطلبة فرصاً إضافية وأنشطة لا صفّية لاستكشاف مواهبهم وتنمية هواياتهم والتدرب على مهارات وحِرَف تبني قدراتهم.
ومن دعم التعليم إلى دعم الصحة، نفذت الإمارات حملة تطعيم أكثر من نصف مليون طفل في قطاع غزة ضد شلل الأطفال.
وكانت مبادرة مكافحة شلل الأطفال بغزة قد انطلقت مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، إثر توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس داخل القطاع.
ووفرت الحملة التي تم تنفيذها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و"يونيسف" والأونروا، جرعتين من لقاح شلل الأطفال لنحو 640 ألف طفل من غزة دون سن 10 سنوات، لوقف انتشار الفيروس ومنع تفشي المرض في القطاع.
تأتي حملة تطعيم ضد شلل الأطفال ضمن مبادرات إماراتية متتالية لدعم قطاع الصحة في غزة، ضمن مبادراتها الإنسانية الإغاثية المتواصلة.
دعم أطفال إثيوبيا
أيضا يحل يوم الطفل الإماراتي، بعد نحو شهر من إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة فبراير/ شباط الماضي تخصيص مبلغ 220 مليون درهم (60 مليون دولار) لتطوير المدارس ودعم الاحتياجات التعليمية للطلاب المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية في جميع مناطق إثيوبيا.
تأتي هذه المبادرة تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتحت رعاية مؤسسة إرث زايد الإنسانية، استكمالاً للنجاح الذي حققته مدرسة الشيخة فاطمة بنت مبارك للمكفوفين في أديس أبابا، والتي جرى افتتاحها في مايو/ آيار الماضي.
وتمثل هذه المبادرة خطوة مهمة في تطوير البنية التحتية التعليمية والبرامج المصممة للطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة.
مكافحة شلل الأطفال
أيضا يحل الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي، وسط إشادة دولية بالدور الإماراتي في استئصال وباء شلل الأطفال على مستوى العالم، ومساهمتها الفاعلة في تمويل ودعم حملات التطعيم ضده على نطاق واسع.
وتضطلع دولة الإمارات بدور ريادي في الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال، وتعمل بشكل فاعل على تقديم اللقاحات المنقِذة للحياة، لحماية الملايين من الأطفال الذين يصعب الوصول إليهم في العديد من دول العالم ولا سيما باكستان.
وقدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أكثر من 1.3 مليار درهم، للجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال منذ عام 2011، عبر مبادرة “بلوغ الميل الأخير”، ويشمل ذلك حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان، وهي جزء من برنامج الإمارات لمساعدة باكستان.
وأسهمت الحملة منذ إطلاقها في عام 2014، حتى سبتمبر/ أيلول 2023، في توزيع أكثر من 700 مليون جرعة لقاح على الأطفال في باكستان.
وتعكس جهود دولة الإمارات في مكافحة مرض شلل الأطفال، نهجها الثابت ومبادئها الإنسانية في مساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة وتطوير برامج التنمية البشرية، والاهتمام بسلامة صحة الإنسان، وفئة الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية في مختلف دول العالم.
يذكر أنَّ أعداد المصابين بشلل الأطفال في العالم، تم تقديرها في عام 1988 بنحو 350 ألف شخص، وأدت عقود من التقدم بفضل جهود آلاف المتخصصين، إلى انخفاض حالات شلل الأطفال بنسبة 99%.
مبادرات تتوالى ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها دولة الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
وتنطلق دولة الإمارات في جهودها الدولية لدعم حقوق الطفل وفقا لركائز سياساتها الخارجية القائمة على مبادئ العدالة والمساواة والالتزام بالعمل البناء لدعم تنفيذ مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث تولي اهتماماً ملحوظاً بتوفير حياة كريمة لأطفال العالم أجمع، لاسيما أطفال الدول المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية.