الشيخوخة في الصين تُنعش قطاع التأمين.. ثلث السكان «فوق الستين»

بحلول عام 2035، سيتجاوز عمر ما يقرب من ثلث سكان الصين الستين عاما. ويشكل انكماش القوى العاملة الشابة تحديًا سياسيًا للبلاد، لا سيما بالنسبة لمحركات النمو التقليدية مثل التصنيع.
ومع ذلك، وفي خضم هذه المخاوف الأوسع نطاقًا، يواصل قطاع واحد التألق، وهو قطاع التأمين، بحسب ما أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز.
أعمار تهدد الإنتاجية
ويُغذي نمو الأعمار بين السكان، الذي يُهدد الإنتاجية ويُرهق نظام الضمان الاجتماعي، الطلب على منتجات التأمين المُصممة خصيصًا للصحة والتقاعد.
وعلى عكس القطاعات المرتبطة بالتجارة المتقلبة، تستفيد شركات التأمين على الحياة والصحة من هذه العوامل الديموغرافية الداعمة طويلة الأجل.
ومن المتوقع أن تُساهم الصين بأكثر من ربع نمو أقساط التأمين العالمية حتى عام 2030، وفقًا لتقديرات شركة باين.
وفي الوقت نفسه، برز قطاع التأمين كواحد من أوائل وأهم المستفيدين من ثورة الذكاء الاصطناعي.
مكانة جيدة
ويتمتع قطاع التأمين بمكانة جيدة تُمكنه من الاستفادة من تحليلات البيانات المتقدمة والتعلم الآلي لتسعير المخاطر بدقة أكبر وتقديم تغطية تأمين أكثر تخصيصا.
وتستخدم شركات التأمين المدعومة بالذكاء الاصطناعي هذه التقنيات لتقديم حلول مصممة خصيصًا من خلال تحليل بيانات المستخدمين، مثل المقاييس الصحية وعادات نمط الحياة، لتعديل السياسات والأسعار بشكل ديناميكي.
ويتجلى هذا التحول الرقمي بوضوح في النمو السريع لشركات التأمين والوسطاء الأصغر حجمًا عبر الإنترنت المعتمدة على هذه التكنولوجيا في الصين.
ومن الأمثلة الرئيسية على ذلك شركة يوانباو، التي تستخدم أكثر من 4000 نموذج ذكاء اصطناعي لتحليل بيانات الصحة ونمط الحياة، لمطابقة المستخدمين مع منتجات تأمين مخصصة.
احتياجات وظروف العملاء
و"منتجات التأمين المخصصة"، يُقصد بها وثائق تأمين يتم تصميمها بما يتناسب مع احتياجات وظروف العميل الخاصة، بدلاً من الاعتماد على المنتجات التأمينية العامة أو الموحدة المتاحة للجميع.
بمعنى آخر، بدل أن يشتري العميل وثيقة تأمين جاهزة بغطاء ثابت ومحدد مسبقًا، تقوم شركة التأمين بتفصيل وثيقة تأمين تناسب متطلباته الشخصية أو طبيعة عمله أو نوع المخاطر التي يواجهها.
وارتفعت مبيعات شركة يوانباو، التي تتبع هذا النهج، بنحو الثلثين العام الماضي، ومن المتوقع أن يُعطي إدراجها الأخير في الولايات المتحدة، وهي خطوة نادرة في ظل ضغوط وتوترات جيوسياسية، دفعة قوية لها في سعيها للتوسع.
وضاعفت شركة تشاينا لايف، إحدى أكبر شركات التأمين في البلاد، صافي أرباحها بأكثر من الضعف لتصل إلى 106.9 مليار يوان صيني (14.7 مليار دولار أمريكي) العام الماضي، مدعومة بنمو قوي في أقساط التأمين.
ورغم هذه القوة في أداء شركات التأمين الصينية، لا يخلو القطاع من التحديات، فقد أدى انخفاض أسعار الفائدة إلى تقليص عوائد الاستثمار، مما قوض مصدرًا رئيسيًا للربحية.
وفي الوقت نفسه، تتعرض نماذج التوزيع التقليدية القائمة على الوكلاء لضغوط ناجمة عن التحول الرقمي، مما يُجبر شركات التأمين على زيادة إنفاقها لتحقيق نفس المستوى من الأعمال الجديدة بالاعتماد أكثر على الأتمتة.
وإلى جانب المنافسة المتزايدة، أثقلت هذه التحديات كاهل أسعار أسهم القطاع في الأشهر الأخيرة.
aXA6IDE4LjE5MS4xNDYuOCA= جزيرة ام اند امز