«DeepSeek» يدخل مرحلة جديدة.. الصين تعتمد على النموذج للتنبؤ بالطقس

تتطلع الصين لمجال الذكاء الاصطناعي لمساعدتها في تعزيز نفوذها في مجال التنبؤ بالطقس، لكنها تواجه معضلة الموازنة بين أولويات الأمن القومي والتواجد في طليعة الأرصاد الجوية.
وبحسب "بلومبرغ"، ناقشت إدارة الأرصاد الجوية الصينية استخدام DeepSeek للمساعدة في تعزيز تنبؤاتها وملاحظاتها الجوية كجزء من الدفع للاستفادة من الذكاء الاصطناعي لشحذ نماذجها.
والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إدارة الأرصاد، يعتبر اتجاها متزايدا في عالم التنبؤ، حيث تقوم الوكالات في الولايات المتحدة وأوروبا أيضا بتقييم التكنولوجيا للاستفادة منها في هذا القطاع.
وفي مسودة اللوائح الخاصة بالاستخدامات الجوية للذكاء الاصطناعي، تسرد وكالة الأرصاد الجوية في البلاد الالتزام بـ"مفهوم الأمن القومي الشامل" كمبدأ توجيهي أساسي.
كما تعمل التوجيهات على تمكين إدارة الأرصاد الجوية الصينية من فحص بيانات وخوارزميات مقدمي نماذج الطقس للذكاء الاصطناعي.
ارتبط الطقس والأمن منذ فترة طويلة، فقد أنشأ الجيش الأمريكي هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، لكن الصين تتميز بالسيطرة الصارمة على صناعة الأرصاد الجوية.
وترى الدولة الصينية أن بيانات المناخ حساسة ويجب حمايتها عن كثب، مع منع الكيانات التجارية الصينية من إصدار توقعات الطقس العامة.
وفي الوقت الحالي، ليس من الواضح كيف سيتم دمج DeepSeek، نظرا لأنه ليس نموذجًا للتنبؤ بالطقس بالذكاء الاصطناعي بشكل أساسي.
ولكن يمكن أن يكون روبوت محادثة يعمل بتقنية DeepSeek لمشاركة التوقعات الرسمية مع الجمهور، كما قال جيفري شو، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة Stellerus الناشئة للطقس ومقرها هونغ كونغ.
وبشكل عام، يمكن للذكاء الاصطناعي تمكين التنبؤات الأكثر دقة لمسارات العواصف، والتنبؤات المحلية للغاية، والحوسبة الفعّالة لأنه يكمل النماذج العددية التقليدية القائمة على الفيزياء.
وتقيم إدارة الأرصاد الجوية الصينية حاليًا دقة نحو 12 نموذجا من الجامعات والشركات.
وبالنسبة للعديد من الصينيين، يُعد نجاح DeepSeek انتصارًا لنظام التعليم في بلادهم، ودليلًا على أنه يضاهي نظيره في الولايات المتحدة أو حتى يتفوق عليه.
وبحسب مؤسس الشركة، فإن الفريق الأساسي من المطورين والعلماء الذين يقفون وراء DeepSeek -الشركة الصينية الناشئة التي أحدثت ضجة في عالم الذكاء الاصطناعي- تلقوا تعليمهم الجامعي بالكامل داخل الصين. وهذا يختلف عن نهج العديد من شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى، التي غالبًا ما تعتمد على استقطاب المواهب من الجامعات الأجنبية.
في الوقت الذي كان فيه المعلقون الصينيون على الإنترنت يستمتعون برؤية ردود الفعل الأمريكية المندهشة، لفت البعض الانتباه إلى العدد الكبير من حاملي شهادات الدكتوراه في العلوم الذين تخرجهم الصين سنويًا، حيث ورد في إحدى المدونات أن "نجاح DeepSeek يثبت أن نظامنا التعليمي متميز".
ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الإشادة بإنجاز DeepSeek لم تقتصر على الداخل الصيني، بل امتدت إلى الخارج، حيث صرّح بافيل دوروف، مؤسس منصة Telegram، الشهر الماضي بأن المنافسة الشديدة في المدارس الصينية ساهمت في تحقيق البلاد تقدمًا في مجال الذكاء الاصطناعي. وأضاف: "إذا لم تُصلح الولايات المتحدة نظامها التعليمي، فإنها تخاطر بفقدان ريادتها التكنولوجية لصالح الصين".
لكن الواقع أكثر تعقيدًا، إذ استثمرت الصين بشكل مكثف في التعليم، لا سيما في مجالات العلوم والتكنولوجيا، مما أسهم في تطوير كفاءات عالية تُعتبر أساسية لطموحاتها في أن تصبح رائدة عالميًا في الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025.
وأوضح ييران تشين، أستاذ الهندسة الكهربائية والحاسوبية في جامعة ديوك: "هناك العديد من الباحثين والمهندسين الشباب الموهوبين داخل الصين، ولا أعتقد أن هناك فجوة كبيرة في جودة التعليم بين الصين والولايات المتحدة، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي".
بالنسبة للكثيرين في الصين، يُنظر إلى قوة نظامهم التعليمي على أنها انعكاس لمكانة البلاد على الساحة العالمية.
aXA6IDE4LjIyMC4yMzMuMiA=
جزيرة ام اند امز