الصين.. الذكاء الاصطناعي يحل محل المحققين والقضاة
الصين تطمح للريادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي
تسعى الصين التي تطمح للريادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي إلى استخدام تقنياته بشكل أكبر لمساعدة المسؤولين القضائيين في البلاد على التحقيق واتخاذ القرارات، في محاولة لتعزيز العدالة وتحسين الكفاءة القضائية.
وحسب ما ذكرته صحيفة الشعب الصينية، قال "خي فان" رئيس مكتب الإصلاح القضائي بالمحكمة الشعبية العليا فى الصين فى مؤتمر عقد يوم الجمعة بمدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ فى شرقي الصين، إن استخدام تلك التقنيات من شأنه أن يغير إجراءات المقاضاة ويغير أيضاً طريقة صنع القرارات واتخاذ الإجراءات في البلاد.
وقال في المؤتمر إن "القضاة كانوا قبل ذلك يتخذون القرارات وفقا لما يرونه ويسمعونه في المحاكم وبناء على فهمهم للقوانين ولكن الآن أصبح بإمكانهم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتساعدهم في عملهم".
وأضاف "فان" أنه تم بالفعل اعتماد استخدام الذكاء الاصطناعي في محكمة شنغهاي من خلال مشروع رُمز له بـ "206" وهذا المشروع عبارة عن نظام ذكي يساعد في إجراء التحقيقات الجنائية.
وأوضح "فان" أن النظام يمكن أن يقدم اقتراحات للمحققين على اساس تحليل تجمع بين كافة البيانات المخزنة فى مكاتب الشرطة والمحاكم والنيابات.
على سبيل المثال، عندما يريد ضابط شرطة القبض على مشتبه بإرتكاب لجريمة ما فإن نظام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يذكره تلقائيا بأن هناك 3 عناصر من الأدلة الرئيسية مفقودة، و2 آخرين من الأدلة غيرت كاملة.
وإذا كان المدعي يريد رفع دعوى قضائية، قد يحدد النظام أن 80٪ من الحالات المماثلة لا يمكن توجيه الاتهام إليها.
وبحلول نهاية يونيه/حزيران، سجل النظام 60 حالة و19316 دليل، وكشف 48 دليل غير صحيح، وفقا للموقع الشبكي لمحكمة الشعب العليا في شنغهاي.
وقال تشانغ جيان وى، وهو أستاذ القانون بجامعة تسينغهوا، لصحيفة جلوبال تايمز أن مشاركة الذكاء الاصطناعي فى النظام القضائي ستساعد فى تعزيز العدالة القضائية والمساواة، إلا أن نسبة مساهمة الذكاء الاصطناعي والحكم البشرى يجب أن تكون متوازنة وألا يطغي الذكاء الاصطناعي على الجنس البشري.
وقال تشانغ "صحيح أن الذكاء الصناعي يمكن أن يساعد في الإجراءات القضائية، ولكنه في النهاية مجرد نوع من التكنولوجيا المساعدة التي لا يمكن ان تهيمن على صنع القرار القضائي".
وسبق وأن أعلنت الحكومة الصينية خطة وطنية للذكاء الصناعي تستهدف نمو صناعات الذكاء الصناعي بالبلاد إلى ما يزيد على 150 مليار يوان (22.15 مليار دولار) بحلول 2020 وإلى 400 مليار يوان (59.07 مليار دولار) بحلول 2025.
وبهذه الدفعة الكبيرة في قطاع الذكاء الصناعي فإن الصين تتطلع إلى منافسة شركات رائدة في السوق الأمريكية على غرار ألفابت، المالكة لجوجل، ومايكروسوفت، في الوقت الذي تحرص فيه الصين ألا تتخلف في تكنولوجيا أصحبت مهمة بشكل متزايد في شتى القطاعات من السيارات الذكية حتى الطاقة.
aXA6IDE4LjIxOS4yNTMuMTk5IA== جزيرة ام اند امز