تكنولوجيا الـ 5G أحدث أسلحة الصين لصد تدفق اللاجئين من كوريا الشمالية
منطقة سد يون فنغ تواجه صعوبات كبيرة في السيطرة الحدودية نظراً لتضاريسها الجبلية المعقدة.
تخطط وحدة حرس الحدود الصينية لاستخدام تكنولوجيا 5G للمساعدة في وقف تدفق اللاجئين من كوريا الشمالية والسلع المهربة بين البلدين.
وحسب ما ذكرته صحيفة "ذا ليجيل ديلي" الصينية، وقعت وحدة حرس الحدود في مدينة تونغهوا الصينية، بمقاطعة جيلين، اتفاقية مع تشاينا موبايل -أكبر شركة اتصالات للهاتف المحمول في الصين- في 23 مارس/نيسان الماضي، لبناء أول نقطة تفتيش 5G في البلاد في منطقة أونبونغ، أو سد يون فينج بالصينية، الواقع على الحدود بين الصين وكوريا الشمالية.
وفقًا للتقرير، تواجه منطقة سد يون فنغ صعوبات كبيرة في السيطرة الحدودية نظراً لتضاريسها الجبلية المعقدة وتغطي مساحة كبيرة بها العديد من تقاطعات الطرق الرئيسية، وتعد المنطقة مكانًا لتجمع المهربين الذين يتاجرون في الأسلحة ويبيعون سلعًا مختلفة مثل الحبوب مقابل المعاملات النقدية، الأمر الذي دعا الصين للتفكير في إنشاء أول نقطة تفتيش حدودية 5G هناك".
تقع نقطة التفتيش داخل بلدية جيان، الواقعة تحت إدارة مدينة تونغهوا، والتي كانت تعد سابقاً عاصمة جوجوريو، واحدة من الممالك الثلاث القديمة في كوريا.
ونظرًا لارتباطها التاريخي، أصبحت جيان الآن منطقة تجارة رئيسية بين الصين وكوريا الشمالية ونقطة عبور مفضلة للاجئين من كوريا الشمالية ومهربي الأغذية والسلع والنقود.
وفقًا لتقرير الصحيفة الحكومية، ستقوم شرطة الحدود بتجربة استخدام التقنيات الجديدة مثل نظارات الواقع الافتراضي، وتحديث سجلات الدفاتر وطائرات بدون طيار ومراقبي الرؤية الليلية في وقت واحد، للقيام بدوريات على الحدود عند إنشاء نقطة التفتيش، ولم يذكر التقرير موعد اكتمال المشروع.
أضاف التقرير، أن التقنيات الجديدة ستساعد في حل مشكلة المناطق الخفية نتيجة الجغرافيا المعقدة والتضاريس الصعبة في المنطقة.
وقال محللون إن هذا التطور جاء في الوقت الذي تتوقع فيه الصين ارتفاعًا كبيرًا في عدد اللاجئين الكوريين الشماليين الذين يعبرون الحدود هذا الصيف حيث تواجه جارتها الشمالية نقصًا حادًا في الغذاء.
الخبير العسكري تشو تشن مينغ قال إن" أزمة الغذاء تتفاقم في كوريا الشمالية ومن المتوقع أن يزداد الوضع سوءا في الصيف، وتتوقع الصين أن يحاول العديد من اللاجئين الكوريين الشماليين عبور الحدود إلى مقاطعة جيلين الصينية".
أضاف تشن "إن العديد من هؤلاء اللاجئين لديهم خلفية عسكرية ويحملون السلاح - والزعماء الصينيون يخشون أن يتمكنوا من تهريب الأسلحة والتسبب في مشاكل أمنية"، مشيرا إلى أنه "من الصعب للغاية على شرطة الحدود الصينية التعامل مع اللاجئين الكوريين الشماليين لأن العديد منهم يحملون بنادق وأسلحة".
وكانت كوريا الشمالية تأمل في أن تؤدي المفاوضات مع الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات الاقتصادية على البلاد، إلا أن هذا الأمل تبدد بعد انهيار المحادثات في فبراير/شباط الماضي بين زعيمها كيم جونغ أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال تشو إن المحطة الجديدة ستساعد شرطة الحدود على مراقبة التحركات عبر الحدود بسبب سرعتها القوية في الإرسال، واستخدام تحليلات البيانات الكبيرة وغيرها من ميزات الأمان.
وتتنافس الصين والولايات المتحدة على الريادة في تكنولوجيا الجيل الخامس ولكن تطبيقاتهما العسكرية لا تزال في مرحلة مبكرة.
وقال أنتوني وونغ دونغ، الخبير العسكري المقيم في ماكاو، إن البلدين يختبران استخدام التكنولوجيا الناشئه من خلال التطبيقات التجريبية.