بالصور.. كتاب سحري للأطفال يحكي قصصا جديدة كل مرة
الكتاب الذي يُفتح عن طريق فتح قفل وتلاوة بعض الكلمات السحرية، يتمتع بطريقة كتابة سرية وخاصة، ويجمع الكبار والصغار.
اعتاد الناس على قول عبارة "توتة توتة.. خلصت الحدوتة" بعد النهاية السعيدة للحكايات والروايات، ويمكن استخدامها أيضاً مع كتاب فريد مخصص للأطفال أشبه بلعبة ومستوحى من إحدى أساطير القرن الـ17، مع أن القصة التي يرويها تختلف دوماً في كل مرة يُقرأ فيها.
هل كنتم تعرفون أن هناك كتابا يروي قصة مختلفة وغير متكررة كلما قُرئ؟ هذا العمل الذي يُفتح عن طريق فتح قفل وتلاوة بعض الكلمات السحرية، يتمتع بطريقة كتابة سرية وخاصة للغاية، ويجمع الكبار والصغار في لعبة لا ينتهي الخيال فيها أبدا.
يقول خوسيه أنطونيو مورينو مدير عام دار النشر التي طبعت الكتاب، إنه أكثر من كتاب لأنه عندما ينطق قراؤه من الصغار مع أسرهم بعض الكلمات الغامضة السحرية بعد خلع القفل منه وقبل فتحه، يبدأ في نسج حكاية خيالية مليئة بالأمل.
ويضيف أن "الحكايات دائما مختلفة، يؤدي دور البطولة فيها تنانين وجان وعفاريت وسحرة وشخصيات لا نهاية لها ومخلوقات رائعة تسمح للآباء بمشاركة أبنائهم لحظات تضاهيها اللحظات التي تمنحها لهم حكايات الأطفال الشعبية، مثل ملوك المجوس وبابا نويل والفأر راتونسيتو بيريز".
ويوضح أنه "بعد تكرار عبارة (يا كتاب الأمل السحري، لتظهر قصة جديدة وسعيدة الآن من داخلك)، يعتقد الأطفال أن هذا الكتاب يكون مسحورا في الواقع وسيحكي لهم دوما قصة جديدة".
ويتابع أن "الطريقة الخاصة والبارعة المكتوب بها الكتاب والتي ليس لها علاقة بطريقة أي كتاب آخر معروف، هي ما تسمح بالسحر المدهش لهذا العمل الذي استغرق ما يقرب من عامين ونصف العام من الجهود من جانب العديد من الأشخاص، إذ أجروا آلاف التجارب التي دائما ما كانت تشهد تحسنا".
ويوضح أن "الكتاب السحري لقصص لا تنتهي"، المكتوب باللغة الإسبانية، والمجهول مؤلفه يُقرأ كأي كتاب آخر، صفحة فصفحة، من البداية إلى النهاية، بترتيب تام دون تجاوز شيء.
ويلمح إلى أنه "لا يجب أبدا تجاوز صفحات أو تغيير ترتيبه بأية طريقة ولا حتى ابتداع شيء على أقل تقدير، فكل شيء مكتوب! لكن كلما يُقرأ الكتاب، تُحكى قصة جديدة ومختلفة وفريدة وغير متكررة".
ويتابع أنه "لهذا السبب يُقال للأطفال إن الكتاب مسحور حقاً، وإنه كلما يقولون كلماته السحرية ويُقرأ لهم منه بعد ذلك، تُحكى لهم قصة جديدة".
ويقول مورينو: إن الكتاب يغلق بقفل لحماية سره، ويجب على الكبار أن يوضحوا للصغار أنه "لا يمكن لأي طفل أن يرى ما بداخله قبل أن يصبح كبيرا، لأنه لو رآه قبل ذلك، قد يختفي سحره للأبد".
ويؤكد الناشر أنه في عشرات الآلاف من المنازل تُنطق كل ليلة التعويذة السحرية لهذا "الكتاب الذي لا ينتهي" قبل فتحه، ليتم بعد ذلك الاستماع إلى حكايته الساحرة ومشاركتها في ظل الأسرة، في محاولة للمساعدة في تطوير خيال الأطفال الصغار والسماح للكبار بالعودة إلى طفولتهم المفقودة.
ويفضّل مورينو عدم الكشف عن طريقة إعداد الكتاب؛ لأن "السحر قد ينكسر داخله" والسبيل الوحيد الذي يقدمه هو أن طريقة كتابته خاصة وأصيلة للغاية.
ويبرز الناشر: "يضم العمل 75 صفحة ويشمل قصة واحدة فقط ولكن إذا فُتِح على سبيل المثال وقُرئ في 3 مناسبات مختلفة، فسيكون في كل مرة قصة مختلفة، ما يعني أنه في النهاية، لو اتبّعت تعليمات بسيطة، سيكون قد أمكن قراءة 3 قصص وإلى حد علمي، ليس هناك ولم يكن هناك على مر التاريخ أي كتاب آخر قادر على فعل هذا".
كما يؤكد أنه "على الرغم من صعوبة تصديق ذلك، لا يمكن أبدا قبل قراءته معرفة كيف ستكون القصة التي ستظهر، ولن تُقرأ أبدا مرة أخرى تلك القصة نفسها مهما كثر عدد قارئيها، مع أن الجميع يفتحونه ويقرأونه في الوقت نفسه!".
ويقول إن "الطريقة التي أصبح بها هذا الكتاب الأسطوري واقعا منشورا تتمتع بسحرها الخاص أيضا".
المرجعية الأولى عن هذا العمل جاءت لمورينو في طفولته عن طريق جدته دوناتا التي حدّثته عن أسطورة حول الغابة السوداء في ألمانيا، والتي وفقا لها كان هناك رجل منذ قرون لديه كتاب سحري بني اللون وبه دائرة على واجهته بحروف غامضة كانت تعني "قصة جديدة كل يوم وللأبد".
وفي عام 2002 خلال رحلة عمل إلى الصين حكت أم للناشر أنها كانت معتادة على رواية أسطورة لأبنائها عن كتاب سحري، "على صلة كبيرة" بما كانت تحكيه له جدته بينما كان صغيرا والتي كانت تؤكد أنها قد رأت ذلك الكتاب بعينيها في ألمانيا.
واكتمل السحر بعد ذلك بسنوات عندما اكتشف مورينو في أحد متاجر الأنتيكات مجلدا مثل الذي كانت توصفه له دوناتا، مصورا برموز مكتوبة بأبجدية ذيبان التي تعود إلى القرن الـ16، والذي كان في الواقع كتاب "جريمور" لمعارف السحر والتعويذات السحرية.
ويشير مورينو إلى أنه انطلاقا من تلك الاكتشافات، بدأت دار Dimensional Publications & Fantasy العمل على نشر الكتاب الذي طبع خلال عام 2007 وأعيدت طباعته في 2017 ، "كتاب لا ينتهي، ومن ورائه عمل لا نهاية له، لأنه في كل طبعة تُصحح تفاصيل تعمل على تحسين "الطريقة السحرية" تدريجيا إلى حد الكمال مما يسمح بقراءته المتغيرة دائما".
ويركز مورينو على "ضرورة عدم الكشف عن سر الكتاب علنا لأنه أشبه بالملوك المجوس أو بابا نويل الذين يؤمن بهم الكثير من الصغار بالفعل، وسيؤمن بهم آخرون في المستقبل".