الصين وأمريكا.. مباحثات «صريحة ومثمرة».. والحوثيون على الطاولة
أعلنت الصين، اليوم السبت، عن عقد مباحثات صريحة مع الولايات المتحدة الأمريكية، عبر قنوات اتصال بات مستقبلها يلفه الغموض، كما سعت واشنطن إلى الاستفادة من علاقات بكين بطهران، للعب دور في حماية خطوط الملاحة في البحر الأحمر.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الوزير وانغ يي أجرى "تواصلا استراتيجيا صريحا وموضوعيا ومثمرا" مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، بهدف المضي قدما في الوفاء بتعهد رئيسي البلدين بالحوار.
وأضافت الوزارة أن المسؤولين اتفقا خلال اجتماعهما في بانكوك، أمس الجمعة واليوم، على تناول القضايا المهمة والحساسة في العلاقات الأمريكية الصينية بطريقة صحيحة.
وذكرت أن الرئيسين الصيني شي جين بينغ والأمريكي جو بايدن "سيحافظان على التواصل بصورة منتظمة لتقديم التوجيه الاستراتيجي للعلاقات الثنائية.. والاستفادة بشكل جيد من قنوات الاتصال الاستراتيجي الحالية".
بدوره، قال البيت الأبيض اليوم السبت إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أجرى محادثات بناءة مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال اجتماعات في بانكوك، حيث اتفقا على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة وإدارة المنافسة بين البلدين.
وأضاف البيت الأبيض في بيان "أكد سوليفان أنه على الرغم من وجود منافسة بين الولايات المتحدة والصين فإن البلدين في حاجة إلى منعها من الانزلاق إلى صراع أو مواجهة".
وقال مسؤول أمريكي، على ما أفادت وكالة "رويترز"، إن الصين أبلغت المسؤول الأمريكي أنها أثارت مع طهران مسألة دعم إيران للحوثيين".
وأوضح المسؤول أن بلاده تنتظر لترى مدى فاعلية ذلك، بعد أن حث سوليفان الصين على استخدام نفوذها لكبح طهران.
وتشن الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات على مواقع حوثية، ردا على هجمات المليشيات الحوثية على السفن الإسرائيلية أو المتجهة إليها، مشترطة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة لتعليق تلك الهجمات.
ووسع الحوثيون دائرة الاستهداف لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية بعد غارات البلدين على مواقعهم.
وتدهورت العلاقات الصينية الأمريكية في السنوات الأخيرة بسبب قضايا عدة، مثل وضع تايوان والتجارة والتكنولوجيات الجديدة وصراع البلدين على النفوذ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي وحقوق الإنسان، إلا أن قنوات الاتصال الحالية ربما تسهم في تخفيف التوتر.
لكن قنوات الاتصال رفيعة المستوى بين الاقتصادين الأبرز عالميا تواجه تحدي الانتخابات الأمريكية المقررة هذا العام.
وأصبح في حكم المؤكد أن ينافس الجمهوري دونالد ترامب المرشح الديمقراطي، وهو على الأرجح بايدن.
وخلال فترة رئاسته وجه ترامب مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة للتحقيق في الممارسات الاقتصادية الصينية، وصدر تقرير التحقيق في 2018، وهاجم السياسات الاقتصادية الصينية، وفي أعقاب ذلك أوعز ترامب بفرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية، ورفع دعوى ضد بكين لدى منظمة التجارة العالمية، وفرض قيودا على الاستثمار الصيني في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة في بلاده.
وحينما نجح بايدن في انتزاع البيت الأبيض من خصمه في الانتخابات السابقة، دعت الصين في بيان عقب الاجتماع مع الولايات المتحدة في ألاسكا، واشنطن إلى إزالة تأثيرات سياسات إدارة الرئيس السابق ترامب تجاه بكين، وتجنب خلق مشاكل جديدة.
وفي الوقت الراهن يواصل ترامب تفوقه في استطلاعات الرأي، حيث يرجح مراقبون أنه قادر على العودة إلى البيت الأبيض رغم العقبات القضائية التي تواجهه.