يوم الطفل الإماراتي.. «حق الثقافة» يعزز الريادة في رعاية جيل المستقبل

مع الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي 15 مارس/آذار من كل عام، تحرص الإمارات على توظيف هذه المناسبة للتوعية المجتمعية بحقوق الأطفال.
ومن أبرز تلك الحقوق "الحق في الهوية والثقافة الوطنية" الذي اختارته دولة الإمارات موضوعا لاحتفال يوم الطفل 2025، الذي يوافق اليوم السبت، وذلك بما يتماشى مع التزامها بالحفاظ على حقوق الطفل، والنهوض بجيل المستقبل.
وتحرص الإمارات على تعزيز قدرة الأطفال على التفاعل مع تراثهم الثقافي والمشاركة فيه والتعبير عنه، بما في ذلك اللغة، والتقاليد، والفنون، مما يسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحسين مهاراتهم ودعم قدراتهم على مواجهة التحديات، بما يسهم في دعم ما لديهم من قدرات ومهارات ومواهب، بما ينسجم مع "مئوية الإمارات 2071"، والتي تستهدف تجهيز جيل يحمل راية المستقبل.
ويسهم ترسيخ القيم الثقافية الإماراتية في أذهان الأجيال الجديدة، وتعزيز شعورهم بالانتماء للوطن والقيادة والمجتمع، في بناء جيل قادر على صون هويته، وقيادة بلاده نحو مستقبل زاهر.
ويوافق الاحتفال بالمناسبة تاريخ اعتماد قانون حقوق الطفل (وديمة) عام 2016، ويهدف يوم الطفل الإماراتي إلى توعية جميع فئات المجتمع بحقوق الطفل وضمانها لكي ينمو في بيئة صحية وآمنة وداعمة تطوّر جميع ما لديه من قدرات ومهارات مما يعود بالنفع على مجتمع دولة الإمارات ككل.
أهمية خاصة
ويحمل احتفال الإمارات بيوم الطفل هذا العام أهمية خاصة لأكثر من سبب:
السبب الأول أن الاحتفال يتزامن مع إعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تخصيص عام 2025 ليكون "عام المجتمع" في دولة الإمارات، تحت شعار "يداً بيد"، في مبادرة وطنية تجسد رؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر.
يهدف “عام المجتمع” إلى تعزيز الروابط داخل الأسر والمجتمع من خلال تنمية العلاقات بين الأجيال وتهيئة مساحات شاملة ترسخ قيم التعاون والانتماء والتجارب المشتركة إضافة إلى الحفاظ على التراث الثقافي.
وهي أهداف تتوافق مع شعار الاحتفال بيوم الطفل هذا العام، حيث يعد الحق في الثقافة جانب أساسي من جوانب نمو الطفل وهويته، ويشمل هذا الحق تعزيز قدرة الطفل على التفاعل مع تراثه الثقافي والمشاركة فيه والتعبير عنه.
رسائل القيادة
السبب الثاني أن الاحتفال يأتي بعد أيام من استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، عدداً من المعلمين والإداريين والطلاب المتميزين من مختلف مدارس الدولة بمناسبة شهر رمضان المبارك. في لقاء يبرز حرص القيادة على النهوض بأجيال المستقبل ودعم حقهم في التعليم والثقافة.
وهنأ رئيس دولة الإمارات، خلال اللقاء الذي جرى في قصر البطين في أبوظبي، المعلمين والإداريين والطلاب المتميزين بالشهر الفضيل، داعياً الله تعالى أن يعيده عليهم وعلى أسرهم بالخير والسعادة، وشكرهم لجهودهم المتميزة في المجال التعليمي، مؤكداً أن التعليم الذي يتمحور حول الإنسان والارتقاء بقدراته ومهاراته يمثل أولوية رئيسية للدولة لأنه طريقها نحو المستقبل الأفضل الذي تطمح إليه وتعمل من أجله.
وشدد على أن دولة الإمارات حريصة على استثمار التطور في مجال التكنولوجيا وخاصة الذكاء الاصطناعي للنهوض بالتعليم، وفي الوقت نفسه تعد العنصر البشري المتميز سواء كان معلماً أو إدارياً أو طالباً المحرك الأساسي للعملية التعليمية ودوره جوهري في تحقيقها لأهدافها المرجوة.
ودعا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، المعلمين والإداريين والطلاب المتميزين إلى مواصلة العمل والمثابرة لتحقيق طموحاتهم وخدمة مجتمعهم.
تعزيز الهوية
وتعد دولة الإمارات نموذجاً عالمياً متقدماً في تعزيز الحق في الهوية والثقافة الوطنية لأطفالها إيمانا من القيادة الإماراتية أنه مستقبل الوطن والأمل في غد مشرق.
وتبذل وزارة التربية والتعليم، جهودا كبيرة لدعم مسيرة الطفل الإماراتي في المجالات كافة خاصةً فيما يتعلق بتعزيز الهوية الوطنية لديهم ، حيث وضعت الوزارة الهوية الوطنية على رأس أولوياتها باعتبارها أهم المكتسبات التي تسعى إلى تحقيق استدامتها في الأجيال المقبلة وترسيخها في وجدانهم عبر سلسلة من المنهجيات والمبادرات النوعية.
أيضا على صعيد ذي صلة، أعلنت وزارة الثقافة الإماراتية قبل أسبوعين عن تنفيذ الإطار الوطني للأنشطة الثقافية الإماراتية في المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
ويضم هذا الإطار مجموعة من السياسات والمعايير، وخطط العمل المدرسية المصممة لدمج الأنشطة الثقافية الإماراتية المراد تنفيذها في المدارس والتي تتكامل مع المناهج الأكاديمية المتّبعة.
ويهدف الإطار إلى تعزيز وترويج الهوية الوطنية الإماراتية، وتكريس منظومة القيم الثقافـية، والسمات الإيجابية لدى الطلبة والحفاظ عليها.
ويستهدف البرنامج الطلبة من جميع الفئات العمرية، منذ رياض الأطفال (الطفولة المبكرة) وحتى الطلبة في الحلقة الثالثة، وذلك في المدارس الحكومية والخاصة.
ويسعى الإطار إلى تعميق الصلة بين الطلبة وهويتهم الوطنية وتراثهم الثقافي، وتحفيزهم على المشاركة الاجتماعية الإيجابية، وتوطيد العلاقات بين الأجيال، وتعزيز جهود التعاون بين الجهات الثقافية والتعليمية، ليتماشى بذلك مع مستهدفات عام المجتمع الذي أعلن عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كمبادرةٍ وطنية لترسيخ تماسك المجتمع وتعزيز ازدهاره، وتشجيع المشاركة في مسيرة بناء الوطن ونمائه.
التنشئة السليمة
أيضا يحمل الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي هذا العام أهمية خاصة كونه يأتي بعد نحو 3 شهور من استحداث وزارة للأسرة، أحد أبرز اختصاصاتها اقتراح وإعداد وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات والتشريعات المتعلقة ببناء أسر مستقرة ومتماسكة، وتعزيز دور الأسرة في التنشئة السليمة.
وتحتل حماية وتعزيز حقوق المرأة والطفل أولوية قصوى في دولة الإمارات التي غطت مظلة رعايتها جميع الشؤون الأسرية الصحية، والتعليمية، والترفيهية، والتقويمية، وكل ما يوفر لهم فرص التمتع بحياة كريمة ومستقبل أفضل.
واستحدثت الإمارات في ديسمبر/ كانون الأول الماضي وزارة الأسرة التي ستتولى عدداً من الاختصاصات والمهام، أبرزها اقتراح وإعداد وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات والتشريعات المتعلقة ببناء أسر مستقرة ومتماسكة، وتعزيز دور الأسرة في التنشئة السليمة، والحد من مخاطر التفكك الأسري وآثاره السلبية في الأفراد والأسر والمجتمع، وتنفيذ مبادرات وبرامج اللازمة لحماية الأسرة وأفرادها من العنف.
وتتضمن اختصاصات وزارة الأسرة اقتراح وإعداد وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات والتشريعات المتعلقة برعاية وحماية ورفاه الطفل، وتأمين حقوقه الاجتماعية والنفسية والتعليمية والصحية والتربوية، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، وتطوير وتنفيذ البرامج والمبادرات والخدمات المتعلقة برعاية وحماية ورفاه الطفل، بما يضمن نموه الطبيعي وتنشئته السليمة، وبشكل خاص ضمن مرحلة الطفولة المبكرة.
تعزيز الوعي الديني
أيضا تحمل الاحتفالية أهمية خاصة كونها تتزامن هذا العام مع شهر رمضان المبارك، الذي يعد فرصة بما يحويه من روحانيات وقيم ومبادئ لترسيخ ارتباط الأطفال بالمساجد وتعزيز الوعي الديني والقيم الأخلاقية بين الأجيال الناشئة، لضمان استدامتها في حياتهم اليومية، بما يسهم تعزيز" الحق في الهوية والثقافة الوطنية ".
وبالتزامن مع الاحتفال، تواصل دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي جهودها لتعزيز الترابط المجتمعي وترسيخ القيم الإسلامية من خلال مبادرة "عيال الفريج" التي شهدت خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك مشاركة 2000 طفل وطفلة في 195 مسجدا بمختلف مناطق دبي.
وتعكس هذه المبادرة، التي تم خلالها توزيع أكثر من 1200 قسيمة تحفيزية على المشاركين، التزام الدائرة بدعم الأجيال الناشئة وتعزيز علاقتهم بالمساجد بما يسهم في بناء جيل واعٍ بقيمه الدينية والاجتماعية.
يوم الطفل الإماراتي
ويوافق الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي 15 مارس/آذار من كل عام، تاريخ اعتماد قانون حقوق الطفل "وديمة" في مثل هذا اليوم عام 2016.
ويعد هذا القانون من أهم القوانين الاتحادية التي تكفل توفير الحماية المثلى للطفل وتمتعه بحقوقه ودعم مصلحته واحترام خصوصيته.
وألزم القانون الجهات المعنية بتنفيذ السياسات والبرامج التي تضعها السلطات المختصة لضمان حقوق الطفل.
ويشدد القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 بشأن حقوق الطفل والمعروف باسم قانون "وديمة" على حق الطفل في الحياة والبقاء والنماء، وتوفير كل الفرص اللازمة لتسهيل ذلك، كما يعمل القانون على حماية الطفل من كل مظاهر الإهمال والاستغلال، وسوء المعاملة، ومن أي عنف بدني ونفسي.
يأتي هذا القانون ضمن منظومة قانونية وتشريعية تحمي الطفل وتضمن حقوقه في الرعاية والحماية والتعليم والصحة وجودة الحياة.
aXA6IDMuMTUuMjYuNzEg
جزيرة ام اند امز