وجوه الأفارقة بجانب حيوانات برية تظهر تعابير وجه مماثلة، أمر أعتبره الأفارقة بمثابة إهانة من الصين لتشبيههم بالحيوانات
افتتحت الصين أواخر الشهر الماضي معرضا أفريقيا بمقاطعة هوبي، وسط الصين، عرضت فيه ما يقرب من 150 صورة من القارة الأفريقية، وأطلقت على المعرض عنوان "هذه هي أفريقيا".
وأثار هذا المعرض غضبا عارما لدي المجتمع الأفريقي، حيث تم عرض وجوه الأفارقة بجانب حيوانات برية تظهر تعابير وجه مماثلة، الأمر الذي اعتبره الأفارقة إهانة لهم لتشبيههم بالحيوانات، ووصفوا الأمر بالعنصرية الصينية وعدم احترام الآخرين، وطالبوا السلطات الصينية والقائمين على المعرض بسرعة الاعتذار عن تلك الإهانة وإزالة الصور المسيئة.
وذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية أن هذا المعرض كان قد أُقيم تحت إشراف يو هوى بينغ، نائب رئيس جمعية المصورين الصينية بمقاطعة هوبي، والذي أكد أن المقارنة بين البشر والحيوانات من الأمور الشائعة في الصين، وهي في الحقيقة تعتبر مجاملة، والدليل الأكبر على ذلك أن الأبراج الصينية جميعها تحمل أسماء الحيوانات، فكل برج من الأبراج الصينية يمثله حيوان وتميزه خصائص وسمات شخصية تنطبق على الشخص الذي ولد في سنة هذا الحيوان، فيسمى عام 2016 بعام القرد على سبيل المثال.
ووصف يو هوي تلك الشكاوى بالمبالغة ورفض الاعتذار، وأصر على أنهم لم يرتكبوا أي خطأ، قائلاً: "لا نعتزم التمييز ضد أي ثقافة"، إلا أنه أوضح أنه بعد تلقي الشكاوى حول تلك الصور، تم بالفعل حذفها من المعرض، وذلك فقط احتراما لوجهات نظر "الأصدقاء الأفارقة"، على حد تعبيره.
في المقابل، قال أحد المواطنين الأفارقة المقيمين بالصين إن وضع صور الأفارقة مع الحيوانات يعد إهانة لأنها تساوي بينهم، مؤكداً أنها صور نمطية هجومية وتشجع على استمرار العنصرية.
وقالت سامانثا سيباندا، مؤسسه "أبريشيت أفريكا نتوورك"، وهي منظمة غير ربحية أطلقت في بكين عام 2013، بهدف خلق الوعي حول أفريقيا والشعب الأفريقي وثقافتهم: "رأيت ذلك غير محترم، وشعرت أنهم لا يحترمون الشعب الأفريقي".
وليست هذه الحادثة الأولي من نوعها، فسبق أن أظهر إعلان تلفزيوني صيني عن منظفات الغسيل رجلا أسود مغطى بالطلاء يدخل في الغسالة ويخرج كرجل آسيوي متلألئ، وانتشر الفيديو في جميع أنحاء العالم، وتسبب أيضاً في غضب كبير لدي المجتمع الأفريقي المعروف ببشرته الداكنة.
وقد زار أكثر من 141 ألف شخص المعرض الذي افتتح قبل عطلة العيد الوطني الصيني، والتي تستمر أسبوعا واحدا.